اتهمت روسيا دولاً غربية بانتهاك تعهدها باحترام سيادة أوكرانيا واستقلالها السياسي بموجب اتفاق للضمانات الأمنية عام 1994، وقالت إن هذه الدول «تورطت في انقلاب» أطاح بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش الشهر الماضي. وقالت الخارجية الروسية «إن تصرفات الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي جاءت مخالفة للضمانات التي قدمتها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وروسيا مقابل التزام أوكرانيا بالتخلي عن ترسانتها النووية عقب انهيار الاتحاد السوفيتي». ووضع أعضاء البرلمان الروسي أمس الأربعاء خططاً للتصديق على المعاهدة التي تضم القرم وتعتبرها جزءاً من روسيا على أن يتم ذلك في وقت لاحق من الأسبوع رغم تهديد الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بفرض مزيد من العقوبات على روسيا. ووقَّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المعاهدة أول أمس الثلاثاء مع زعماء القرم الموالين لموسكو، ومضى قدماً في خطط ضم شبه الجزيرة المطلة على البحر الأسود الذي تعتبره واشنطن وبروكسل والحكومة الأوكرانية الجديدة الموالية للغرب غير قانوني وغير مقبول. وقال سيرجي جلزينياك نائب رئيس مجلس النواب (الدوما) في اجتماع حضره زعماء القرم «زملائي سيبذلون قصارى جهدهم للتصديق على المعاهدة يوم الجمعة». واستهل رئيس الدوما سيرجي ناريشكين كلمته بقوله «أيها الإخوة والأخوات. أهلاً بكم في وطنكم روسيا». وحظي زعماء القرم باستقبال الأبطال في البرلمان الروسي. وامتلأت القاعة بباقات الورود، وارتدى الأعضاء شرائط سوداء وبرتقالية ترمز الى الفخر في الجيش الروسي خاصة النصر الذي حققته القوات السوفيتية في الحرب العالمية الثانية. كما استدعت وزارة الخارجية الأوكرانية المبعوث الروسي لدى كييف أندري فوروبيوف لتسلمه خطاب احتجاج ضد معاهدة انضمام شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى روسيا الاتحادية، وفقاً لما أوردته وكالة «ريا نوفوستي» الروسية للأنباء، ووصفت كييف قرار روسيا بأنه أحد صور ضم الإقليم، مما يعني الاستيلاء بالقوة على الأراضي الأوكرانية، مشيرة إلى أنها تحتفظ بحقها في اتخاذ خطوات لتسوية الصراع، وفقاً للقانون الدولي. وذكرت الوزارة الثلاثاء في المذكرة التي جاءت عقبت توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعماء القرم معاهدة حول ضم شبه الجزيرة إلى روسيا: «يرفض الجانب الأوكراني أي سيادة للاتحاد الروسي على المنطقة الأوكرانية التي تحتلها روسيا». من جهة أخرى احتل ناشطون موالون لروسيا صباح أمس الأربعاء مقر البحرية الأوكرانية في سيباستوبول بالقرم من دون أن يتم إطلاق أي رصاصة، على ما أفاد المتحدث باسم البحرية الأوكرانية سيرغي بوغدانوف لوكالة فرانس برس. وقال المتحدث «إنهم حوالى مئتين، بعضهم ملثم، ليسوا مسلحين، ولم يتم إطلاق أي رصاصة من جانبنا». وأضاف أن «الضباط تحصنوا داخل المبنى والمفاوضات مستمرة»، موضحاً أنه «بالرغم من أن لدينا تفويضاً باستخدام السلاح للدفاع عن أنفسنا، فإننا لا نفعل ذلك ولن نفعله». وأفادت وكالة أيتار - تاس الروسية للأنباء أن الناشطين رفعوا العلم الروسي فوق مقر القوات البحرية. وأوضحت الوكالة أن الناشطين تظاهروا أمام القاعدة البحرية قبل أن يدخلوها بعدما قطعوا السياج حولها.