تتجه الأنظار الدولية والإقليمية، ويرقب المحللون السياسيون والدوائر السياسية الرياض، حيث يصل اليوم إلى (بيت العرب) الرئيس الأمريكي باراك أوباما، هذه الزيارة التي ينظر إليها الكثيرون وخصوصاً أبناء المنطقة العربية وبالذات أهل الخليج نظرة اهتمام لسماع رأي الرئيس الأمريكي وتوضيحه للمواقف الأمريكية خصوصاً فيما يتعلق بالاستقرار الإقليمي وأمن الخليج العربي، إضافة إلى معرفة الموقف الأمريكي من العديد من الملفات المهمة وبالذات ملف الأزمة السورية، وملف العلاقة مع مصر، والملف النووي الإيراني ومسيرة السلام في الشرق الأوسط من خلال حل القضية الفلسطينية. الرئيس أوباما يصل إلى الرياض وهو يعلم مدى عمق العلاقة السعودية الأمريكية التي تمتد إلى أكثر من سبعة عقود، والتي أرست شراكة اقتصادية حققت الكثير من البرامج التنموية، وصاغت تحالفاً إستراتيجياً أسهم في تكريس الاستقرار الإقليمي. العلاقة السعودية الأمريكية مثلها مثل غيرها من العلاقات الدولية مرت في بعض فتراتها بحالات من الفتور، بل وخلافات في وجهات النظر بالنسبة لبعض القضايا، وهذا شيء طبيعي ومعتاد بين الدول التي تصوغ مواقفها بحسب فهمها وعلاقة ذلك بمصالحها الإستراتيجية وأمنها القومي ومصالحها الاقتصادية. وفي الآونة الأخيرة لاحظ المراقبون والمحللون السياسيون تغيراً في توجه السياسة الأمريكية في تخفيف التزاماتها الإستراتيجية في بعض المناطق الدولية والتركيز على مناطق أخرى، مما عدّها المحللون توجهاً للعزلة السياسية أو تخفيفاً للالتزامات المالية لمساعدة الاقتصاد الأمريكي على النهوض مرة أخرى، ونتيجة لهذا التوجه فقد رصد المراقبون تباعداً أمريكياً عن قضايا المنطقة وبالذات مشكلات إقليم الخليج العربي، وتراخياً في التعامل مع التجاوزات الإيرانية في الإقليم سواء تغاضيها عن الخروقات الإيرانية في ملف الإرهاب ونشر الفوضى والفتن في الدول العربية وبالذات في إقليم الخليج العربي، وبدلاً من مواجهة النظام الإيراني من منطلق التصدي للإرهاب ولجم الأنظمة الداعمة له، لمس المتابعون للسياسة الأمريكية (غزلاً) أمريكياً لهذا النظام وتراخياً في التعامل وبخاصة في مفاوضات الملف النووي الإيراني، وكون النظام الإيراني متورطاً في أحداث الفوضى في العراق واليمن والبحرين ولبنان، وداعماً للقتل والإبادة التي يتعرض لها الشعب السوري، فسوف يواجَه الرئيس أوباما بأسئلة واستفسارات في الرياض ممن يلتقيهم وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن الموقف الأمريكي في الحد من هذه الأعمال التي تنشر الفوضى في المنطقة العربية، خصوصاً أن هناك العديد من الاستحقاقات الدستورية كالانتخابات البرلمانية في العراق وانتخابات الرئاسة في لبنان وإنهاء الأزمة السورية، وجميع هذه المواضيع يتداخل فيها الإيرانيون. أما بالنسبة للعلاقات بين البلدين فلا بد من أن مباحثات الرئيس أوباما مع خادم الحرمين الشريفين ستتناول العلاقات الإستراتيجية بين المملكة وأمريكا والتعاون الثنائي للدفع بالمصالح المشتركة، وبالذات الأمن في الخليج العربي والأمن الإقليمي للسلام في الشرق الأوسط حيث تشكل القضية الفلسطينية موضوعاً مهماً ورئيساً يحتل جانباً كبيراً في الهموم السعودية، إذ يرى كبار المسؤولين في المملكة -وهم على حق- من أن تأخر حل القضية الفلسطينية هو السبب في وجود كل هذه الأزمات في المنطقة، وهو الذي فجّر ووسّع مساحة الإرهاب.