أعرب معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة عن سروره لما حققته وزارته خلال الفترة الحالية، موضحاً معاليه أنه كان في تحدٍ كبير عندما جاء إلى الوزارة، وبفضل الله تم العديد من الإنجازات المفصلية ومنها انتخابات الأندية الادبية ودخول المرأة فيها ناخبة ومنتخبة وإطلاق عدد من القنوات السعودية وإنشاء لائحة النشر الإلكتروني وتحويل الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء السعودية إلى هيئة مستقلة وتراخيص البث الإذاعي على قنوات fm وإنشاء الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع. وتحدث معاليه ليلة الاحتفاء به باثنينية عبد المقصود خوجة والتي طعَّمها بشيء من شعره الجميل عن نشأته في مكةالمكرمة واختلاطه بعدد من الأدباء والمثقفين والمفكرين من أمثال محمد حسن فقي وحمزة شحاتة وحسين سرحان وعبد الله عريف وعبد الله عبد الجبار وغيرهم، ثم دراسته في جامعة الرياض ثم ابتعاثه لخارج المملكة، وبعد ذلك عودته للمملكة وعمله وكيلاً لوزارة الإعلام في الفترة (1976 - 1984م) في فترة معالي الوزير د. محمد عبده يماني - رحمه الله -، وبعد ذلك عمله بجامعة الملك عبد العزيز وكانت المحطة التي قضى فيها سنين ليست بالقليلة وهي المحطة الدبلوماسية فكانت الانطلاقة من تركيا مروراً بروسيا والمغرب وانتهاء بلبنان، وقد عبّر عن غربته وتطوافه بقصيدة مطلعها: قد ذرعت الزمان شرقا وغربا سندبادا قد ضاق بالأسفار وأوضح معاليه أنه كان حريصاً أن يكون له في كل عاصمة عمل فيها منتدى ثقافي، موضحاً أن الثقافة بالنسبة له تعتبر الدفء في العمل الدبلوماسي، وبعد ذلك كانت العودة للوطن بعد خمسة وعشرين عاماً في العمل الدبلوماسي. معاليه عرج في حديثه عن الإعلام على الوسائط الإعلامية الحديثة وسرعتها والتطور التقني الذي يفاجئنا بكل جديد حيث أصبح العالم قريباً منا وازدحم الفضاء بقنوات فضائية لا حصر لها. وكان معاليه قد افتتح كلمته بقصيدته الشهيرة «سبعون»والتي مطلعها: إني لقيتك يا سبعون مبتسما راض بما قد مضى راض بما قسما معاليه وقف مع الحاضرين على أبرز هموم الثقافة معلقاً ومجيباً على تساؤلاتهم. ممتدحاً تجربة الانتخابات في الأندية الأدبية، وقال عنها إن المثقفين طالبوا بالانتخابات وقلت: هذا مطلب صحيح وأدخلنا المرأة ناخبة ومنتخبة وأرجو أن تتركوا فترة لهذه التجربة والأمر عموماً راجع للنخبة المثقفة في بلادنا، وقد كان الأمل في هذه النخبة أن تنجح في التجربة وفي تعليق له على سؤال حول المطالبة بتأسيس رابطة للأدباء السعوديين وكيف ستكون الأندية الأدبية؟.. قال: بالنسبة للأندية الأدبية ستستمر وليس هناك تعارض بينها وبين الرابطة. وفي تعليق لمعاليه عن تساؤل د. ليلى ابنة الراحل حسن القرشي عن التوصل لأدبائنا الراحلين متمنية إنشاء قاعات عنهم في الأندية الأدبية والاحتفاء بهم قال معاليه: إن حسن القرشي في وجداننا وفي ذاكرتنا وسيبقى للأبد ذاكرة الوطن وثمَّن دور الاثنينية في نشر أعمال هؤلاء الأدباء والشعراء، أما الأندية الأدبية فكل نادٍ مسئول عن هذا الموضوع فهو موضوع وطني يجب أن يشترك فيه الجميع كالجامعات. وعن دعم الجهات الثقافية وكونه متواضعاً والذي أشار إليه عبد الفتاح أبو مدين لم ينكر معاليه ذلك عازياً الأمر إلى أن الثقافة كانت مرتبطة بجهات لا تخصص للثقافة إلا النزر القليل من ميزانيتها ومنها وزارة الإعلام لذلك كان إنشاء الهيئات واستقلالها وبذلك تستطيع الوزارة أن تحقق للشئون الثقافية الكثير من الأحلام. وعن طباعة أعمال الرواد من قبل الأندية الأدبية أشاد بالرواد ودورهم وكونهم في ذاكرة الوطن، وقال: لسنا أوصياء على الأندية الأدبية ولا نتدخل في برامجها على الإطلاق وصِلتنا بها صلة معنوية وللدعم المادي ولا نفرض عليها أي شيء. وفي تعليق له عن سمات الدبلوماسي قال: يجب أن يكون صبوراً فهو يمثّل بلده وسفير المملكة يقع على عاتقه مسئولية كبيرة فهو