السيد/ خالد بن حمد المالك الموقر رئيس تحرير جريدة الجزيرة لقد مضى عام منذ رسالتي الأولى إليكم. لقد شاركتكم بشكل أساسي التحديثات حول العلاقات الدبلوماسية بين اليابان والمملكة العربية السعودية، والتي تشمل الزيارات الرسمية لكبار الشخصيات، وأوضاع الشرق الأوسط، وما اتخذته الحكومة اليابانية تجاه هذه القضايا، والتعاون الاقتصادي والتجاري، والفعاليات الثقافية وغيرها. بصفة خاصة، أود أن أعرب عن فائق تقديري إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع لزيارته إلى اليابان في شهر فبراير 2014م. لقد تشرفت أن شاركت في استقبال سمو ولي العهد، وأتطلع إلى مزيد من الازدهار للعلاقات الدبلوماسية بين اليابان والمملكة العربية السعودية. وأرسل إليكم رسالتي السادسة، آملاً أن تجدوا هذه الرسالة مفيدة وممتعة. (الزيارة الرسمية لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد إلى اليابان) قام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود والوفد المرافق له بزيارة رسمية إلى اليابان خلال الفترة من 18 إلى 21 فبراير 2014م. إنها كانت لحظة هامة حيث تم اختيار اليابان باعتبارها إحدى الدول الأولى خارج منطقة الشرق الأوسط لزيارته الرسمية منذ تولي سموه منصب ولي العهد في عام 2011م. وكان في استقبال سمو ولي العهد الأمير سلمان صاحب السمو الامبراطوري الأمير ناروهيتو، ولي عهد اليابان عند وصوله إلى اليابان، وأقام جلالة الإمبراطور أكيهيتو مأدبة غداء في القصر الإمبراطوري. رحب رئيس وزراء اليابان السيد شينزو آبي ترحيباً حاراً بسمو ولي العهد الأمير سلمان، وقد استمتعا بلقاء آخر منذ إبريل 2013م. أعرب رئيس الوزراء آبي عن امتنانه إلى سمو ولي العهد الأمير سلمان لكرم الضيافة التي تلقاها عندما قام بزيارة المملكة العربية السعودية في العام الماضي، وأضاف أن اليابان ترغب في تعزيز مزيد من (الشراكة الشاملة) بين البلدين في نطاق واسع من المجالات. ذكر سمو ولي العهد الأمير سلمان أيضاً أنه يأمل بتعميق التعاون مع اليابان في مختلف المجالات، معبراً عن سعادته لزيارة اليابان، دولة صديقة للمملكة العربية السعودية. قام الجانبان خلال اللقاء بمناقشة شاملة حول المصالح المتبادلة بينهما في مجالات السياسة، والأمن القومي، والاقتصاد والقضايا الدولية، مع التركيز بشكل خاص على قضايا منطقة الشرق الأوسط وآسيا. وبناء على هذا الاجتماع، صدر بيان مشترك بين البلدين. (ولمزيد من التفاصيل، يرجى الاطلاع على البيان المشترك المرفق بهذه الرسالة). بالإضافة إلى ذلك، عقد الاجتماع الثالث عشر لمجلس الأعمال الياباني - السعودي وورشة العمل في الاستثمار المتبادل التي أقامتها الهيئة العامة للاستثمار (SAGIA) على هامش هذه الزيارة. إن هذه الفعاليات والاجتماع تعكس العلاقة الودية بين اليابان والمملكة العربية السعودية تأمل اليابان الحفاظ على هذه العلاقة والتعاون الراسخ مع المملكة العربية السعودية، التي لها دور أساسي في الاستقرار والازدهار في منطقة الشرق الأوسط والعالم. (التزام اليابان المتجدد بالسلام العالمي) أصدر رئيس الوزراء آبي بياناً باسم (تعهد للسلام الأبدي) عندما قام بزيارة ضريح ياسوكوني وأعرب عن تعازيه لجميع أولئك الذين قاتلوا من أجل البلاد منذ عهد ميجي في عام 1868م. قال السيد آبي (يجب ألا تشن اليابان الحرب أبداً مرة أخرى. وهذه هي قناعتي بناء على الندم الشديد عن الماضي). وتعهد أيضاً (بناء عصر خال من المعاناة من دمار الحرب؛ وأنه يجب على اليابان أن تكون بلداً متعاوناً مع الأصدقاء في آسيا والأصدقاء في جميع أنحاء العالم من أجل تحقيق السلام في العالم بأسره). كما قال في بيانه، أنه ليس أبداً من نية رئيس الوزراء آبي إيذاء مشاعر أي بلد أو أي شخص، ولكنه أراد أن يؤكد التزامه القوي للسلام. أما وزير الخارجية كيشيدا فأوضح أيضاً نية اليابان للإسهام بشكل أكبر تجاه السلام العالمي، وفي الدورة الخمسين لمؤتمر ميونيخ للأمن، الذي عقد بميونيخ في ألمانيا بتاريخ 1 فبراير 