قبل نحو ثلاثة أعوام، أمر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان، بإقفال بحيرة الصرف الصحي الواقعة شمال محافظة ضمد، التي يطلق عليها اسم «بحيرة الفل»، وبعدم السماح لأصحاب الصهاريج التي تأتي من المحافظات بالضخ فيها، وذلك لخطورتها على البشر والبيئة، ووجه وقتها سموه في خطابه إلى بلديات المحافظات، بالبحث عن مكان آخر بعيد عن التجمعات السكانية والأودية. إلا أن ما يحصل الآن هو أن قوافل الصهاريج لا تزال تضخ سمومها وبكميات كبيرة يوميا في البحيرة، فيما لا يزال الأهالي ينتظرون نقل البحيرة التي تشكل خطرا عليهم وعلى بيئتهم. وما حدث -حسب الأهالي- أن اللجنة المكلفة من إمارة المنطقة وممثلين من محافظة صبيا وضمد والعيدابي ومركز فيفا وأمانة المنطقة ومن المياه والزراعة والرئاسة العامة للأرصاد، أصرت على بقاء البحيرة في مكانها، مؤكدين أن ذلك يعني الإصرار على بقاء الأخطار، خصوصا لقربها من وادي قصي، مؤكدين أن خطر البحيرة يزيد مع هطول الأمطار والسيول. وقال كل من حسن وخالد الحازمي إنه رغم الأمر الواضح والصريح الذي صدر من سمو أمير المنطقة، بإيقاف العمل في موقع البحيرة، فإن اللجنة المكلفة أصرت على بقائها في موقعها واستخدامها. واعتبرا أن عدم الاستجابة لهذا الأمر يعنى بقاء الخطر الذي يهدد الأهالي والعابرين. وحذرا من حدوث كارثة متوقعة في أي وقت، خصوصا مع هطول الأمطار الغزيرة التي يمكن أن تتسبب في انهيارها، ناهيك عن الأضرار التي ستسببها على سكان القرى المجاورة للبحيرة، ومن ضمنها الإسكان الخيري والزرقاء ومنتوفة ووادي قصي. من جانبه قال أحمد يحيى إن الرش لا يكفي ولا ينهي خطورة البحيرة، متمنيا على الجهات المعنية تنفيذ توجيهات سمو أمير جازان الأمير محمد بن ناصر بإيقاف الصهاريج وعدم الضخ فيها، والبحث عن موقع آخر قبل أن تقع الفأس في الرأس. وسأل من يتحمل المسؤولية لو حصلت كارثة لا سمح الله، مشيرا إلى أن البحيرة أصبحت تمثل هاجسا للأهالي الذين يتمنون وضع الحلول السريعة حتى لا تتكرر كارثة بحيرة المسك في جدة. أما عبده إبراهيم فقال: إن الروائح السامة المنبعثة من البحيرة أفسدت أجواء البيئة المحيطة بها، خصوصا الآثار الموجودة في وادي قصي، محذرا من أن هذه الروائح وكذلك مياه الصرف المجمعة في البحيرة قد تتسبب في انتشار الأمراض الخطيرة، لافتا إلى أن الأعشاب المجاورة للبحيرة أصبحت مرعى للأغنام والضأن وغيرها، الأمر الذي قد يتسبب في أن تحمل هذه المواشي الكثير من الأمراض، داعيا إلى حصر هذه الحيوانات ومعالجتها قبل إدخالها إلى الأسواق وبيعها. «عكاظ» نقلت مخاوف الأهالي إلى رئيس بلدية ضمد المهندس عبدالله الحربي الذي أكد أنه بعد صدور توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان، عملت اللجنة المشكلة لهذا الأمر برئاسة وكيل الإمارة وعضوية مديري الدوائر الحكومية المعنية على دراسة الموضوع من مختلف جوانبه بهدف إيجاد الحلول الجذرية لمشكلة بحيرة الصرف الصحي، موضحا أنها توصلت إلى قرار بإبقاء البحيرة في مكانها، على أن تقوم بلديتا صبيا وضمد بمتابعتها، وبأعمال الرش بصفة دورية، إضافة إلى تقوية العقوم لإبعاد أي احتمالات لوقوع خطر على الأهالي. المواقع المأهولة حدد مصدر في بلدية ضمد المواقع المأهولة بالسكان القريبة من بحيرة الصرف الصحي، مشيرا إلى أن البحيرة تبعد نحو 2.5 كلم من قرية منتوفة، ومسافة 3.250 كلم من إسكان الأمير سلطان الخيري، كما تبعد مسافة 5.4 كلم من مركز الشقيري و4.3 كلم من قرية جريبة، وكيلو متر واحد من وادي قصي، و6.7 كلم من مدينة ضمد و3.7 كلم من قرية الزرقاء.