أكد محمد علي العروي الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية أن الوحدات الأمنية قضت على 3 عناصر إرهابية و ذلك خلال عملية مداهمة للمنزل الذي يتحصنون به فجر الاثنين بإحدى قرى محافظة جندوبة ( 160 كلم شمال غرب العاصمة) و قامت بحجز سلاحين من نوع كلاشنكوف وقنبلة يدوية و حزام ناسف،ومخزنين ومسدس «سميث» تابع لأحد الشهداء الأمنيين في عملية أولاد مناع الذي اغتيل منذ حوالي شهر في عملية إرهابية بنفس المحافظة، إلى جانب بعض الوثائق و البطاقات المهنية التي تخص الأمنيين الشهداء،كما عثرت على جهاز حاسوب و بعض الشرائح الهاتفية. و أضاف العروي أن المجموعة الإرهابية بادرت بإلقاء قنبلة يدوية على الوحدات الأمنية إثر تفطنها إلى عملية المداهمة وهو ما تسبب في إصابة عنصرين أمنيين و القضاء على كامل المجموعة الإرهابية الذين تم التعرف على هويتهم بمن فيهم الشخص الثالث الذي يقول المتساكنون بأنه جزائري، لا تزال السلطات المختصة تجري بحثا دقيقا للتعرف على هويته، مشيرا إلى إيقاف 6 عناصر يشتبه في ارتباطهم المباشر مع هذه العناصر و يجري حاليا التحقيق معهم لمعرفة تفاصيل أكثر عن الحادثة. وأفاد الناطق الرسمي باسم الداخلية أن قوات الأمن المختصة بمحافظة سيدي بوزيد الجنوبية، تمكنت من إلقاء القبض على أحد العناصر الإرهابية التكفيرية و الذي تربطه صلة بعملية المطاردة الأمنية التي قامت بها الوحدات لإيقاف سيارة مشبوهة لم تمتثل إلى إشارة أعوان الأمن فجر الاثنين، موضحا أن للموقوف سوابق في التهريب و مهمته تتمثل في كشف الطريق للعناصر الإرهابية التي تمت مطاردتها وقتها و أسفرت عن إصابة عنصرين من أعوان الحرس الوطني، حالتهما وصفت بالخطيرة. وبقدر تفاجؤ الشارع التونسي بهذه الأخبار، بقدر الغضب الذي ملأ صدور الخبراء الأمنيين والحربيين الذين كانوا قد بادروا بوضع خبراتهم في مكافحة الإرهاب على ذمة رئاسة الجمهورية مرات متتالية دون أن تمنح مؤسسة الرئاسة الاهتمام اللازم لمثل هذه الأمور فقد قال الخبير الأمني مازن الشريف «للجزيرة» بأنه سبق ونبه إلى أن « اختفاء الإرهاب لا يعني اختفاءه» مشيرا إلى أنه كخبير أمني ودارس لعلوم الحرب، دعا مرات متتالية إلى وجوب وضع استراتيجية شاملة لمكافحة هذه الآفة العابرة للقارات. وقال في هذا الصدد :» بالإضافة إلى العمى الإستراتيجي نجد العناد لدى أولي الأمر ...فلما تحدثت منذ عامين وأكثر وأكدت بأن حرق زوايا الأولياء الصالحين وافتكاك المساجد والسيطرة على إدارتها سيجرنا إلى كوارث حقيقية وخطيرة وأعددت دراسات علمية مستندة إلى نتائج واقعية سابقة، نبهت من خلالها إلى الخطر الإرهابي القادم لم يقع الإنصات إلي.» وانتقد الشريف التعاطي الأمني والإعلامي مع الإرهاب رافضا وبشدة فكرة مراعاة جانب حقوق الإنسان لدى الإرهابيين الذين وصفهم بانعدام الإنسانية لديهم طالما أنهم يقتلون إخوتهم في الدين والوطن. ويسود الشارع التونسي شعور بالذعر من عودة الإرهاب كلما اطمأنوا إلى أنه تم القضاء عليه، ويعيب التونسيون اليوم على الرئاسات الثلاث عدم إجماعها وعدم اتفاقها مع الخبراء الأمنيين على وضع استراتيجية شاملة ، يتم تفعيلها عاجلا حتى تكون مكافحة الإرهاب مسألة علمية وموضوعية ترتكز على الخبرات الحربية والأمنية والعسكرية الميدانية والعلمية في آن واحد. من جهته قال الخبير الأمني نورالدين النيفر في تصريح «للجزيرة، بأن على الدولة تغيير تعاملها مع معضلة الإرهاب عبر مكافحته من الجذور من خلال إصلاح منظومة التعليم والثقافة وإعادة النظر في منابع الفكر التكفيري الذي لا يزال يسيطر على بعض المنابر المسجدية وبيوت الله الفالتة من سلطة الإشراف. وأضاف بأن القوات الأمنية وبالرغم من أنها انتقلت في حربها على الإرهاب من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم الاستباقي، إلا أنها لا تزال تعاني من افتقار البلاد إلى يد سياسية كابحة لجماح الجماعات المسلحة، مشددا على وجوب التصدي للتهريب الذي يعتبر المنفذ الرئيسي لدخول الأسلحة إلى البلاد. في جانب آخر، تحدثت أخبار قادمة من الجنوب التونسي عن تعمد مجموعة من شباب المحافظات الجنوبية غلق الطرقات أمام الناقلات البرية الليبية التي اجتازت المعبر الحدودي الثاني، قصد منعها من الدخول إلى الأراضي التونسية، وذلك في رد فعل قوي على قرار السلط الليبية غلق المعبر الحدودي الأساسي براس جدير، بعد ساعات من فتحه مما عطل مصالح التجار التونسيين وضرب مصالحهم في الصميم.