السعودية: نستنكر الانتهاكات الإسرائيلية واقتحام باحة المسجد الأقصى والتوغل جنوب سورية    الجيش اللبناني يتهم الاحتلال الإسرائيلي بخرق الاتفاق والتوغل في مناطق جنوب البلاد    استبعاد ياسر الشهراني من معسكر الأخضر في الكويت للإصابة    مانشستر سيتي يواصل الترنح ويتعادل مع ضيفه إيفرتون    أسبوع أبوظبي للاستدامة: منصة عالمية لبناء مستقبل أكثر استدامة    خادم الحرمين يتلقى رسالة خطية من الرئيس الروسي    «الإحصاء»: إيرادات «غير الربحي» بلغت 54.4 مليار ريال ل 2023    مدرب قطر يُبرر الاعتماد على الشباب    المملكة رئيساً للمنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة «الأرابوساي»    وفد عراقي في دمشق.. وعملية عسكرية في طرطوس لملاحقة فلول الأسد    وزير الشؤون الإسلامية يلتقي كبار ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة    تدخل جراحي عاجل ينقذ مريضاً من شلل دائم في عنيزة    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    استخدام الجوال يتصدّر مسببات الحوادث المرورية بمنطقة تبوك    الذهب يرتفع بفضل ضعف الدولار والاضطرابات الجيوسياسية    استمرار هطول أمطار رعدية على عدد من مناطق المملكة    الفكر الإبداعي يقود الذكاء الاصطناعي    السعودية وكأس العالم    أفغانستان: 46 قتيلاً في قصف باكستاني لمخابئ مسلحين    المملكة ترحب بالعالم    حلاوةُ ولاةِ الأمر    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    "الثقافة" تطلق أربع خدمات جديدة في منصة الابتعاث الثقافي    "الثقافة" و"الأوقاف" توقعان مذكرة تفاهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك    أهازيج أهالي العلا تعلن مربعانية الشتاء    وطن الأفراح    حملة «إغاثة غزة» تتجاوز 703 ملايين ريال    شرائح المستقبل واستعادة القدرات المفقودة    الأبعاد التاريخية والثقافية للإبل في معرض «الإبل جواهر حية»    أمير نجران يواسي أسرة ابن نمشان    63% من المعتمرين يفضلون التسوق بالمدينة المنورة    منع تسويق 1.9 طن مواد غذائية فاسدة في جدة    نجران: «الإسعاف الجوي» ينقل مصاباً بحادث انقلاب في «سلطانة»    العناكب وسرطان البحر.. تعالج سرطان الجلد    أسرتا ناجي والعمري تحتفلان بزفاف المهندس محمود    فرضية الطائرة وجاهزية المطار !    اطلاع قطاع الأعمال على الفرص المتاحة بمنطقة المدينة    «كانسيلو وكيسيه» ينافسان على أفضل هدف في النخبة الآسيوية    لمن لا يحب كرة القدم" كأس العالم 2034″    الصادرات غير النفطية للمملكة ترتفع بنسبة 12.7 % في أكتوبر    تدشين "دجِيرَة البركة" للكاتب حلواني    مسابقة المهارات    إطلاق النسخة الثانية من برنامج «جيل الأدب»    نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء    %91 غير مصابين بالقلق    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    أفراحنا إلى أين؟    آل الشيخ يلتقي ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    واتساب تطلق ميزة مسح المستندات لهواتف آيفون    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    الدرعان يُتوَّج بجائزة العمل التطوعي    اكتشاف سناجب «آكلة للحوم»    دور العلوم والتكنولوجيا في الحد من الضرر    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس أذربيجان في ضحايا حادث تحطم الطائرة    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    مفوض الإفتاء بجازان: "التعليم مسؤولية توجيه الأفكار نحو العقيدة الصحيحة وحماية المجتمع من الفكر الدخيل"    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شعر
بلا أهواء شعر/ منصور بن محمد دماس مذكور
نشر في الجزيرة يوم 28 - 03 - 2013


غير الشريعة ليس يُجدي
كم عائدٍ مُتعَوْلمٍ
ومقلدٍ جزْرَاً بمَدِّ
زعموا بأنَّ الفكرَ همْ
وسواهمُ من غير جهْد
والشدوُ لولاهم سدى
أولى له يُنفى بِبُعد
والحقُّ أنَّ هراءهمْ
وهمُ أتوا من سوءِ قصدِ!
