حين لعب منتخبنا في طهران وبحضور الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد حمل المشجعون (المؤدلجون) علم البحرين في إشارة طائفية بغيضة؛ لأن ذلك أعقب تدخل جيش درع الجزيرة وطرد التدخل الإيراني في الدول الشقيقة، فكان الرد عبر شعارات طائفية بغيضة. وقتها رجالنا هزموا منتخبهم وبحضور رئيسهم وشعاراتهم. ويوم أول من أمس كان النهائي الآسيوي الأولمبي بين منتخبنا الشاب ومنتخب العراق فعمدت صحف وقنوات تلفزيونية عراقية إلى محاولات الإساءة للمملكة العربية السعودية بكلمات طائفية بغيضة هي نفس العبارات التي تداولها المتطرفون الإيرانيون، وهي نفس خطاب النظام السوري المفاوض في جنيف، وهو الموقف الذي فككه وكشفه سمو الأمير سعود الفيصل في كلمة ملجمة وبليغة وشخص بها (كعادته) الحال والأحوال. حين يمارس بعض المحسوبين على العراق مثل هذه التجاوزات بحقنا فذلك بالتأكيد لا يزعجنا فالأدوات لم ولن تؤثر يوماً على من هم بمستوى وقيمة وقامة وطننا، فقبلها قال رئيس حكومتهم إن حربه الحالية هي حرب بين يزيد والحسين، وقبلها قال معلق النهائي الخليجي ما قاله عن المملكة. من خلال الإساءة لحكم النهائي السعودي خليل جلال في إيحاء إلى الوطن.. أن تصرفات بهذا الشكل قلت إنها لا تؤثر ولا تزعج لأنها تكشف المقنعين على حقيقتهم؛ فمثل هكذا ممارسات كنا نأمل وننتظر أن يعقبها اعتذار من النظام المنتدب في بغداد بدلاً من مباركتها؛ سواء بالصمت عنها أو عدم نفي ما نسب لرئيس الوزراء نوري المالكي من خلال شريط في إحدى قنوات الطائفية البغيضة، ولكن طالما كشفوا عن المزيد عن عوراتهم؛ فالآن لا شك تأكد لكل الخليجيين أن إقامة بطولة الخليج المقبلة في البصرة كان خطأ، وأن نقلها إلى جدة كان قراراً تاريخياً، وأن محاولات إفشالها ستستمر، فمن يسيء لنا بهذا الشكل وبهذه الطريقة لن يدخر جهداً في افتعال المشاكل وربما يحتج على نقلها من جدة للرياض (مثلاً) لئلا تقام، وهذا ما أتوقع شخصياً حدوثه، فمن مارس الطائفية بأبشع صورها وسط صمت الحكومة في العراق لن يردعه ممارستها في الرياضة وفي القرار الرياضي، ومن أساء لعلمائنا وبلدنا (مدفوعاً) ممن يملكون قراره في طهران لن يتورع أو لن يستطيع رفض ممارسات أخرى تفرض عليه وينفذها بحسب ما يملى عليه. اللهم رد العراق لمحيطه العربي.. اللهم اشف الطائفيين الجدد مما ابتلوا به. اللهم أحمِ العراق من كل سوء وأهدي مسؤوليه وإعلامييه الذين باعوا مهنيتهم وسلموا رقابهم للغريب؛ فما يحدث من بغداد هو صورة لما حدث في جنيف وطبق الأصل لما حدث من حاكم الضاحية، كل ذلك لن يضير وطننا وشبابنا وشعبنا، فإذا هم ينتظرون مباراة كرة قدم لتنفيذ أجندة سياسية ذات أهداف طائفية فإننا ننتظر عودة الوئام والسلام والعروبة للعراق، ونحن ننتظر منافسات بطولة الخليج لنؤكد لهم أننا بيت العرب الكبير وموطن الإسلام والمقدسات التي يقصدها كل المسلمين بكافة طوائفهم من كل حدب وصوب.