ندرك ونعلم جميعا أن الشباب هم وقود الوطن وعنصر مهم وفعال لبنائه والذود عن حياضه، والوقوف سدا منيعا دفاعا عنه متى ما دعت الحاجة لأن تكاتفنا جميعا مع الشباب واحتواءهم وتوجيههم والأخذ بأيديهم يجعلهم كما نأمل، وهذا بمشيئة الله سوف يعود عليهم وعلى وطنهم بالنفع والفائدة، ويجعلهم رجالا في خدمة وطنهم وأنفسهم، كما أننا ندرك ونعلم ما يحاك ضد شبابنا من قبل أعداء الدين والوطن، سواء تجار ومروجي وموزعي المخدرات أو مروجي الأفكار الهدامة أو أولئك الذين يسعون لإثارة شباب الوطن ضد وطنهم من خلال تجييشهم وتسييسهم وجعلهم قنابل موقوتة. هنا لا بد أن يكون هناك دور وكبير لشرائح المجتمع كافة والقطاعات المعنية كافة بخدمة الشباب وتوجيههم أن تعمل على التوجيه السليم لشبابنا لكي يكونوا بعيدين عن أولئك الأعداء الذين يسعون لإفسادهم بالطرق التي يمارسونها. فعندما نوصل لأولئك الشباب أهداف وأغراض أعداء الدين والوطن ونستثمر قدرات شبابنا فيما يعود عليهم بالنفع، فإننا ساعتها نكون حققنا هدفين أولهما حمايتهم من أعداء الدين والوطن وكشف مخططات أولئك الأعداء، وثانيا استثمرنا فراغهم وحيويتهم ونشاطهم فيما ينفعهم ويجعلهم عناصر فاعلة لخدمة أنفسهم ومجتمعهم. نعلم تمام العلم أن بلادنا -ولله الحمد والمنة- بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وحكومتهما يولون الشباب جل العناية والاهتمام، لكن يبقى الدور على الجهات المعنية بقضايا الشباب وبرامجهم لكي تتفاعل وتتواصل مع الشباب في كل شبر من بلادنا المترامية الأطراف. وأجزم أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب تقوم بدور رائد وكبير للعناية بالشباب ورعايتهم كونها المعنية بالشباب من خلال إشرافها على الأندية السعودية البالغ عددها أكثر من 153 ناديا وهذه الأندية تحتضن الشباب في نشاطات رياضية وثقافية واجتماعية والرئاسة تحتاج إلى دعم كبير لكي تواصل تقديم برامجها الشبابية الأخرى بخلاف النشاط الرياضي، وأعتقد من وجهه نظري الشخصية أنه قد حان الوقت لأن تتحول الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى وزارة للشباب والرياضة أو وزارة للشباب مستقلة طبعا الرأي أولا وأخيرا للمقام السامي الكريم كون هذا التحول -بمشيئة الله- سوف يسهم في جعلها تقدم برامج وأنشطة أكبر وأشمل، وهذا -بمشيئة الله- سوف يجعل وسائل الجذب والترغيب للشباب أكثر وأشمل من حيث التنوع، وكما نعلم بأن الرئاسة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد والعاملين معه لديهم من الخبرات الشيء الكثير الذي يكفل -بمشيئة الله- تقديم الكثير من البرامج الشبابية والبرامج ذات العلاقة بتنمية وترسيخ مفهوم الانتماء لهذا الوطن المعطاء من خلال التعاون مع الكثير من الجهات والقطاعات الحكومية، كما أنني هنا وعبر جريدتنا «الجزيرة» أوجه نداء لرجال الأعمال بالتفاعل مع شباب الوطن وبرامجهم من خلال دعم أنشطتهم وتوظيفهم وتدريبهم وإقامة المشروعات والبرامج الشبابية التي تقضي على الفراغ وتعود عليهم بالنفع والفائدة والحرص على دعم مشروعاتهم وابتكاراتهم وهواياتهم الدولة -أعزها الله- لم تقصر في هذا الجانب لكن عليهم كرجال أعمال واجب وطني كبير نحو الشباب من منطلق ديني ثم وطني. كما أنني أتمنى من القنوات الرياضية السعودية وكذلك القنوات الأخرى السعودية أن تكثف البرامج الموجهة للشباب وتبرز وتنقل نشاطاتهم تحفيزا وتشجيعا لهم ولكي تكون دافعا للآخرين لتقليدهم في الأمور المناسبة التي تتفق وما جاءت به شريعتنا السمحاء وقيمنا الإسلامية ثم عاداتنا وتقاليدنا. أختم بأن الشباب أمانة في أعناقنا جميعا ويجب ألا نرمي كل شيء على الدولة، بل يجب أن نشاركها في ذلك لكي نحمي شبابنا -بمشيئة الله- من مهاوي الردى والضياع والتضليل والانسياق وراء أعداء الدين ثم الوطن الذين يبتكرون كل ثانية وسائل وطرقا لتدمير شباب الأمة الإسلامية، وخصوصا في هذا الوطن المعطاء لكي يحولوا شبابنا لمعاول هدم وتدمير لوطنهم مع العلم أن شبابنا محل الثقة -ولله الحمد- ويدركون قيمة وطنهم ودورهم تجاهه وقوفا في وجوه أعداء الوطن لكنهم يحتاجون منا إلى التوجيه والمتابعة والتذكير. حمى الله بلادنا وشبابها وشعبها ومقدراتها وكل شبر فيها من أعداء الدين والوطن.