- عوض مانع القحطاني / تصوير - سعيد الغامدي: رعي صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيريَّة المؤتمر الطّبي الدولي لإصابات الحبل الشوكي، الذي نَظَّمته مدينة الأمير سلطان الإنسانيَّة، حيث شارك في هذا المؤتمر العالمي 17 خبيرًا دوليًّا من ألمانيا وبريطانيا وكندا وأمريكا وبعض من الدول العربيَّة والإسلاميَّة. ويناقش المؤتمر عددًا من الموضوعات المهمَّة التي تتعلّق بإصابة الحبل الشوكي من خلال 9 محاور رئيسة أهمها بحث الفيزيولوجية المرضية، إصابات الحبل الشوكي وتطوير الجراحات وسلامة الجروح والتحكم بالألم والتغذية والصحة الجنسية والخصوبة والمضاعفات الثانوية والطرق الكهربائية في التحفيز الجسدي، حيث يستمر المؤتمر ما يقارب 3 أيام. وقد بدأ الحفل بالقرآن الكريم، عقب ذلك ألقيت كلمة المؤتمر... واتفاقيات التعاون بين مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانيَّة ومشروع ميامي. كلمة ابن زرعة عقب ذلك ألقى الرئيس التنفيذي للمدينة عبد الله بن حمد بن زرعة كلمة قال فيها: إن استضافة المدينة لهذا المؤتمر تأتي تحقيقًا للأهداف النبيلة التي تقوم بها مؤسسة سلطان الخيريَّة لخدمة المرضى وتطوير العمل الطّبي. وهذا المؤتمر ينعقد تحت شعار «نحو حياة أفضل» بالتعاون مع مشروع ميامي. وهذا المشروع يفتح نوافذ جديدة لإكساب المختصين في علاج مثل الحالات مزيدًا من المهارات. عقب ذلك وقعت الاتفاقية بين المدينة ومشروع ميامي لعلاج الشلل. كلمة سموه عقب ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز كلمة أكَّد فيها ضرورة نقل تقنية زرع الخلايا الجذعية للمصابين بانقطاع الحبل الشوكي من خلال خبراء عالميين يعملون في أفضل عشر مستشفيات على مستوى العالم في الخدمات التأهيلية. وقال سموه: أحيي القائمين على شؤون المؤسسة بصفة عامة والمدينة بصفة خاصة لتنظيمهم هذا المؤتمر الطّبي العالمي لبحث إصابات الحبل الشوكي، بالتعاون مع مشروع ميامي لعلاج الشلل التابع لجامعة ميامي، إِذْ تبيّن إحصائيَّة العام 2012م أن 1500 إصابة سنويًّا في المملكة تُؤدِّي إلى شلل كامل أحييهم لما يشتمل المؤتمر عليه من فعاليات جديرة بالتقدير، فالمؤتمر يناقش تسعة محاور حيويَّة مهمة أبرزها: تطوّر جراحات الحبل الشوكي، والعناية السريعة بمرضى إصابات الحبل الشوكي ومعالجتها، وأساليب علاجية مبتكرة وجودة الحياة والاعتماد على النفس، وكذلك عقد ثلاث ورش عمل لا تقل أهمية عن الأبحاث التي ستلقى في جلسات المؤتمر بهدف إثراء المعرفة وتبادل الخبرات، وتعميم المنفعة فضلاً عن معرض التقنيات الحديثة والمعرض الفني لإصابات الحبل الشوكي. ولعل من الأمور الإنسانيَّة النافعة، التي تسعد المصابين وذويهم، وتعطي للحياة طعمًا أفضل، هو سعي المدينة بالتعاون مع جامعة مياميالأمريكية إلى نقل تقنية زرع خلايا جذعية للمصاب بانقطاع الحبل الشوكي، من خلايا جسمه لتعويض جزء من