عنوان الأسطر القادمة ومكنونها ليس بدعاً من القول واللغو ولكنه واقع مشاهد ثابت على أديم حياتنا اليومية فلقد سئمنا وأصابنا الضجر ما نشاهد عبر قنوات فضائية استغلت أحلام وكوابيس الناس والمتاجرة والإثراء عبر أسقام المرضى، حيث سعوا لتوظيف تقنية رسائل أشرطة القنوات الفضائية لاستنزاف جيوب أولئك المرضى واستغلال أوصابهم وأوجاعهم، فقد نجح أولئك المرتزقة في بث خرافاتهم وخزعبلاتهم وبيع الأوهام ونشر ثقافة الشك في أوساط المستفسرين عن الرؤى، وغالباً ما تكون التهم موجهة للعنصر الأضعف في الأسرة كالخادمة والمرأة التي عادة ما تكون فتيلة الغيرة مشتعلة بينها وبين أخت الزوج أو أمه وفرض لغة الإقرار بما يريد ذلك المعبر ومن خلال الرصد والملاحظة وجدنا أن ذلك المتعالم وغيره من نجوم الشاشات الفضية قد استطاعوا الاستفادة مما يُسمى بعلم البرمجة اللغوية العصبية، واستخدام مهارات الإقناع بالإيحاء ما زاد المتهافتون على برامج أولئك المنتفعين بأدواء البشر وأحلام البشر عدم وجود تنظيم رسمي يقنن نشاطات المعبّرين والرقاة بوضع ضوابط تقضي على تفشي ثقافة المتاجرة والعبث بجيوب المرضى وذويهم، ولعل وزارة الثقافة والإعلام تسارع إلى وضع ضوابط احتراماً لعقولنا وإزالة للصورة التي التصقت بمجتمعنا بأنه مجتمع عرضة للإصابة بالعين (ونحن نؤمن يقيناً أن العين حق ولا نشك في ذلك)، والحسد دون غيره من المجتمعات الإنسانية الأخرى، فلا يمكن أن نرضى بأن نكون محل سخرية وتهكم من قبل الآخرين. والله من وراء القصد.