يتعولمون بلا هدى
لا ضير لو خالفتُ وحدي
هم يركضون وركضُهم
كوقوفِهمْ للفنِّ عندي
قالوا احترس من دائهم
فأجبتُ.. مثلي ليس يعدي
نالوا الجوائز قلت ما:
نالوا سوى كيد المجدِّ
ما ضرَّ حتَّى لو غدوا
بعضاً لبعضٍ قصْدَ كيدي
إنْ يسرعوا نحو الهوى
فأنا أتوقُ إلى التَّحدِّي
***
دينُ المهيمنِ عالميٌّ
ما بدا - يوماً - بمُردي
لا غيره لبسً الشُّمولَ
وصالحٌ في كلِّ عهد
أنا عالميُّ إنِّما
بشريعةٍ للحقِّ تهدي
ليس التَّقدُمُ أن نبيعَ
تراثنا بشراء ضدِّ
للشرِّ أندادٌ إذا
ربُّ الورى من غير ندِّ
***
بئس التَّعلمنُ منهجاً
لسوى القبائح ليس يُبدي
فلكمْ أجيرٍ فضَّل [الْ
إثرا] على خُلُقٍ وسَعْد
ولكم صفيقٍ لانفتاحٍ
جائرٍٍ.. من غير حدِّ
شاءوا التَّطوَّر دونما
وعيٍ فخاضوا بحر حقد
فتملَّقوا وتطاولوا
واستسهلوا درْب التَّردِّي
أعمتهمُ الدُّنيا فساروا
للهلاك بدون رشْدِ
فلكم لجانٍ شُكِِّلَتْ
ليرى الأصيلُ قرارَ وأدِ
يرمون ما يخزي على
أكتافهم لا كلَّ مُجدي
أدواتُ أعداءٍ فهمْ
أنكى من الخصم الألدِّ
كم بائعٍ دنيا وكم
متشبِّثٍ يحيا كعبد
***
أسفي لناسٍ لم يهابوا
يوم إنعامٍ ووقْد
لم نعرفِ الإمهالَ إلا
حالةً تُنهى بوعد
وإذا الحياة تبسُّمتْ
فتبسُّمُ الأسَدِ الأشدِّ
+++++++++++++++++++++++++++++
[email protected]
+++++++++++++++++++++++++++++
--------------------
وتم العناق..
طفلتي.. وابتسامة (مناي)
حسن علي البطران
--------------------
sp_167_1.jpg
ليس من السهولة أن نتجاهل سلوكيات الأطفال أياً كان نوعها وإن تجاهلناها، فهي في حد ذاتها إبداع، ولكنه إبداع من نوع آخر.. الطفل عالم كبير وعجيب وبه من المعطيات ما يصعب تلقيها وإدراكها من الوهلة الأولى، ولكنها تتضح لنا من خلال دلالات وقرائن مركبة ومتداخلة تمثل رؤية ورمزية معينة.. سلوكيات الأطفال بها مفارقة لغوية وتصويرية ولقطات في غاية الإبداع والجمال.. ومع هذا الجمال وهذا الجذب في أطفالنا نتهرب أحياناً منهم بعلة وأخرى، وقد يصل بنا الأمر إلى التذمر من تصرفاتهم، ولا نعي إن ذلك إجحاف في حقهم، وأنا هنا لا أدعي إنني من الآباء المثاليين بل ربما ممن يرتكب تلك العقوق، وآمل أن أتخلص من هذا العقوق والذنوب الكبيرة في حق أطفالنا وأكبادنا.
وإنني وبشكل خاص أضعف وتذهب قواي تجاه ابتسامة ابنتي أو بكائها أو ابني أو بكائه.. ولكن ابنتي وخاصة ابنتي الأولى، والتي أسميها دوماً بطفلتي وحبيبتي وبقية حياتي.
