نحمد الله أنه منذ توحيد هذا الكيان لأكثر من مرور قرن على هذا التوحيد على يد المغفور له - بإذن الله - الملك عبد العزيز عليه سحائب الرحمة والحكم ينتقل بين أبنائه منذ عهد الملك سعود ومروراً بالملك فيصل فخالد وفهد والملك عبد الله ينتقل بانسيابية دون شوشرة أو اضطرابات أو اتحادات أو أحزاب، لأن الملك الحاكم موضع الثقة من قِبل الأسرة المالكة لصلاحه، لذا تجد المبايعة تتم من هذه الأسرة وبين أبناء الشعب من مشايخ وعلماء وبقية أفراد المجتمع، لأن حاكمهم يعرفونه كل المعرفة وليس بغريب عليهم لأنه يعيش بينهم ويعرف أحوال شعبه كبيرهم وصغيرهم ذكرهم وأنثاهم، لذا نجد من يحكم يكون محل تقدير وإعجاب أفراد المجتمع طيلة فترة حكمه، لأنه يبذل كل ما يستطيع من أجل رعاية أفراد هذا المجتمع في جميع مناحي الحياة الدينية والتعليمية والصحية والثقافية والأمنية... إلخ.. لذا نجد النظرة الثاقبة من حكامنا لبقية أفراد الأسرة الحاكمة من أجل إسناد هذا الحكم للبعض منهم بعد التشاور معهم للأخذ بآرائهم والنظر فيها، وهذا ما جعل الملك عبد الله بن عبد العزيز يتشاور مع سمو ولي عهده وهيئة البيعة في ترشيح صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز ولياً لولي العهد مع احتفاظه بمنصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وبناءً على هذا صدر الأمر الملكي الكريم بأن يتولى سمو الأمير مقرن منصب ولي لولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان الذي بارك هذا التعيين، وسمو الأمير مقرن ليس بغريب أولاً على هيئة البيعة ورئيسها صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد العزيز، ولا بغريب على الأسرة الحاكمة، ولا على أفراد المجتمع السعودي، فالكل يعرفه المعرفة الكاملة بدءاً منذ أن كان طالباً في معهد العاصمة النموذجي بالرياض مع زملائه الأمراء الذين كانوا في سنه، ومع الطلاب الآخرين من أفراد المجتمع إلى أن درس العلوم العسكرية في بريطانيا وأمريكا إلى أن حصل على درجة الماجستير في العلوم العسكرية، ومن ثم الالتحاق بالقوات المسلحة كطيار وخدم في هذا السلك السنوات الطوال إلى أن عُيِّن أميراً لمنطقة حائل ثم منطقة المدينةالمنورة ثم رئيساً للاستخبارات ثم مستشاراً للملك عبد الله ثم نائباً ثانياً مع احتفاظه بمنصب المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، وهذه الثقة في سموه لم تأت من فراغ وإنما جاءت من نظرة ثاقبة ودراية ومعرفة من خادم الحرمين الشريفين الملك عد الله بن عبد العزيز، ومباركة من سمو ولي عهده الأمير سلمان بن عبد العزيز، فنعمَ النظرة ونعمَ موقع المسئولية في سموه، فهذه الثقة الملكية لا تُقدر بثمن إلا أن يكون سموه قادراً إن شاء الله على تحمُّل هذه المسؤولية والعمل مع قائد مسيرتنا الملك عبد الله وسمو ولي عهده بما يرفع راية الدين وعزة هذا الوطن وأبناء شعبه للعيش في أمن وأمان ورغد من العيش.