دعا زعيم المحتجين المسجون في فنزويلا ليوبولدو لوبيز أنصاره إلى مواصلة المظاهرات السلمية ضد حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، بالرغم من العنف الذي أودى بحياة ستة أشخاص على الأقل، وهز الاستقرار في البلاد. وقال لوبيز لأنصاره في رسالة بخط اليد، تسلمتها زوجته في سجن رامو فيرد في كراكاس، ثم وُضعت على الإنترنت: «أنا بخير. أطلب منكم ألا تتوقفوا. أنا لن أتوقف». ولوبيز (42 عاماً) خبير اقتصادي، درس في جامعة هارفارد الأمريكية، وأحد أقارب بطل استقلال فنزويلا سيمون بوليفار القليلين الباقين على قيد الحياة، وقاد الاحتجاجات ضد الحكومة الاشتراكية التي بدأت في مطلع فبراير/ شباط، لكنه سلم نفسه للجيش هذا الأسبوع بعد صدور مذكرة اعتقال ضده، تتهمه بالتحريض على العنف. وقُتل ستة أشخاص، بينهم خمسة بالرصاص، وواحد صدمته سيارة، مع انزلاق الاحتجاجات في كراكاس ومدن أخرى إلى العنف. وقالت الحكومة إن عدد القتلى ثمانية، ومنهم حالات وفاة مرتبطة بالاحتجاجات بصورة غير مباشرة لامرأة أُصيبت بأزمة قلبية، ومسؤول قضائي تحطمت سيارته حين كان يحاول تفادي حاجز. وقالت السلطات إن نحو 100 مدني و37 من قوات الأمن أُصيبوا. ويتبادل الطرفان الاتهامات بشأن القتل وأعمال العنف الوحشية. وتقول الحكومة إن قناصة شوهدوا في جانب المعارضة، وإن متشددين يسعون لإحداث فوضى بتدمير الممتلكات ومهاجمة الشرطة وسد الطرق السريعة. ويتهم المحتجون، وغالبيتهم من الطلبة، مادورو بانتهاج سياسات قمعية بشكل متزايد، ويقولون إن الشرطة تطلق الرصاص على المتظاهرين، وتسمح لجماعات مؤيدة للحكومة بمهاجمة المحتجين، وبإساءة معاملة المحتجزين. وقال لوبيز في رسالته: «إلى الشرطة والجنود وممثلي الادعاء والقضاة.. لا تمتثلوا للأوامر الظالمة .. لا تصبحوا واجهة للقمع». وأضاف «إلى الشباب والمحتجين، أطلب منكم الثبات في مواجهة العنف والحفاظ على التنظيم والانضباط.. هذا نضال الجميع». ووجَّهت السلطات الاتهام للوبيز في البداية بارتكاب جرائم، منها القتل والإرهاب، وهي تتهمه الآن بالتحريض على الإحراق وإحداث تلفيات وتنظيم تجمعات إجرامية. ووقعت أسوأ اضطرابات يوم الجمعة في بلدة سان كريستوبال على الحدود الغربية التي يصفها سكان بأنها «منطقة حرب»؛ إذ تشهد شوارع البلدة اشتباكات على مدى أيام بين الطلاب وقوات الأمن. ويقول سكان إن الجيش الفنزويلي اقتحم البلدة، وإن طائرات الهليكوبتر والطائرات الحربية تحلق على ارتفاع منخفض. ويقود وزير الداخلية ميجيل رودريجيز توريس العملية بنفسه. من جهة أخرى، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري استخدام السلطات الفنزويلية القوة ضد المتظاهرين أمراً «غير مقبول»، مؤكداً أن الأنظمة الديمقراطية لا تتصرف بهذه الطريقة. وقال الوزير الأمريكي في بيان إن «استخدام القوة من جانب الحكومة، واستخدام القضاء لترهيب المواطنين والسياسيين الذين يمارسون حقهم المشروع في التظاهر، أمر غير مقبول، ولن يؤدي إلا إلى زيادة مخاطر العنف». مضيفاً «ما هكذا تتصرف الديمقراطيات».