نوه لفيف من قيادات العمل الإسلامي ورؤساء الجمعيات والجامعات الإسلامية في الهند، بجهود المملكة العربية السعودية وقياداتها الرشيدة بخدمة الإسلام والمسلمين ودعم قضاياهم، ونصرتهم على الصعد الإقليمية والدولية، وتقديم جميع أوجه الدعم المادي والمعنوي لهم في جميع أرجاء المعمورة وهي محل تقدير وإعجاب .. واعتبروا زيارة معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ لجمهورية الهند التي تبدأ اليوم السبت الخامس عشر من شهر ربيع الآخر الجاري 1435ه، وتستمر عدة أيام، توثيقاً للعلاقات الثنائية بين البلدين والتعاون المشترك في بناء مجتمع آمن، وتفقُّد أحوال إخوانه المسلمين في الهند. وأبدوا - في تصريحات لهم بمناسبة الزيارة - تقديرهم الكبير بالدور الرائد الذي تقوم به المملكة لخدمة الحرمين الشريفين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، والإنفاق الكبير على توسعتهما والتيسير على ضيوف الرحمن الذين يفدون إلى المملكة لأداء مناسك العمرة على مدار العام، أو لأداء مناسك الحج. فرصة كريمة ففي البداية قال رئيس الجامعة الإسلامية دار العلوم حيدر آباد محمد رحيم الدين الأنصاري: إنها فرصة كريمة يستقبل فيها مسلمو الهند عامة وعلماؤها ودعاتها وزعماؤها وقادتها خاصة، شخصية عربية كريمة كشخصية الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، الذي يمثل المملكة العربية السعودية التي شرّفها الله تعالى بخدمة الحرمين الشريفين وتولِّي أمرهما، والحقيقة أنّ خدمة الحرمين الشريفين وسدانتهما حق ولاة المملكة وقادتها، وهم يؤدون واجبهم العظيم المقدس هذا بكل أمانة ودقة. وواصل قائلاً : منذ تولّي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود لمقاليد الحكم، شهد الحرمان الشريفان توسعات ضخمة، كما شهدت المملكة إنجازات حضارية وتنموية على كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وإنّ مسلمي العالم بصفة عامة، ومسلمي الهند بصفة خاصة، ينظرون إلى المملكة العربية السعودية وشعبها النبيل وقادتها، وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، نظرة احترام وتقدير، لما يسخّر كافة الإمكانيات لتيسير أمور الحجاج، وإنجاز الأعمال العظيمة في المدينتين المقدستين مكةالمكرمة والمدينة المنورة، ولما تعيشه المملكة من رقي وازدهار في كافة مجالات الحياة، ولسياسته الحكيمة التي ينتهجها في الشؤون الدولية، وما يقدمه من دعم مادي غير محدود للعمل الإسلامي ورجاله في جميع أنحاء الأرض، ولما يقوم به - حفظه الله - من جهود ومساع طيبة لرأب الصدع ولمّ الشمل وتوحيد صفوف المسلمين والتقريب بين الأشقاء. ووصف فضيلته علاقة الجامعة الإسلامية دار العلوم حيدر آباد بالمملكة، بأنها علاقة عريقة بدأت منذ أن تأسست الجامعة في السبعينيات، وقد قابل مؤسسُ الجامعة ورئيسها السابق الشيخ محمد حميد الدين عاقل الحسامي معالي الوزير الزائر الكريم في الرياض عدة مرات، كما شرف العديد من علماء المملكة وشخصياتها البارزة الجامعة بزيارتهم الكريمة، وأشادوا بخدماتها وأعمالها في مختلف المجالات. مفخرة للأُمّة من جهته قال نائب رئيس مجمع الفقه الإسلامي بالهند بدر