حبله الشوكي المقطوع، خصوصًا مع تنامي حجم مشكلة الإصابات بانقطاع الحبل الشوكي، التي أصبحت كثيرة ومخيفة، وتشكّل عبئًا: صحيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا على المريض وأسرته وما يستحقُّ الوقوف عنده أن أعمار المصابين يتراوح بين 16 و22 عامًا من فئة الشباب، وهم أمل أُمَّتهم وستحدث هذه التقنية نقلة نوعية كبيرة وسبقًا في جراحات المصابين بالشلل في المملكة، وبإذن الله ستكون المملكة سبَّاقة ورائدة في هذا المشروع. ولأهمية هذا المؤتمر الطّبي العالمي وتقديرًا للعلماء والباحثين المشاركين فيه والفعاليات التي يشملها المؤتمر، فقد اعتمدت الهيئة السعوديَّة للتخصصات الصحيَّة (30) ساعة للمؤتمر تعليمًا طبيًّا مستمرًا. وأشار سموه إلى أن استضافة المؤتمر، تأتي تحقيقًا لأهداف المدينة في العمل الخيري وتأكيدًا للإستراتيجية التي رسمها وحدّدها منشؤها وبانيها وراعيها، أذكر منها: أولاً: كان سموه يهدف إلى إنشاء مؤسسة تكون صرحًا رائدًا للأعمال الإنسانيَّة والخيريَّة والاجتماعيَّة تسهم بشكل فاعل ومؤثِّر في خدمة المجتمع بمنظور إنساني طبقًا لمفاهيم العمل الخيري وأساليبه في المملكة العربيَّة السعوديَّة. ثانيًا: كان سموه يَرَى أن الأهداف الخيريَّة ينبغي أن تحمل مشاعل الخير والعطاء لأبناء هذا البلد الكريم والمقيمين فيه، وترعى شؤون إخوة لنا جعلتهم ظروف الحياة في حاجة إلى الرِّعاية والعناية المميزة التي تقدمها هذه المؤسسة جنبًا إلى جنب مع ما تبذله الدَّوْلة في هذا المجال. ثالثًا: ومن تلك الأهداف كذلك الاهتمام بأولئك الذين لا تمكَّنهم ظروفهم المادِّية والاجتماعيَّة من العلاج خارج المملكة وأولئك الذين يحتاجون إلى خدمات متميزة والحرص على ألا تقتصر أعمال المؤسسة فقط على تقديم خدماتها الإنسانيَّة التي تتمثّل في التأهيل والرِّعاية الصحيَّة للمرضى والمسنين والمعوقين، بل تمتد إلى أبعد من ذلك إلى الإسهام في كلِّ ما هو نافع ومفيد، ويخدم المجتمع في حدود أهدافها. رابعًا: كان سموه يأمل في أن تتميز المؤسسة والمدينة عن غيرهما، وأن تمتد خدماتهما إلى تأمين الاحتياجات اللازمة للبحوث والدراسات الأكاديمية والتطبيقية في مجال الخدمات الإنسانيَّة بالتعاون مع الهيئات العلميَّة والمؤسسات الحكوميَّة والمنظمات الإقليميَّة والدوليَّة، وتقديمها للجهات التي يمكن أن تستفيد منها. ألا يُعدُّ هذا المؤتمر الدولي ل(إصابات الحبل الشوكي) نموذجًا لتطبيق تلك الإستراتيجية؟ واختتم سموه كلمته بقوله: هذه فرصة سانحة للمملكة لتصبح أولى الدول في المنطقة التي تستفيد من ثورة علاج إصابات الحبل الشوكي بالخلايا الجذعية، أبحاثًا وعلاجًا وتأهيلاً، ومن ثمَّ تغدو رائدة في هذا الفتح الحيوي المهم، كما أن نقل التقنية وحده، على أهميته لا يكفي وما نأمل فيه هو توطين التقنية بمعناها الشامل. تصريح الأمير خالد بن سلطان وقد أجاب سمو الأمير خالد بن سلطان على أسئلة الصحفيين، حيث قال سموه: إن التوسع السابق والحالي في مدينة الأمير سلطان لاستقبال أكبر عدد من المحتاجين لمثل هذه الخدمة العلاجية كان بتخطيط مسبق قبل وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز -رحمه الله- حيث وجّه وأمر بأن تكون هذه المدينة مدينة تلبي حاجة المحتاجين. وقال سموه: إن اهتمام الأمير سلطان -رحمة الله- بهذه المدينة وما تقوم به هو مغروس في جميع أبنائه أن تكون هذه المدينة من تطوّر إلى تطوّر خاصة تطوير المؤسسة وتطوير المدينة الطّبية بمعنى ليس التوسع في الأسرة فقط، بل التوسع بنوعيه الكفاءات التي تعمل في هذه المدينة وتركيزنا أن تكون من أفضل المدن الطّبية الإنسانيَّة في العالم وأن ندرس بجدية افتتاح فروع لها في جدة وربما حتَّى خارج المملكة لخدمة الإخوة المعاقين وهذه من اهتمامات والدنا الأمير سلطان -رحمة الله عليه-. وحول سؤال ل(الجزيرة) عن المرور الإيجابيّ على العاملين في المدينة أو المرضى الذين يتلقون العلاج في هذه المدينة لمثل هذه المؤتمرات الطّبية، قال سموه: اليوم أصبحت المدينة مؤهلة لعلاج الحالات الصعبة وبدلاً من إرسال المرضى للخارج أصبح لدينا مدينة طبية قادرة على علاج وتأهيل مثل هذه الحالات وقد تتفوق عن بعض الدول الأوروبيَّة. وقال سموه: إن التنظيم الذي تركز عليه المدينة يتلخص في جهتين: الجهة الأولى خدمة المرضى في جميع ما يحتاجون إليه من العلاج وفق أحدث الأساليب الطّبية والشيء الآخر سعودة المناصب والقيادات العاملة في هذه المدينة بعد تدريبهم وتأهيلهم. وحول علاقة المدينة بوزارة الصحة قال سموه: هناك ارتباطٌ قويٌّ مع وزارة الصحة لخدمة أبناء الوطن.. فوزارة الصحة لها معنا دورٌ كبيرٌ ومساندتها لنا جيدة وهذا واجبهم وواجبنا أن نقدم أفضل الخدمات والرِّعاية لأبناء هذا الوطن الأعزاء علينا، لأننا كلنا في سبيل خدمة الوطن والمواطن وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين حريصان كل الحرص عن تقديم الرِّعاية والعناية الصحيَّة لأبناء الوطن والنهوض بالخدمات الصحيَّة في كافة مناطق المملكة. وحول سؤال ل(الجزيرة) عن أسباب الإعاقات قال سموه: نحن نواجه مشكلة ومأسي من جراء الحوادث وهي مشكلة كبيرة تقع في أعمار الشباب من خلال الدراسات والتقارير والشباب هم عماد الأمة وعلينا أن نواجه هذه المشكلة وهي أمنية المؤسسة أن تتقلص هذه الإصابات. وفي ختام الحفل كرّم سمو الأمير خالد بن سلطان الرعاة للمؤتمر والمتحدثين فيه، كما تسلّم سمو راعي الحفل هدية تذكارية من الأمير فيصل بن سلطان على رعايته للمؤتمر، ثمَّ تقدم عدد من الأطفال المستفيدين من خدمات المدينة برسائل شكر وامتنان على الرِّعاية والعناية التي قدمت لهم في العلاج والتأهيل داخل مدينة سلطان الإنسانيَّة، تلا ذلك افتتاح المعرض الطّبي المصاحب الذي احتوى على أحدث التقنيات في التأهيل والعلاج للمصابين بالحبل الشوكي.