مشاكل بيئية عدة ومتقاربة في موقعها شمال محافظة ضمد؛ تهدد السكان والبيئة الطبيعية، وتنذر بخطر قادم عنوانه (التصحر وفساد التربة وبيئة غير ملائمة وهواء غير صحي). هذه المشاكل بدأت عناوينها واضحة من خلال انجراف التربة وتصحرها، وتكاثر البعوض والحشرات الضارة. عدد من سكان القرى المجاورة لبحيرة الصرف الصحي ومرمى النفايات عبروا ل(الجزيرة) عن انزعاجهم منها لما تسببه من خطورة في انتقال الأمراض من خلال البعوض الذي ينتشر بكثرة في منازلهم, وكذلك استنشاقهم الدخان المنبعث من حرق النفايات؛ ما سبب للبعض حالات ربو وحساسية، خاصة الأطفال. إمام وخطيب جامع قرية الزرقاء هادي عاتي أوضح لنا أن الأهالي متضررون من الدخان القادم من مرمى النفايات؛ ما دفع البعض للاستنجاد بالدفاع المدني لإطفاء الحرائق بالمرمى. وتحدث أحمد حكمي وعلي سراج وأحمد شامي عن تضررهم من دخان مرمى النفايات وبحيرة الصرف بعد أن باتوا يستنشقون هواء غير صحي وروائح كريهة، وأبدوا انزعاجهم من أصحاب وايتات الصرف عند مرورها؛ إذ يقوم البعض بفتح الصنابير لإفراغ الوايت من مياه الصرف. وأضاف ماجد عاتي من قرية جريبة التابعة لمركز الشقيري بأن الدخان سبَّب لهم معاناة وخوفاً على أطفالهم من الربو، مؤكداً أن الدخان يزداد مع ساعات الليل الأخيرة، وأنهم لا يجدون للنوم راحة. وعلى بُعد أمتار من مرمى النفايات والصرف الصحي يظهر تدهور التربة من خلال استنزافها من قِبل الشاحنات التي لا تهدأ في تلك المنطقة؛ إذ تأخذ كفايتها من التربة لتخلف بيئة صحراوية كانت تنعم بالزراعة والحياة, وأصبحت عنواناً للتصحر والتلوث. (الجزيرة) أرسلت استفساراً عن الموضوع لرئيس بلدية محافظة ضمد المهندس عبدالله الحربي، الذي أوضح أنه قد صدر توجيه سمو أمير المنطقة الأمير محمد بن ناصر؛ وشُكلت لجنة بخصوص إغلاق البحيرة برئاسة وكيل الإمارة وعضوية مديري الدوائر الحكومية المعنية لإيجاد الحلول الجذرية لمشكلة البحيرة، وتوصلت إلى بقاء البحيرة في مكانها مع متابعتها وتقوية العقوم من قبل بلدية ضمد وصبيا. مؤكداً أن (المياه) تقوم بعمل محطة لمعالجة مؤقتة خلال سنة, إلى أن يتم الانتهاء من المعالجة للصرف الصحي الدائمة لمحافظة صبيا، ونقل الصرف إليها. وقد قامت البلديتان بتقوية العقوم، ويتم المكافحة برش البحيرة بصفة دورية. وبيّن الحربي خلال رده أن الحفريات المجاورة للصرف الصحي ضمن موقع المجمع التعديني، وتشرف عليه الثروة المعدنية، وقد جرى توجيه سمو أمير المنطقة بتشكيل لجنة بإيجاد مكان بديل للموقع المذكور، وقد باشرت اللجنة مهامها، وأوصت بتقليص موقع المجمع الحالي، والبحث عن بديل له, وذلك تحت الإجراء. وحول حرائق مرمى النفايات أوضح الحربي أن المرمى لبلديات (ضمد صبيا العيدابي)، ويتم معالجة النفايات من قبل متعهد نقل، والتخلص منها بالطمر الصحي، إلا أن هناك بعض المجهولين يقومون بإشعال الحرائق، ويتم معالجتها والسيطرة عليها حال حدوثها، والتنسيق مع الجهات المعنية حول ملاحقتهم. مضيفاً بأن العمل يجري حالياً من قِبل الأمانة لإيجاد مرامٍ مركزية تعمل على تدوير النفايات، والاستفادة منها للمنطقة.