تتفاعل ردود الفعل على المخطط الإيراني لاغتيال السفير عادل الجبير، ويبدو أن المجتمع الدولي الذي لم يعُد يتحمّل الصبر على المراوغات الإيرانية المستمرة في شؤون عديدة، قرّر أن يضع حدّاً لغطرسة النظام الإيراني الذي يمارس تصرّفات وسلوكيات لا تنمُّ عن أية مسؤولية أخلاقية تجاه البلدان وشعوبها وتجاه العلاقات الدولية والسلام الدولي. ومن أعمال طهران المعروفة محاولات مستمرة لزعزعة استقرار الدول وزرع الفتن بين الناس، وتحريض أقليات على مجتمعاتها وبلدانها، والتغرير بشباب خليجي وعربي لمعاداة مجتمعاته ووطنه، وتحزيب آخرين، ونشر ميليشيات إيرانية وتوابعها في مدن عربية عديدة لتعيث فساداً ورُعباً وتخريباً، كل ذلك أصبح الآن من شِيم طهران التي تدَّعي أنها بلد إسلامي يسير على قِيم التسامح والإخاء والمودة التي بشَّر بها الإسلام ونشرها في أوساط المسلمين وبين مجتمعات العالم. ويبدو أن إيران اختطت إسلاماً خاصاً بها، فهي تمارس تناقضاً صارخاً بين الأقوال التي يتفوّه بها المذيعون في القنوات الإيرانية والمسؤولون الإيرانيون، والموالون لإيران.. عرباً وغيرهم، وبين أفعال إيران والموالين لها على الأرض. العراقيون العرب، بمختلف انتماءاتهم الدينية والطائفية والسياسية، يشكون من الغزو الإيراني لبلادهم ومن الهيمنة الإيرانية الشاملة في وطنهم ومن الفرز العنصري الطائفي الإيراني الذي يديره رجالات طهران في العراق. واللبنانيون العرب أيضاً يشكون من التدخُّلات الإيرانية المستمرة في بلادهم، ومن توتير العلاقات بين طوائفهم. ويشكو اليمنيون العرب من التحريضات والتمويلات الإيرانية المستمرة لجماعات الحوثيين التي تنهج نهجاً عدوانياً ضد كل ما هو عربي، على الرغم من أن اليمن موئل العرب ومقرّ جدودهم ومبدأ حياتهم وتاريخهم. وشكا المصريون والمغاربة من التدخُّلات الإيرانية السافرة في بلدانهم. واستطاع البحرينيون مواجهة مخطط إيراني يهدف إلى الإطاحة ببلادهم وزرع الفتنة بها، كما أفشلوا خُططاً إيرانية سابقة لتأسيس شبكة تخريب في البحرين، كما أطاح الكويتيون بشبكة إيرانية تهدف إلى جمع معلومات عن الكويت تمهيداً لأعمال لا يُعرف مدى أضرارها. وعلى الرغم من كل الجرائم التي ارتكبتها طهران في العالم العربي، فإنها تزعم أنها تكِنُّ محبة للعرب والأمة العربية.. بينما هي تزرع الفتن والقلاقل في المدن العربية من بغداد حتى نواكشوط.