حينما يغادرنا شاعر وطني وأديب عملاق بقامة فقيد الشعر والأدب كما هو الأستاذ إبراهيم بن محمد الدامغ - رحمه الله - فإن غيابه ترك فجوة كبيرة، وكان فَقْده - ولا شك - خسارة عظيمة في أوساط الأدب العربي والفكر الثقافي. لقد رحل عن دنيانا الشاعر العملاق الأستاذ إبراهيم الدامغ - رحمه الله - بعد معاناة طويلة مع المرض، وصراع مع الألم، تنقل خلاله بين المصحات والمستشفيات ومراكز الطب وأبحاث العلاج. رحل الفقيد إبراهيم الدامغ - غفر الله له - بصمت وهدوء. نعم، لقد رحل عنا دون ضجيج، فكان الرحيل المر والفراق الصعب. لقد ترك الفقيد خلفه بصمات ثقافية وفكرية واسعة، ينهل منها المثقفون والشعراء، ويطالعون من خلالها أعذب الشعر وأجزل الكلمات وأفصح العبارات، ويجدون فيها أبلغ المعاناة التي أثرت في حياته الاجتماعية والثقافية تأثيراً بالغاً حتى باتت قصائده وشعره تروي تلك المعاناة، وتصوِّر تلك الحالات. لقد كنا ونحن صغار نردد في المراحل الابتدائية وفي منهج المحفوظات قصيدته الرائعة:- أماه ليتك تسمعين أماه ليتك تبصرين أماه والمستعمرين وخادم المستعمرين كانت تلك القصيدة الوطنية المعبرة عن أشجان الأمة تعبِّر بجلاء عن حسه الوطني وغيرته على أوضاع الأمة. لعمرك ما الرزية فَقْد مال ولا شاة تموت ولا بعير ولكن الرزية فَقْد شهم يموت لموته خلق كثير ودَّع الفقيد إبراهيم الدامغ - رحمه الله - الدنيا، وترك عدداً من الأبناء وهو مطمئن البال؛ لأنهم يحملون لواء الأمانة والمسؤولية تجاه الوطن والضمير الصادق، وقد تعاهد هؤلاء الأبناء على أن يكونوا من الجيل المخلص الأمين، وقد ترسموا منهج والدهم الفقيد - رحمه الله. إنهم العميد في السلك العسكري محمد والمصرفي في ميدان الصرافة خالد والتربوي التشكيلي جمال والتربوي التعليمي ياسر وآخر المطاف أحمد، وشقيقاتهم الفاضلات. إنهم الشباب المبارك الذين أعطوا - وما زالوا في عطائهم الجيد - لأمتهم ومجتمعهم. ودعنا الفقيد إبراهيم الدامغ - رحمه الله - فكان الوداع الذي لا نملك معه إلا أن نقول رحمك الله أيها الفقيد الراحل، رحمك الله أيها الشاعر الملهم، فقد كنت الرائع في شعرك، والكبير في ثقافتك، والنجم الذي سيظل حاضراً في قلوب محبيه ومجتمعه، كما سيبقى عطاؤه الشعري والأدبي في أحضان الأدباء والمثقفين والمتذوقين للأدب العربي، يسترشدون منه جمال الشعر والأدب. رحم الله الفقيد، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.