وكعادتي.. لا أتمالك نفسي حينما أرى ابتسامتها.. فابتسامتها تسحرني.. تغشاني.! تخرجني من عالمي إلى عالم آخر؛ عالم لا يمكنني وصفه.. لذا أتحاشى أن أراها وهي تبتسم.. كون ابتسامتها نقطة ضعفي، فأنا ضعيف أمامها وأمام ابتسامتها.. تلك الابتسامة ذات النزعة الطفولية التي تعكس وتضع أمامي ذلك العالم المتكامل وتلك الحياة بكل معانيها وواقعيتها.. بكل إحساسها وعاطفتها.. بكل رقتها وعطائها.. ابتسامتها التي أجد أنها وسيلة جذب وهيمنه؛ هيمنة وجدانية وعاطفية وأبوية.. إنها ابتسامة طفلتي.. ولعلي هنا وما بقي لي من مساحة أضع أمامكم هذه الهمسة وقد عنونتها في وقتها ب(طفلتي) والتي كتبتها قبل أكثر من سبع سنوات حينما كان عمر ابنتي (مناي) ثلاث سنوات:
(طفلتي الصغيرة.. أنت زهرة في بستان حياتي
أنت رائحة الفل والياسمين
أنت عبق روحي..
طفلتي.. أنت فرحتي في لحظات وجودي
أنت بهجة العمر ونبراس بقائي..
طفلتي.. أنت وردة للطفولة..
فيك تجمعت كل الألوان
وكل الروائح الجذابة..
فأنت البهاء، وأنت الصفاء
وأنت اكتمال للجمال..
طفلتي.. جسمك الناعم وقسماته الأنيقة
تعلو في جمالها القمر وأناقته..
أنت منبع لوجوده وكفى.!
طفلتي.. براءتك مكمن سعادتي،
وسر تفاؤلي في كل أوقاتي..
طفلتي.. نظرات عينيك أملي القادم
وتحركاتك همسات في آفاقي..
طفلتي.. كل ابتسامة
تبتسمينها هي سعادة وارتياح
وتجديد في مرونة روحي..
طفلتي.. أنت المنى، وأنت الحب والوفاء
أنت الأم والحنان
أنت الدفء والوجدان
أنت الإحساس وأنت عمق الشعور..
طفلتي..أنت الأمان باطمئناني..!)
نعم للأطفال جاذبية وقوة آسرة مهما هربنا وتهربنا منهم.. وكل هذه الجاذبية تتمثل في منظومة إبداعية مترامية الأطراف وكأنها بانوراما فنية ربما تسحر كل فنان ومبدع؛ فكم من رواية.. وكم من ديوان شعري.. وكم من مجموعة قصصية تصدرها أطفالنا..؟! نعم هم هكذا وكفى.!
+++++++++++++++++++++++++++++
[email protected]
+++++++++++++++++++++++++++++
--------------------
لغة الألوان
--------------------
للألوان في حلمي
يا عمري
أصوات ولغات
* * *
تناديني
تغازلني وتصفعني
تضحكني وتبكيني
نتبادل الكلمات
* * *
للأحمر صوت صرخات
مرعبةً، تشبه الطعنات
يفزعني، يشتتني
ويكيل لقلبي اللكمات
* * *
ويعلمني البنفسجي البكاء
وكيف أزفر الآهات
يئن.. ويتعذب
ويغص بالعبرات
* * *
ويخبرني كيف
يرحل الحبُ وحيداً
ولماذا تهاجر
باكراً من عمري..
أحلى اللحظات؟
* * *
ويخبرني الوردي
معنى الجنون
ويهمس لي.. عن العشق
وقطرات الندى
ودموع الوردات
* * *
ويسألني الأسود
يا حبي..
لم أمضي في الدرب وحيدة؟
وأين ضاعت مني
تلك السنوات
* * *
ويخوض الأزرق معي حروباً
ضد الزمنِ
وتعاليم الشعوبِ
وزيف الانتصارات
* * *
ويحتضر الأصفر أمامي
ضعيفاً، متقطع الزفرات
مهزوماً.. وحيداً
يخشى الألم..
ويخاف الذكريات
* * *
ويرمقني الأخضر حنوناً
باسماً، حالم النظرات
يخبرني عن قصص الحب
وغرام العمرِ..
وأحلام الفراشات
وينهض من زمني خجولاً
عمره في الحبِ لحظات
* * *
ويحدثني الأبيض
عن حضور حبيبي
ولم الاضطراب
ولمن يكون الشوق
وكيف تسري في الجسد الرعشات.