الحسن القاسمي: إنه لمناسبة سعيدة أن تحظى الهند بهذه الزيارة بعامة، ولجامعة ديوبند العريقة بخاصة، والتي خرّجت كبار الفقهاء والمحدثين والدعاة والعلماء الأعلام، ولها شعبية كبيرة، وأنّ آثارها داخل الهند وخارجها خاصة في بريطانيا وجنوب أفريقيا وعموم شبه القارة الهندية، الهند وباكستان وبنجلاديش، ملموسة منذ أكثر من قرن. ورفع فضيلته آيات العرفان وأسمى التحيات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -، على ما يبذل من جهود متواصلة من أجل تحقيق "التضامن الإسلامي وتوحيد صف المسلمين"، وقال : إنّ الأقلية المسلمة في الهند التي يبلغ عددها أكثر من 200 مليون نسمة، تقدّر تلك الجهود وتعتبر استقرار المملكة صمام الأمان للمسلمين، وأنّ جهود المملكة في خدمة الإسلام مفخرة للأُمّة. وأشار بدر الحسن القاسمي إلى أنّ مجمع الفقه الإسلامي بالهند أنشئ على يد الشيخ الفقيه مجاهد الإسلام القاسمي، - رحمه الله - تقديراً للظروف الراهنة من أجل مناقشة القضايا المستجدة والنوازل الفقهية، وقد عقد المجمع خلال السنوات الماضية 22 ندوة فقهية وأصدرت قرارات عن مئات من المسائل، وهو ينتهج في مناقشة المسائل نفس المنهج الذي يتبعه مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة، والمجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي، مبيناً أنّ لعلماء المجمع مشاركات في المؤتمرات التي تعقد في المملكة العربية السعودية وغيرها، ويرى المجمع أنه في حاجة ماسة إلى التنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية في العديد من المشروعات العلمية والفكرية. وقال : إنّ الوقت عصيب والعالم الإسلامي يواجه أنواعاً من التحديات وأن المسلمين في الهند ينظرون إلى بلاد الحرمين الشريفين وخطواتها نظرة إعجاب وتقدير لما لها من مكانة وتأثير في العالم، مشيراً إلى الدور الذي قام ويقوم به علماء الهند في خدمة علوم القرآن والسنّة، ومازالت العديد من الكتب تستخدم ككتب المراجع والمصادر وهي من مؤلفات علماء الهند. وانتهى نائب رئيس مجمع الفقه الإسلامي إلى القول إنّ المجمع يتمنى لمعالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ زيارة ميمونة للهند، ويرجو من الله سبحانه وتعالى أن تكون هذه الزيارة فاتحة عهد جديد في العلاقات بين المملكة العربية السعودية وعلماء الهند، ومن بينهم أعضاء مجمع الفقه الإسلامي بالهند. وثيقة تاريخية وقال نجم الحسن أحمد الله الفيضي رئيس الجامعة الرحمانية لتحفيظ القرآن بالهند: إنّ هذه الزيارة سوف تسجل في ذاكرة التاريخ، وتعتبر وثيقة تاريخية لتوطيد العلاقات الودية التعاونية والإنسانية والثقافية والدعوية بين البلدين، وبين الوزارة والمنظمات والهيئات والمدارس والجامعات الإسلامية الهندية. فأهلاً ومرحباً بالشيخ المفضال والوزير المعطاء في أرض الهند. أبواب البر والخير وأعرب الدكتور أبو سحبان روح القدس الندوي ( أستاذ الحديث وعلومه بدار العلوم لندوة العلماء، لكناؤ، الهند) عن سروره بزيارة الوزير آل الشيخ للهند ولقائه إخوانه المسلمين ومشاركته همومهم وسرورهم، والالتقاء بمسؤولي الجماعات والجمعيات والمراكز والهيئات والمؤسسات