هُموم ومشاكل النساء في مجتمعنا مختلِفة ومُتنوّعِه ولها نكهات متبايِنة. هموم المرأة تأتي في غالبيتها من زوجها اللامبالي بمشاعرها وأحساسيها وطموحها يقتل في داخلها كل الأحلام ولا يبالي بنفسيتها. قد يقول قائل: إنه سوء اختيار الزوج؟ لا شك إن اختيار الزوج الصالح تقع على عاتق ولي أمرها فالمرأة في مجتمعنا ترضي بالعموم بما ينصح به ولي أمرها. هناك رجال يسخرون من زوجاتهم ونساء يتحمّلن تحمّل الجمال ويصبرن على أمل التغيّر لكن الحال لا يتغير. قال الله تعالي وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا . للأسف هناك أزواج يمثلون الطيبة والرومانسية لكن سرعان ما تنتهي التمثيلية ويعود إلى طبعه الذكوري الرجولي، وهناك أزواج قلوبهم أقسى من الحجارة ويعرفون معنى الرجولة بمفهوم خاطئ، يعتقدون إن الرجولة بالصراخ وفرض السيطرة بالتهديد والوعيد وحرمان زوجته من أهلها والتعالي عليها إنه مفهوم ضحل المعنى لا يمت للرجولة بصلة. أزواج كُثر بنوا حياتهم على أكتاف زوجاتهم وأزواج يستشيرون زوجاتهم في كل صغيرة وكبيرة وهي لا تبخل عليه مُطلقاً. نسب الطلاق في المملكة مخيفة جداً وبتزايد مستمر فقد أوضحت دراسة أنه ارتفعت نسبة الطلاق عن السنوات الأخيرة 20% أي أن هناك أكثر من 30 ألف حالة خلال العام الماضي 2012، لتبلغ 82 حالة في اليوم، بمعدل 3.4 حالة طلاق في الساعة الواحدة. إضافة إلى الخُلع حيث بلغت ْصكوك نحو 1468 صكاً أي ما يُقارب 4.2 في المئة من نسبة الطلاق وهي في حالة تزايد. والنساء يُفضِلن الخلع لأن المرأة المطلقة في مجتمعنا تعيش على هامش المجتمع إلا القليل مِنهُن. هل تستطيع المرأة الخروج من همومها وقسوة زوجها؟ مسكين الرجل يظن إن القسوة باب لا يمكن إغلاقه بدون رجعة. أخيراً هموم المرأة تُحل بالحوار بين الزوجين لكنني لا أعتقد زوجا متسلِطا يفهم معنى الحوار ولا يريد أن يحاور خوفاً من ينكشف أمره فهو يقف على ارض رملية ولا يعرف معنى الرجولة الحقيقية. أتمنى أن تضاف الحالة النفسية والسلوكية للمقبلين على الزواج ويتم فحص ذلك من قِبل مُتخصصين، فالمرأة تريد من زوجها الاحترام وتبادل المشاعر الصادقة فالزوجة الصالحة راحة للقلب وسعادة ورائحة ياسمين.