+++++++++++++++++++++++++++++
غادة العبدلي
) القريات
+++++++++++++++++++++++++++++
185--------------------
صدى الإبداع
إلى جنة الخلد (بإذن الله) أبا عماد
سلطان القحطاني: في رثاء إبراهيم الحميدان
--------------------
أكون صريحاً عندما أقول إن النبأ لم يفاجئني عندما هاتفني الصديق العزيز المفجوع أكثر مني، الأستاذ أحمد الدويحي، وكنا في نفس الليلة التي حم القضاء فيها في معرض الرياض الدولي وكنا نُسأل عن حالة
أبي الرواية بلا منازع في المملكة العربية السعودية ( إبراهيم الناصر الحميدان) وكان جوابنا واحداً: لا تسر الصديق.. وبما أن الله سار في مراده، فما بقي لنا إلا أن نتوجه بالعزاء، وكنت في حيرة من أمري إلى من يوجه العزاء في علم كهذا، أأوجهه إلى أسرته وعلى رأسها الدكتور عبد اللطيف الحميدان، أو إلى أسرته الصغيرة، زوجتيه، وأولاده الأربعة، وبناته الأربع، أو إلى أسرة آل الحميدان؟؟ وحق هؤلاء العزاء، لكن هناك أكبر وأوسع من الأسرة والأصدقاء، هناك الأسرة الأدبية في المملكة والعالم العربي، وإلى كل من تتلمذ على أعمال إبراهيم الناصر، منذ سنة 1960م،مجموعاته القصصية (أمهاتنا والنضال، وأرض بلا مطر) ورواياته (ثقب في رداء الليل، وسفينة الموتى) وبقية رواياته الكثيرة، التي غيرت وجهة الأدب إلى الحديث بعد أن كان تعليميا تقليديا، بجانب زميله حامد منهوري، الذي وافاه الأجل مبكراً، ومهما أتحدث عن إبراهيم الناصر الأب الروحي لي خاصة في قراءاتي المبكرة وعندما كنت أعد رسالة الدكتوراه في بريطانيا وآتي لجمع المادة، وأتردد على مكتبه في بنك الرياض مديراً لشئون الموظفين، فلم يبخل بأية معلومة تساعدني، ولم يمل من مناقشتي وكثرة أسئلتي الأكاديمية المعقدة، وكان يسعى لحل مشاكل الموظفين من خلال الهاتف، ولم ينس هذا وهذا بين الحديث في الأدب والنقد، وبين عمله الإداري، وما أذكر أننا جلسنا في مكان إلا وجاء شخص من اصحاب المناصب الرفيعة يسلم عليه ويحتفي به ويذكر فضله عليه عندما كان موظفاً تحت إدارته،ولم ينس أحداً منهم، كما لم ينسانا نحن أبنائه، بل كان يتعهدنا من حين لآخر بالسؤال وعن كل جديد، وكان بالإضافة إلى ذلك يستمع لكل ما ننا قش ويتابع كل ما ننشر، وكأنه يتعلم لأول مرة، وهذه ميزة العلماء والفنانين، أخلص لفنه ولمجتمعه ولم ينقل في نفسه على أحد، مهما أساء إليه أو إلى الآخرين. كان آخر العهد به عندما طلبنا (أحمد الدويحي، وأنا) وكان لا يستقبل أحداً، وكأنه يودع آخر صديق وربيب له في الدنيا، واستقبلنا بحفاوية وكان بشوشا حتى في آخر يوم في حياته، لم يتغير، رحم الله إبراهيم الناصر الحميدان وأسكنه فسيح جناته، ووالدينا وكل من له حق علينا، {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
--------------------
معارض سوري
عبدالله العودة
--------------------
sp_170_1.jpg
إنسان سوري يعيش خارج الأراضي السورية منذ زمن بعيد.. ويُعْرف بين الكثير من الذين اقتربوا منه بأنه أشبه ب»معارض سوري» لأنه يكثر من النقد الشرس للنظام السوري بمناسبة وغير مناسبة.. ويجتمع حوله الأصدقاء ليفعل ذلك كلما سنحت له الفرصة..
لدرجة أن كثيرين كانوا يظنون أن لديه مشكلة شخصية تجاه عائلة الأسد جميعاً وتجاه طبيب الأسنان «بشار» بصفة خاصة.
هذا «المعارض» النكتة ليس شخصية وهمية.. لم أقابله وجهاً لوجه لكن كل التفاصيل والمواصفات إذا انطبقت على أي شخصية مماثلة فالأمر ليس من قبيل المصادفة ولا الموافقة.. بل بسبق إصرار وترصد. هو كان يُعْرف عنه اقتناصه الفرص لنقد النظام والمطالبة بتعديل جذري فيه أو حتى إسقاطه.. مع أن هذا الشخص يكتنف شخصه بعض الغموض وتحتف به الأسئلة من أصدقائه المقربين قبل البعيدين.
