على ما ورد في صحيفة الجزيرة يوم الجمعة 10-2-1435ه عدد 15051 صفحة محليات، سمو وزير التربية السابق يكرِّم المرشد الطلابي بمدرسة النعمان بالدمام.. وأشعر أن هناك معلماً بمحافظ الرس كان يعمل بصمت منذ سنوات وقبل انطلاق جائزة التميز ويصنع الإبداع ويرسم منهجا خاصا به داخل حقله التعليمي.. إن الصف الدراسي الأول لديه ليس غرفة محاطة بأربعة جدران اسمنتية وسبورة أمامية!! وطاولة تقليدية.. لكن فكرة التميز والإبداع لدى هذا المعلم صناعة (قاعة مصغرة) خمس نجوم من الداخل والخارج.. كان ولا يزال يرصد لها ميزانية سنوية لينتج مكانا وبيئة تعليمية جاذبة للسعادة بمواصفات تربوية وتعليمية.. فالزائر أمام جلسة عربية مصغرة في مؤخرة الصف يأخذ الطالب من خلالها قسطا من الراحة و الاسترخاء بعيداً عن الاستمرار جلوساً على كرسي خشبي لساعات طويلة.. ناهيك عن جناح مصغر (للنظافة) مغسلة يمارس الطالب من خلالها نظافة يديه والعناية بمظهره ونظافة جسمه.. ورعاية أسنانه من فرشة ومعجون لكل طالب.. ومجموعة أدراج لحفظ المقتنيات الشخصية.. رقم خاص به ناهيك عن ألعاب ترفيهية وإلكترونية. تنمي تفكيره، وعنصر تسلية وتشويق.. ونماذج الحروف مكبرة مقرونة بالصورة الرابطة.. وشاشة عرض، والجديد أن المعلم وفر مجموعة من الدراجات الهوائية تتيح للطالب الجولة فيها داخل فناء وصالة المدرسة.. وفي آخر العام هناك تكريم خاص ينتظر طلابه.. وتميز بالجوائز وربما كان خارج أسوار المدرسة وبحضور أولياء الأمور ويتم توثيقه وتزويد الطالب بتقرير مصور عن (حفلة التميز) أو ما يطلق عليها معلمنا حفلة الوداع، بعد أن تزرع في نفوسهم (مدرسة محببة) وجاذبة وذكرى جميلة وعاما افتتاحيا بنكهة السعادة والأيام الجميلة. معلم أصبح مكسبا لكل مدرسة يقع فيها وأخباره سرت مع الركبان وأصبح البحث عن مكان شاغر لديه في مطلع كل عام قضية (مقلقة) لمدير مدرسته، والذي ربما أصابه الإحراج، توافد أعداد كبيرة من أولياء الأمور الكل منهم يريد أن يكون ابنه (العزيز) في دائرة سعادة هذا المعلم.. مع أن زملاءه المعلمين يبذلون جهوداً مشكورة. ولكن ما أدهشني كثيراً أن اسم هذا المعلم لم يرد ضمن المرشحين لجائزة التميز في أعوام سابقة وحتى هذا العام، وأتساءل أين وزارة التربية والتعليم من مثل هذا المعلم الذي فتح قلبه ومشاعره ويده الكريمة تجاه من يسميهم فلذة كبده أولاده الذين لم يحملوا اسمه. إننا أمام مربٍّ بطعم الحنان اسمه الأستاذ صالح بن منصور العساف معلم الصف الأول بمدرسة الأنصار بمحافظة الرس.. والذي أدعو وزارتنا والمسؤولين فيها إلى توثيق تجربته.. ودعمه مادياً ومعنوياً ونقل تجربته إلى مناطق أخرى وأطرح فكرة بث قناة تربوية وتعليمية تتبنى مثل هؤلاء المبدعين.. وتقف إلى جانبهم.. وإثراء المجتمع التعليمي بأفكارهم النيرة ومنهجهم الرائد.. وأن لا يكون اختيار المميزين على حزمة من الملفات والانجازات النظرية.. لكن التوثيق العلمي والمنظور والمصور.. وعلى الفكرة الرائدة التي يطرحها المتقدم. وإلى اللقاء.