والأكاديميات، والاطلاع على ما تقدمه من خدمات دينية وجهود علمية، وتشجيع القائمين عليها، والمعنيّين بها، مؤكداً أنّ الزيارة لها أهمية كبرى يسجلها تاريخ المسلمين في الهند من أهم الوقائع التاريخية المعتز بها، ومن أسعد الأيام وأغلاها، وقال: إنّ زيارة معاليه لإخوانهم ومحبته لهم في الله لا تذهب سدى وإنما يتمتع بها معاليه يوم لا ينفع مال ولا بنون، ويقول له ربه إن شاء: "أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظلّ إلاّ ظلي". لا غرو أنّ معاليه طاب وطاب ممشاه وتبوأ الجنة منزلاً إن شاء الله، وإنه يساجل أسلافه الصالحين منقبة وقدراً وإن تأخر عنهم طبقة وعصراً، وقد جمع الله في شخصه الفذ محاسن الفضائل وأحاسن الفواضل، قلّما يوجد له نظير في الأعلام من جيله. وختم الدكتور أبو سحبان تصريحه سائلاً الله العلي القدير أن يجعل الزيارة فاتحة أبواب البر والخير واليمن والسعادة لمن أحب وأحبه، وبارك الله فيه وفي علمه وعمله وتقبل جهوده ومساعيه. نشر الدعوة الصحيحة وفي ذات الشأن أكد كلٌّ من محمد حسان بن محمد سليمان السلفي أمين عام جامعة أبي هريرة الإسلامية، ومحمد أيوب العمري أمين عام مؤسسة دار الدعوة، أنّ الزيارة فرصة عظيمة لمسلمي الهند وخاصة للجامعات الإسلامية ومنسوبيها من الإداريين والعلماء والطلاب والدعاة، بل ترى الجامعة زيارة معاليه للهند، أن لها بعداً حضارياً وثقافياً وسياسياً، وتقدم الشكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله -، الذي بذل جهوداً جبارةً في مجالات شتى تعود فائدتها على جميع الناس، وتوفر أجواء صالحة لتقديم الدعوة الإسلامية إلى جميع الشعوب. واتفقا على أنّ وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وخاصة في عهد معالي الشيخ صالح آل الشيخ، تقوم بخدمة الكتاب والسنّة والعلوم الإسلامية والدعوة على نطاق واسع وبمنهجية علمية، ومن هذا المنطلق نرى في هذه الزيارة الميمونة خيراً كثيراً للعباد والبلاد، ونرجو من الله - عزّ وجلّ - أن يكلل هذه الزيارة الميمونة لمعالي وزير الشؤون الإسلامية بالنجاح في توحيد صفوف المسلمين والعودة الصادقة إلى الله - عزّ وجلّ - وتنشيط الدعاة في نشر الدعوة الإسلامية الصحيحة في أوساط المسلمين وغيرهم على منهج السلف الصالح، وليس ذلك على الله بعزيز. تعاون وتفاهم وأعرب الداعية الدكتور ذاكر عبد الكريم عن تقديره لما تقدمه المملكة العربية السعودية من مختلف الخدمات والتسهيلات للحجاج والمعتمرين للمسلمين بعامة ولمسلمي الهند بخاصة خلال إقامتهم بالمملكة وأدائهم للحج والعمرة بشكل، مؤكداً أنّ الزيارة في ستسهم في زيادة التعاون والتفاهم المشترك بين جمهورية الهند والمملكة العربية السعودية. كما سننجح - بإذن الله تعالى - في تقديم صورة مشرقة وتفهم مناسب للإسلام، وخاصة فيما يتعلق برسالته عن السلام والابتعاد عن العنف والعلاقات مع أصحاب الديانات والحضارات الأخرى كما يطلبها الإسلام من أتباعه. وقال الدكتور ذاكر عبد الكريم في نهاية تصريحه : أسأل الله أن يمنّ بالأمن والسلام على المملكة العربية السعودية، وأن تُثمر جهودهم الطيبة الرامية إلى إبراز وجه صحيح مشرق للإسلام أمام العالم.