قامت دولتنا الرشيدة في دورها الأول على أساس الوحدة الوطنية المنبثقة من التوحيد الخالص من الشرك، أقامها الناس بكفاحهم بالتعاون مع ولاة أمورهم وأحبوها وأخلصوا لها وضحوا بكل ما يملكون للدفاع عنها حينما هاجمها الغزاة. قل مثل ذلك عنها في دورها الثاني، أما في دورها الثالث فكانت أكثر تميزاً، إذ استبسل الناس في مؤازرة جهود المؤسس الملك عبدالعزيز - طيَّب الله ثراه- في إعادة بنائها من جديد وأحبوه ودانوا له بالولاء وأخلصوا له ولأبنائه البررة الملوك من بعده بشكل منقطع النظير على الأقل في التاريخ العربي الحديث وما زالت هذه المشاعر النبيلة الصادقة هي الأقوى والأكثر انتشاراً بين عامة المواطنين. حاول القوميون العرب واليساريون الشيوعيون بداية الستينات الميلادية ترويج أفكار منحرفة تؤثّر سلباً في هذه المشاعر الوطنية النبيلة ولكنهم فشلوا ولله الحمد، حيث قضي على أفكارهم بالحزم الرشيد من قبل الملك فيصل - رحمه الله- الذي أنشأ الندوة العالمية للشباب الإسلامي لحماية الشباب من الأفكار اليسارية المنحرفة. في التسعينات الميلادية بزغ نجم فكر منحرف متطرف جديد يطبل ويزمر خلف مشاكل العالم وصراعاته الدموية في القارات الخمس تحت شعار الأخوة الإسلامية يخادع شبابنا بدغدغة عواطفهم الدينية بمقارعة الأمريكان والصهاينة وإقامة الدولة الإسلامية، والأمر ليس على ظاهره. لذا نقول: لا مكان للوطن عند رموز هذا الفكر ولا عند أتباعهم من شبابنا الصغار الذين غرّروا بهم ولا لحب الوطن والإخلاص له ولا للعمل من أجله والمساهمة الإيجابية في حل مشاكله، إذ يعتبرون هذه الأمور كلها نوعاً من (الخرط) لا طائل من ورائها!!