قصة معارضته نفسها لم تكن سبب كافي للمعارضة، ولم تكن أصلاً موجهة ضد الحكومة «السورية» ولكن الأحداث جهزته بشكل كاريكاتوري ليكون المهرج الذي يتحول من دوره القديم كمعارض لنظام البعث إلى معارض لكل العالم كي يحمي نظام الأسد القمعي.
هو كان يمثل مرحلةً مهمة.. يسير عكس التيار كما يقولون يوم كان أشبه بمعارض سوري لكنه ليس معارضاً مكتمل النمو لأن قدرته السياسية المتواضعة وبساطته العلمية لا تؤهله لأكبر من هذا..
الشيء الأكثر غرابة والذي لم يكن بحسبان أي أحدٍ ممن عرفه أو اقترب منه.. أن ذلك الرجل الذي كان يذم بشار ويسبه لأي غرض ومناسبة قبل بدء (الربيع العربي) وفورة الثورات، أصبح بعدها يتحفظ على أي نقد للنظام..وانقلب يدافع عنه، وأصبح بشكل واضح ومكشوف يبرر للنظام وسياسته، ويخاف كل شيء بعد رحيله، وصار يلوك حكاية «المؤامرة» التي يتذرع بها نظام البعث، وصار هذا «المتعارض» - إذا صحت العبارة وهي كلمة نسجتها له بالخصوص فهي حالة شاذة - يزعم أن «بشار» صمام أمان ضد العنف وضد الطائفية وضد الحرب الأهلية، وأصبح هذا «المتعارض» يدعم ما يسميه ب»استراتيجية الإصلاح» التي يطبقها بشار الأسد!.
هكذا دفعة واحدة انقلب هذا «المتعارض» وتبخر كل ذلك الكلام الذي كان يعرفه منه أصدقاؤه حول نقد النظام بل ونقضه.. وعرف الكثيرون من الذين كانوا يعرفونه بأن هذا الشيء «المتعارض» لم يكن منذ البدء شبه معارض ولا متحفظ ولكنه كان أحد أدوات حزب البعث الاستخباراتية لجمع المعلومات ورصد المعارضين الحقيقيين، واختراقهم من الداخل..!
بعد الثورات العربية.. الاستخبارات نفسها لم تعد ترى أن تمثيل دور «شبه معارض» أو متعارض يفيد النظام، لأن كل المعارضات العربية لم تعد تخفي أعمالها ورؤاها وأهدافها.. وأيضاً لأن تمثيل دور المنتقد والمختلف مع النظام قد يكون نفسه أداةً حقيقية لتشجيع الآخرين على النقد الحقيقي للنظام وبالتالي تهديده جدياً.. وهذا ماعرفته الحكومة السورية.
القصة - هنا- باختصار شديد أن النظام السوري لم يعد يرى أن الاصطفاف مع المختلفين مع النظام أمراً يفيد الاستخبارات ولا أمراً يغوي النظام.. بل قد يكون بالفعل أداةً غير مضبوطة لكسر حاجز الخوف من النظام وإشاعة نقده.. وهذا ما حصل.
فمع الشبكات الاجتماعية لم يعد أحدٌ يسأل عن هؤلاء المخبرين السوريين.. بل أصبحوا مادة لطيفة وجميلة للتندر والنكت، وأصبح هؤلاء المخبرون والشبيحة أنفسهم أهم وأكبر أداة لتشويه صورة النظام السوري، ولتقديم شكل لا أخلاقي للجهاز الأمني ضد الإنسان السوري.
وبعد تحول أبي سامر.. فإن أهم إنجازات الشبكات الاجتماعية هو أن الناس لم يعودوا يسألون أو حتى يهتمون إذا ماكان هناك «متعارض» سوري فالوعي لن يقف خوفاً من وجوده.. بل أصبح هو نفسه، مزاراً لطيفاً لكل الساخرين والعابثين و»المحششين»، ومجالاً خصباً لتطوير النكتة التي تذكرني بمقولة فريدة لكريستوفر هيتشينز حينما قال «الشعوب تثور.. فقط حينما تعرف أن تصنع النكتة»!
