مشاهدة واقع الشباب الذي نعيشه في مجتمعنا أجده يحتاج الى مزيد عناية من الجهات المسؤولة كوزارة التربية والتعليم، ووزارة الشؤون الإسلامية ورئاسة ورعاية الشباب وغيرها، وما تابعناه جميعا في التلفزيون السعودي أو ما نشرته بعض الصحف المحلية كجريدة الرياض المتألقة عن انحراف الشباب الفكري وتوجههم الى ما يسمى بالجهاد ليدل دلالة واضحة الى غياب دور الجهات المسؤولة أو ضعف عطائها ولذلك كان لابد من توجيه عدد من الرسائل لبعض الجهات لنتعاون جميعا في حفظ أبناء الوطن من كل سوء. فإلى وزارة التربية والتعليم: إمكانياتكم البشرية والمادية ضخمة جدا فهذه المباني المدرسية جاهزة تماما لتفعيلها بالمساء بشكل جاذب لشبابنا بزراعة ملاعبها وتطوير صالات الألعاب وتوفير وسائل الاتصالات كالانترنت وإقامة مراكز تدريب تقنية ومهنية وتطويرية ويلازم ذلك وضع خطط متوسطة وطويلة المدى لهذه البرامج التربوية طوال العام وليست في مواسم محدودة كالإجازة الصيفية. والى وزارة الشؤون الإسلامية: أنتم منبر العلم والتوجيه وبقدر مضاعفة جهدكم ونشاطكم تقل منابع الشر والفتنة والفساد وانه ما أحوج شبابنا لإقامة ملتقيات شرعية يدمج معها احتياجاتهم الشخصية كالرياضة والترفيه وغيرها وأصبح من الضروري تطوير ايصال التوجيه الشرعي بطريقة جاذبة فلا يكفي القاء كلمة بالمسجد أو محاضرة ومن التجارب الرائدة في هذا السياق ملتقى ربوة الرياض الذي جمع الكثير من اهتمامات الشباب فنرغب المزيد والعديد في جميع مناطق المملكة. إلى رئاسة رعاية الشباب: الأندية الرياضية مقفلة في وجوه شبابنا لا يستمتعون بما يوفره لهم ولاؤهم ووطنهم ولا أدري لماذا؟؟ وإنني أتعجب من الأماكن الرياضية التجارية الازدحام الشديد عليها مع ضعف خدماتها وغلاء اشتراكها وأنديتنا - عفواً أنديتهم - تتفوق بكثير وكم نطير فرحاً ببعض البرامج المصاحبة التي تقدمها هذه الأندية أحياناً من حين لآخر فأرجو منهم فتح مرافقها بشكل منظم وبإشراف ومراعاة للفئات العمرية وزيادة عدد الأندية أو فتح مرافق رياضية أخرى عامة لشبابنا يرتادونها حسب رغبتهم. الى بعض الجمعيات الخيرية، ومن ابرزها جمعية تحفيظ القرآن الكريم كثفوا انشطتكم وطوروها وأشركوا معكم القطاعات الأخرى وتعاونوا مع جهات الاختصاص وأرجو مراعاة طريقة الحفظ والمراجعة وتوحيدها أو على الأقل تخيير الطالب في نوعية البرامج لكي يتم تقييمها على مستوى العام وما نشاهده من نجاح في الدورات المكثفة لحفظ القرآن يحتاج الى وقفة دراسة للنتائج ثم تطويرها واعتمادها كبرامج خططية تقام في جميع مناطق المملكة ليعم هذا الخير بين أرجاء وطننا. ومن أبرز الجهات الخيرية التي تعتني بالشباب: الندوة العالمية للشباب الإسلامي التي تقدم الكثير من الملتقيات والمخيمات الشبابية الرائعة والمتميزة فإلى المزيد وفقكم الله. الى مسؤولي البلديات، تجربتكم بالرياض للشباب (ملاعب مجهزة ومنارة داخل الأحياء) نجحت بشكل كبير فأرونا المزيد وأشركوا معكم أهل التربية في توجيه الشباب لما ينفعهم. الى اصحاب التجارة: بارك الله لكم في أموالكم وزادكم الله خيراً وبركة لا تبخلوا على أبنائنا بما ينفعهم ونرجو منكم مساعدتنا في حفظ الشباب من الانحراف في وكر التدخين أو الشيشة أو المخدرات أو... ولا تفتحوا ابوابكم للشر كونوا يداً مع رجال الأمن البواسل. أخيراً أعرف أني لم أقف على جميع مسؤولي الشباب إلا أنني أردت تذكير كل قطاع بمسؤوليته العظمى وإنني متيقن بحرصهم على شبابنا وهذا ما دفعني للحديث معهم وكلي أمل أن يحيا شبابنا في وطنا الغالي وهم يتمتعون بوطنهم وما يقدمه لهم ويسعدني في الختام ان اقدم شكري لجريدة الرياض وما تحويه من عناية في صفحاتها من اهتمام واضح للشباب ورغباتهم سائلا المولى للجميع التوفيق والسداد.