للولايات المتحدةالأمريكية أكبر سفارة في المنطقة في بغداد، قابعة في المنطقة الخضراء، وتضم الآلاف من الموظفين منهم عدد كبير من المختصين في جمع المعلومات، إضافة إلى المعسكرات والقواعد العسكرية التي تنتشر في جميع الأراضي العراقية. الأمريكيون غاضبون من صنيعهم نوري المالكي لإبرامه صفقة سلاح من إيران تتزوَّد بموجبها (جمهورية المالكي) من إيران بأسلحة وذخائر إيرانية مما يعد خرقاً للحظر الدولي المفروض على إيران وخصوصاً على مبيعات الأسلحة الإيرانية. قيمة الصفقة كما أوضحت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية تبلغ 195 مليون دولار، وأبرمت في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) وتتضمن ثمانية عقود مع منظمة الصناعات الدفاعية الإيرانية وعقدين مع شركة الصناعات الإلكترونية الإيرانية وهي مملوكة للدولة، وتشمل العقود كما فصَّلتها صحيفة (الشرق الأوسط) بيع أسلحة خفيفة ومتوسطة بقيمة 75 مليون دولار وذخيرة للدبابات والمدفعية وقذائف هاون بقيمة 57.17 مليون دولار، وقاذفات هاون وأسلحة خفيفة بقيمة 25.43 مليون دولار، ونظارات رؤية ليلية وأجهزة توجيه هاون بقيمة 7.32 مليون دولار ومعدات اتصال بقيمة 3.79 مليون دولار وذخيرة مدفعية بقيمة ثلاثة ملايين دولار، وذخيرة مدفعية بقيمة 16.37 مليون دولار. وكالة رويتر أوضحت أن وثائق هذه الصفات لم تحدد جدولاً زمنياً للتسليم. هذه المرة أصبح الحليف الأمريكي الضامن لبقاء نوري المالكي ويظن المتابعون للسلوك الأمريكي في (كفالة) نوري المالكي رغم خروقاته مع النظام الإيراني أن الأمر لا يتعدى (رفع العتب)، إذ إن الأمريكيين يعرفون بأن المالكي عندما ذهب لطهران لتهنئة حسن روحاني بفوزه بالرئاسة في الشهر الحادي عشر من السنة الماضية (نوفمبر) بأن زيارة المالكي لن تتوقف عند التهنئة فقط، فالتنسيق والتفاهم بين النظامين يفوق مجاملات التهنئة، إذ يعملان بوتيرة عالية لتنفيذ أجندة لا تهدّد دول المنطقة العربية فحسب، بل تهدّد مصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية التي يصر رئيسها على دعم نوري المالكي في وجه المطالب العديدة بالحد من أسلوبه الدكتاتوري في إدارة الحكم في العراق. كما أن نوري المالكي يخرق ويتجاوز وبإصرار الأنظمة الدولية والقوانين الأمريكية وخصوصاً فيما يتعلّق بالحظر على تصدير الأسلحة الإيرانية ليس فقط بشرائها للعراق، بل أيضاً في المساعدة على وصولها إلى نظام دمشق ليقتل بها الشعب السوري، وقد كشف الأمريكيون عن قيام الطائرات الإيرانية بنقل أسلحة إلى سوريا عبر الأجواء العراقية وأن الطائرات الإيرانية تتوقف في المطارات العراقية، أمريكا أثارت ضجة توقفت بعد أن زعمت الحكومة العراقية بأنها أخضعت الطائرات الإيرانية للتفتيش ولم تجد أسلحة، علماً بأن وزير النقل العراقي رئيس منظمة بدر الإرهابية، يعرفه الأمريكيون بأنه جنرال في الحرس الثوري برتبة عميد...! الأمريكيون منتشرون في العراق ويعرفون ما يجري من تنسيق وتفاهم بين نظام ملالي طهران وممثليهم في العراق من المالكي إلى الوزراء الآخرين، ومع هذا فإنهم يثيرون ضجيجاً دون اتخاذ أي إجراء فعَّال.