المستشفى الوطني بمدينة الرياض واحد من أعرق المستشفيات الخاصة وأقدمها حيث أمضى ما يزيد عن الأربعين عاما مر خلالها العديد من القفزات التي ساهمت في دعم القطاع الصحي في المملكة العربية السعودية وفي هذا اللقاء سنسلط الضوء حول جديد المستشفى وما هي رؤية المستشفى حول القطاع الصحي في المملكة وغيرها من النقاط في هذا الحوار مع مدير عام المستشفى الوطني الأستاذ: عبدالرحمن بن إبراهيم الفارس. * في الفترة القريبة الماضية افتتح أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر ابن عبد العزيز المبنى الجديدة للمستشفى الوطني والذي ضم العديد من الأقسام بالإضافة إلى زيادة الطاقة الاستيعابية للمستشفى, هذه التغيرات الكبيرة في المستشفى ماذا تشكل لكم؟ في البداية أود أن أشكر صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر على تشريفه وافتتاحه لهذا الصرح الجديد والذي يعتبر امتداد لمسيرة المستشفى وإيمانا منا بأهمية التغيير والتطوير الذي نأمل أن يكون رافدا مهما في سبيل تطوير العمل الصحي في المملكة العربية السعودية, وأود أن أبين أن هذه التوسعة كانت مرتبطة بإنشاء جديد يضاف للمبنى القديم الموجود والذي أمضينا فيه أكثر من 40 عاما وكنا آنذاك أول مركز طبي متخصص في الرياض واكتسبنا من خلاله العديد من الخبرات الطبية التي جعلتنا أمام تحد كبير لتقديم خدماتنا بأرقى المستويات الطبية التي وصل إليها العلم الحديث, واستطعنا ولله الحمد من خلال هذه التوسعة رفع الطاقة الاستيعابية لأكثر من 224 سريرا, وهذا الرقم يقودني إلى بدايات العمل في المستشفى حيث كانت أعداد الأسرة لا تتجاوز 30 سريرا حيث كانت الرياض وقتها لا يتجاوز عدد سكانها 750 ألف نسمة, لكن الآن وصل عدد السكان لاكثر من 5 ملايين نسمة ووصل عدد المستشفيات الخاصة لأكثر من 25 مستشفى خاصا وحتى الآن هي لا تلبي الاحتياجات. أما ما يتعلق بالمستشفى الوطني فقد تم تجهيز المستشفى في الفترة الأخيرة بأحدث الأجهزة الطبية وتم أيضا تجهيز قسم نسائي متكامل بكل مرافقه, وعيادات أطفال متخصصة وجهزنا كذلك قسم العناية المركزة للأطفال الذي يتسع ل 23 سريرا, وقسم الباطنية, وقسم الجراحة العامة وجراحات السمنة وجراحات العظام. * «أكثر من 40 عاما في المجال الطبي هذا التجربة الكبير ألا تشكل لكم هاجسا وتجعلكم تحت ضغط كبير؟ بلا شك هذه السنوات تجعلنا تحت ضغط كبير لتلبية احتياجات المواطن من خلال توفير بيئة طبية متكاملة وتحديدا في الفترة الأخير وفي ظل ازدياد الوعي الصحي لدى الناس فقد أصبح المريض لا يقبل أن يذهب لطبيب عام إلا في الحالات الطارئة أما غير ذلك فهو يبحث عن الطبيب المتخصص وهناك نوعية أخرى أصبحت من المرضى تبحث عن تأهيل الطبيب وشهاداته, وهناك نوعية أصبحت تسأل وتناقش حول الأجهزة الطبية ومستواها, فكل هذه المتغيرات المرتبطة بزيادة الوعي لدى المواطن تجعل القطاع الخاص في عجلة متسارعة في سبيل التطوير والتغيير فزمن أن تصرف للمريض بنادول وبعدها تنتهي مسؤليتك كمستشفى انتهى فالمريض الآن أكثر وعيا ودراية بالإضافة إلى الرقابة الشديدة من قبل وزارة الصحة ممثلة في المجلس المركزي للتخصصات الصحية, وهناك تحد آخر ومهم وهو توفر الأيدي العاملة الماهرة واليد العاملة الماهرة حاليا أصبحت نادرة إذا ما علمنا أن المجال الطبي هو الأكثر حساسية ودقة عند اختيار الأطباء أو الممرضين. * «أنتم في القطاع الطبي الخاص ماذا عملتم للتقليل من حجم مشكلة توفر الكوادر المميزة والمدربة؟ الجميع يعلم انطباع الجيل السابق عن موضوع العمل في المستشفيات وتحديدا في مجال التمريض للجنسين وهذا شكل صعوبة في بداية الأمر لكن في الفترة الأخيرة ومع زيادة الوعي بدأت تقل هذه النظرة وأصبحنا نشاهد جيل جديد يعمل في هذا المجال بكل أريحية ولا ننسى المساهمة الكبيرة والفعالة من وزارة الصحة ووزارة العمل لدعم المعاهد الصحة لأجل إخراج جيل طبي مميز سيكون هو الداعم الأول لمسيرة العمل الصحي في المملكة إذا ما علمنا أن الأطباء الممرضين والفنيين يشكلون ما نسبته 50% من الأيدي العاملة داخل المراكز الطبية والمستشفيات. * «كشخص له باع طويل في المجال الطبي هناك سؤال يدور كثيرا في الشارع ويشكل هاجسا مهما للمواطن السعودي.. التأمين الطبي هل تطبيقه سيكون محفزا وداعما للقطاع الصحي أم أننا لازلنا نحتاج للكثير من الوقت لتطبيقه؟ التأمين الطبي مطلب, ومهم جدا توفره, وإيجاده سيشكل نقلة نوعية, والجميع يعلم الضغط الكبير على المستشفيات الحكومية الكبيرة, فالمريض عندما يصاب بمؤشرات المرض يبدأ بالقلق وعندما يقلق تدخل الأسرة جميعها معه في هذا القلق وتجد المريض يستعجل استكشاف المرض وعلاجه - وهذا حق له - فتجده يتجه للمستشفيات الحكومية ذات الخدمات المميزة وهي محدودة ومركزة في مناطق معنية في الرياضوجدة والدمام وهذا يشكل ضغطا كبيرا على هذا المستشفيات مما يعني ضرورة تقليل هذا الضغط من خلال الاتجاه للمستشفيات الخاصة لكن هناك عديد من الأسر لا تستطيع دفع تكاليف العلاج في هذه المستشفيات لذلك أصبح من الضروري سن نظام التأمين الطبي للمواطنين للحد من الضغط الكبير على المستشفيات الحكومية وأيضا سيكون داعم مهم للقطاع الخاص في سبيل التطوير والمواكبة للخدمات الصحة على مستوى العالم , أما فيما يتعلق بقدرة المستشفيات فأعتقد أن المدن الرئيسية كالرياضوجدة والدمام قادرة على ذلك, أما المدن الصغيرة فستواجة ضغوط وصعوبات في بداية الأمر لكن مع مرور الوقت سيكون هناك تنافس كبير وتحديدا في القطاع الخاص لإنشاء مركز طبية في القرى لجذب أكبر قدر ممكن من طالبي الخدمة الصحية عن طريق التأمين. * «هل الإعلام الطبي بكل مجالاته وصل لمرحلة استطاع من خلالها تثقيف المواطن ونقل كل ما هو جديد في المجال الطبي؟ أصبح الإعلام الطبي حاليا مقسم لجزأين الأول الإعلام الطبي العلمي والثاني الإعلام الطبي التجاري وهذا يسبب قلق كبير, وأصبحت الآراء تتضارب ولم يعد هناك مرجع وهذا يشكل خطورة على المتلقي فلو كان هناك مرجع رسمي يجيز ويكون مثل الوعاء الحاضن لكل ما يطرح في الإعلام الطبي المرئي والمسموع وتحديدا في الصحف والمجلات لكان أفضل.