2014م، قدم وزير الخارجية لمحة عامة عن الأمن العالمي خلال نصف القرن القادم، وعرض الجهود التي بذلتها اليابان (في كل من افريقيا والشرق الأوسط واتحاد دول جنوب شرق آسيا - آسيان - وعمليات الأممالمتحدة لحفظ السلام ونزع السلاح النووي وعدم انتشاره وتعزيز سيادة القانون.. إلخ) كجزء من رؤيتها ل(مساهمات استباقية تجاه السلام) وفقاً لمبدأ التعاون الدولي، كما أعرب عن عزم اليابان على المساهمة بشكل فعال أكبر للسلام والأمن في المنطقة والعالم. وقد دعمت اليابان الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون في شرق آسيا بوصفها بطلاً لهذه القيم، وقد ساهمت بشكل متواصل للسلام والازدهار في المنطقة والعالم. وستستمر اليابان في متابعة هذا المسار كدولة محبة للسلام. ولإدراك فهم جيد حول التزام اليابان القوي للسلام والازدهار، وكذلك للمعرفة عن رغبتها في بناء علاقات الصداقة مع الدول المجاورة، يرجى الإطلاع على البيان المرفق بهذه الرسالة. (زيارة رئيس هيئة أركان قوات الدفاع البحري الذاتي اليابانية إلى المملكة العربية السعودية) في منتصف شهر فبراير 2014م، قام الأدميرال كاتسوتوشي كاوانو، رئيس هيئة أركان قوات الدفاع البحري الذاتي اليابانية والوفد المرافق له بزيارة المملكة العربية السعودية وفقاً لدعوتها وتم استقباله من قبل القوات البحرية الملكية السعودية، وذلك للمرة الأولى بوصفه كضابط عسكري ياباني رفيع المستوى. وكان هذه دعوة مجاملة رسمية تذكارية حيث زار اليابان معالي قائد القوات البحرية الفريق الركن دخيل الله الوقداني في يناير 2013م. استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع رئيس هيئة أركان قوات الدفاع البحري الذاتي اليابانية الأدميرال كاتسوتوشي كاوانو خلال زيارته للمملكة، وقلده وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الممتازة تنفيذاً لأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود. أعلن الأدميرال كاتسوتوشي كاوانو أن الزيارات المتبادلة من كلا قائدي القوات البحرية لن تقتصر على تعزيز العلاقة بين القوات البحرية للبلدين فحسب، ولكن أيضاً ستفتح بعداً جديداً في مجال التعاون الدفاعي. أعلن قائد القوات البحرية الفريق الركن دخيل الله الوقداني أيضاً أنه سوف يقوم بتعزيز مزيد من العلاقة، وبشكل فعال سوف يقوم بتنفيذ تدريب مشترك مع قوات الدفاع البحري الذاتي وأكثر. الشهر الثقافي الياباني - معرض الفن والموسيقى التقليدي في منتصف شهر فبراير الماضي، نظمت سفارة اليابان فعاليات ثقافية كبيرة، هما معرض الفن الياباني وحفل موسيقي تقليدي. وقد تم تنظيم معرض الفن الياباني بالتعاون مع معهد المهارات والفنون بالرياض. قام الطلبة بالمعهد بإبداع الأزياء والرسوم وأقنعة الطين ملهمين بالثقافة والطبيعة والتاريخ والمجتمع الياباني. فقد قمت بزيارة المعرض، حيث فوجئت وسعدت بمشاهدة الفهم الجيد للطلبة عن جوهر الثقافة اليابانية. هنأت صاحبة السمو الأميرة أضواء بنت يزيد بن عبد الله، رئيسة مجلس إدارة المعهد، لنجاح المعرض. شاركنا نفس الآراء على أن التعاون والشراكة بيننا ستستمر لفترة طويلة. وأيضاً، في وقت لاحق من هذا الشهر، قام ثلاثة من الموسيقيين اليابانيين بزيارة إلى المملكة العربية السعودية، وقامت سفارة اليابان بتنظيم حفل موسيقي تقليدي في مقر إقامة السفير الياباني بدعم من الجمعية السعودية للثقافة والفنون. لم تكن الحفلة ناجحة جداً فحسب، بل كانت أيضاً ورشة عمل خاصة بين الفرقة الموسيقية اليابانية التقليدية والفرقة السعودية لحظة تاريخية. من الجدير بالذكر، أن الآلة الموسيقية السعودية مثل العود مشابهة جداً للآلة الموسيقية اليابانية، وقام الفريقان بعزف أعمال موسيقية تقليدية مع بعضهم البعض بالآلات الموسيقية الخاصة بهم وشاركوا في عزف قطعتين موسيقيتين تقليديتين معاً. تتجاوز الموسيقى فرق اللغة والحدود، حيث أن الجميع قادر على بناء انسجام أفضل ورائع للثقافة. يسرني جداً تلقي أي استفسارات أو ملاحظات على هذه الرسالة.