+++++++++++++++++++++++++++++
[email protected]
+++++++++++++++++++++++++++++
--------------------
وكلاء أعمال المؤلفين
فهد الصالح الفاضل
--------------------
sp_171_1.jpg
يبدو أننا سنحتاج لوقت طويل قبل أن نحلم بوجود وكيل أعمال مؤلف أو أديب، كما هو حال لاعبي كرة القدم أو الرياضيين بشكل عام، وبالتأكيد نحن لا ننشد بلوغ مثل هذا النوع من الترف، إذ يكفي أن نجد تيسيراً معقولاً لمن يؤلف،
خاصة الأسماء الجديدة التي تخوض بدايات التجربة، وإن كنت لا أطعن في جهود وزارة الثقافة والإعلام، فالمشوار الذي يحتاجه المؤلف لاستصدار فسح طباعة الكتاب ومن ثم الحصول على رقم إيداع دولي لكتابه ليس بذلك الطول المزعج، بل إنه يهون مقابل التعامل المميز للقائمين على إدارة المطبوعات في الوزارة، ومن يتعامل معهم سيلمس حقيقة ما أقول. فليس ثمة مشكلة في هذا الجانب خاصة حين يخلو الكتاب من جوانب لها علاقة بالدين أو السياسة، ويحمل فقط توجهات أدبية على وجه التحديد. مشكلة المؤلف تبدأ بعد هذه المرحلة، فالسنوات التي يقضيها في الكتابة حتى يكمل نتاجه الفكري، ثم يحصل على الفسح والردمك، ينسى معاناتها أمام مجرد التفكير في الطباعة والتوزيع، وهو مشوار أكثر صعوبة وأشد وطأة على النفس، فالساحة تخلو من المرجعية وتخلو من التنظيم ولا علاقة لها بأي جوانب قانونية خاصة في مجال التوزيع، فالمؤلف يجد نفسه أمام غلاف وصف وطباعة وهي ذات تكاليف عالية قد لا تتوافر قيمتها المادية خاصة للمبتدئين في خوض هذا الصراع، وحين يتجاوزون هذه المعمعة تتلقفهم شركات التوزيع وهنا تبدأ المأساة، وأول أشراطها أن شركات التوزيع تتقاسم مع المؤلف في لحظة واحدة مجهود سنين، وأرجو أن لا أعتبر مبالغاً في ذلك، ويكفي أن تتخيل بأن تعبك وسهرك وما تبذله من وقت ومال حتى تحصل على إذن الطباعة ومن ثم تستلم كتابك بعد الطبع، يقابل من شركة التوزيع باشتراط وحيد وهو الحصول على ما يقارب نصف قيمة المبيعات (خمسة وأربعون بالمائة لشركة التوزيع مقابل خمسة وخمسين بالمائة للمؤلف). أما ما يحدث بعد ذلك فهي المخاطرة العظمى، فربما تم توزيع كتابك بالشكل المرضي وربما لا. وقد تنتظر سنوات أكثر من مرحلة التأليف لتحصل على حقوقك. وقد تكون هذه المعاناة منطقية لمن يخوض التجربة لأول مرة أو ممن هم خارج إطار المشاهير. وقد يقول قائل بأن الأندية الأدبية تتولى طباعة الكتب ومن المناسب اللجوء إليها، لكن من ينظر لاشتراطات الأندية الأدبية في طباعة الكتب سيجد بأن الوقت قد يطول قبل أن يصل لمراده، فالأندية الأدبية وضعت شروطاً لا أقول بأنها تعجيزية بقدر ما هي طويلة من خلال روتين ممل خاضع لجدول أعمال النادي، وأول تلك الاشتراطات أن من حق النادي القبول أو الرفض للكتاب، وإن تم قبوله مبدئياً فسيحال إلى مجلس الإدارة ثم إلى محكمين على أن يصدر القرار بالقبول أو الرفض خلال مدة بحسب الأنظمة لاتجاوز ثلاثة شهور، فضلاً عن كون المكافأة التي سيحصل عليها المؤلف ضعيفة وربما لو قام بكل هذه الأعمال بنفسه لحصل على أفضل منها، علماً بأن الإجراءات والاشتراطات تضعها الأندية الأدبية في مواقعها الإلكترونية ويمكن الرجوع إليها. أتمنى من معالي الوزير الدكتور المؤلف عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام دراسة أحوال المؤلفين بشكل عام، وإيجاد قنوات تساهم في تسهيل مهمتهم، ووضع عقود ملزمة للنشر والطباعة والتوزيع، وحفظ حقوقهم الأدبية والفكرية والمالية خاصة في مجال التوزيع، وإلزام المطابع بطباعة الكتب التي يتم فسحها، فبعض المطابع تتحفظ على المحتوى، أو تطالب بتعديلات تشوه الكتاب وتقلل من قيمته الأدبية، ودراسة تبسيط إجراءات طباعة الكتب بواسطة الأندية الأدبية والتأكيد على طباعة الكتب داخل الوطن، بحيث تتم كافة الإجراءات التي يحتاجها المؤلف بصورة احترافية، ويبدو أنني سأعود على بدء، في ما له علاقة بالاحترافية وتلك يبدو أنها لم تعد خاصة إلا بالرياضيين، حين حلمت في بداية هذا المقال بأن يكون للمؤلفين وكلاء أعمال، يملكون حصرية التفاوض وما يليها من طباعة ودعاية وتوزيع وحفظ حقوق.
+++++++++++++++++++++++++++++
[email protected]
+++++++++++++++++++++++++++++
--------------------
إبراهيم الدامغ في غيبوبه
--------------------
sp_172_1.jpg
كنا في المرحلة الابتدائية نترنم بتلك القصيدة الوطنية العربية (أماه ليتك تسمعين أماه ليتك تبصرين أماه والمستعمرين وخادم المستعمرين) ولم نكن ندرك وقتها ماذا تعني هذه الكلمات التي صدح بها شاعرنا الكبير أبراهيم بن محمد الدامغ الذي يعيش الآن في غيبوبة المرض والكبر والهرم شفاه الله من كل سقم وأمد الله في عمره، أقول لم نكن نعي تلك الكلمات حتى كبرنا وتفتحت عقولنا لتذوق الشعر ومعانيه. والقصيد ومفرداته. وعرفنا همة الشاعر وشموخه لطرح قضايا الأمة وآلامها ومعاناتها،، والمتمعن في سيرته يجد أن الأستاذ إبراهيم الدامغ ولد في محافظة عنيزة عام 1357ه على وجه التقريب ودرس المرحلة الابتدائية بالمدرسة العزيزية (الملك عبدالعزيز حاليا) ثم انتقل للمدرسة القيصلية ليكمل بها المرحلة الابتدائية ثم ألتحق بالمعهد العلمي بمحافظة عنيزة وبعد أن أكمل المرحلتين المتوسطة والثانوية بالمعهد أنتقل للرياض ليتم دراسته الجامعية في كلية اللغة العربية حيث حصل على شهادة البكالوريس في تخصص اللغة العربية وعين معلم في مدينة الإحساء عام1380ه وفي عام 1384ه عاد إلى مسقط رأسه عنيزة وفي نفس العام التحق بمعهد الإدارة العامة بالرياض لينال منه دبلوم المكتبات.. لقد كان شاعرنا من الشعراء الذين حملوا هموم الأمة العربية بكل معاناتها ووظفوا قصائدهم للذود عن حياضها ومعايشة آلامها وشجونها فكان شعره معبرا بكل جلاء عن أوضاع أمته وهو الذي أفاض قصائده بكل الآلام والأشجان.. لقد قدم الشاعر إبراهيم الدامغ شفاه الله سجلا حافلا في النشاط الثقافي إبان حياته وقوة نشاطه فصدر له ديوان (شرارة الثأر) شعرا وديوان (ظلال البيادر) شعرا وديوان (أسرار وأسوار) شعرا في أربعة أجزاء وديوان ملحمة خالد بن الوليد شعرا.. وله في النثر (الميسر في قواعد الإملاء وعلامات الترقيم) وكتابه (النقد الأدبي بين الأصالة والتقليد).. كنت قد عملت معه لقاءاً صحفيا تعرفت من خلاله عن قرب على شخصية هذا الشاعر المتميز.. واطلعت على الملف الذي نشرته هذه الجريدة العملاقة عبر المجلة الثقافية المتميزة فعرفت من خلاله ريادة هذا الشاعر الكبير شفاه الله ورفع قدره وغفر له إنه سميع مجيب..
+++++++++++++++++++++++++++++
سليمان بن علي النهابي – عنيزة
[email protected]
+++++++++++++++++++++++++++++


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.