يمثّل بلداً عريقاً له جوانب عديدة، أرض القداسات والحضارات لها وزنها وثقلها ويجب أن يكون خادماً لأي مواطن يذهب لتلك البلاد. وعن إمكانية إقامة معرض للكتاب في جدة كمعرض الرياض، قال معاليه: هذه المعارض في كل العواصم العربية كمعرض القاهرة وبيروت، هذه فيها اتفاق فيقام عندنا معرض الرياض في الفترة (3 - 14 - مارس) من كل عام، وقد أصبح من أهم المعارض ونحن في الوزارة مكلفون بإقامته ونقدم تسهيلات كبيرة وأي مدينة ترغب في إقامة معرض للكتاب لا مانع من ذلك ولكن هو مكلف وله ميزانية، فلو أراد القائمون على دور النشر إقامته سواء في جدة أو أي مدينة أخرى فلا يمنع التعاون معهم. وفي تعليق لمعاليه لسؤال حول السياحة والإعلام، وهل إعلامنا لم يروّج للسياحة الداخلية، قال: البعض لا يشاهد التلفزيون السعودي إلا نادراً ونحن في جميع قنواتنا نلقي الضوء على مدننا وتنمية الجوانب الجميلة فيها. وعن الإبداع، قال: الإبداع ليس له حدود ويجب أن ينطلق بكثير من الحرية فلا شعر بدون إبداع ولا إبداع بدون حرية. وعن تقلد المرأة مناصب قيادية في الإعلام كرئيسة تحرير أو نائبة رئيس التحرير، قال: لا يمنع أن تشارك المرأة وفي جميع الأندية الأدبية تشارك المرأة ناخبة ومنتخبة والمؤسسات الصحفية ليس للوزارة دور إملائي عليها، فالجمعية تجتمع والكفاءة هي المعيار وهناك نماذج سابقة. وفي تعليق له عن كل ما يتعرض له الإعلامي أثناء عمله ومن يقف بجانبه، قال: إن كان موظفاًَ في الوزارة فهذه مسئوليتنا أما المؤسسات الصحفية فهي مسئولة عن محرريها وكذلك هيئة الصحفيين، ونحن من حيث المبدأ لا نسمح بذلك ويجب على هيئة الصحفيين أن تفعّل دورها فمن واجباتها حماية الصحفيين. من جانبه أشاد عبد المقصود خوجة بمعاليه، وقال: إنه يجيد مزج العناصر المتناقضة، شاعري يحترف تلوين المشاعر، جمع بين الكيمياء والوفاء، والسياسة والكياسة، أكاديمي امتهن المودة، يفيض تواضعه علماً، وتوازنه حلماً، عرفته الأوساط الثقافية هادئ الطبع، وسطي المنهج في سعة أفق وسند فكر، وتنوع معرفة. وأضاف معالي ضيفنا الكريم استثنائي.. في خطوة هي الأولى من نوعها لوزير سعودي، اقتحم الفضاء الإسفيري الأثير إلى نفسه، انتزع مساحةً جريئة مكنته من التمدد بحرية في مواقع التواصل الاجتماعي، (الفيس بوك والتويتر)، واحته المفضلة، وموئله العذب، يلتقي فيه محبوه ومعجبوه تفاعلاً وتواصلاً في كل ما من شأنه تعزيز العلاقات الفكرية، والثقافية، والتحاورية. أيها الإخوة شاعرنا «ابن الحياة» يكتب قصيدة الراهن المعاصرة، بنفسٍ ونسمةٍ تضيء عتمة الحياة بنورها وإشراقها البهي، ينتقي كلماته من كِنانةٍ خاصة فيها الجمالُ، والحكمة المتوهجة، بتعبيرات مبتكرة ومفردات معبرة، قصائده محكمة السبك، تتكئ على لغةٍ ضاربة الجذور في إرثها الحضاريِّ المتفرِّد، لتصور لنا تجربةً جماليةً وروحيةً باذخة، تتوهجُ بالعاطفة والحب والتعبيرُ عن حالاتٍ شعوريةٍ صادقة. معالي ضيفنا الكريم يعلق أهمية كبيرة على الصحف الإلكترونية باعتبارها أداة فاعلة في صناعة الإعلام المسئول، خصوصاً تلك التي تتحقق من صحة الأخبار، بهدف تعزيز مصداقيتها ومهنيتها الإعلامية، بعيداً عن الشللية، والقبلية، والحزبية، والشخصنة، وبث الإشاعات وتصفية الحسابات وغيرها من السلبيات. عبد الفتاح أبو مدين الأديب المعروف أشاد بخلق معاليه وتواضعه الجم وذكّر معاليه بحال الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون وحاجتها الماسة للدعم المادي وأنهما يعانيان من الشح، وتساءل لماذا تكون الثقافة أرخص سلعة في الحياة طالباً دعمها بما ينهض بها بما يليق بالمعرفة الحقة. د. رضا عبيد مدير جامعة الملك عبد العزيز السابق قال: عوّدتنا الاثنينية أن التكريم لكل من يقدم عملاً يخدم به وطنه وأمته، مشيداً بتعامل معاليه الراقي حيث لم يضق بالرأي ولم يتعامل بشدة وأشاد بتعامله مع مخالفيه. وقال د. عبد الله مناع عن معاليه إنه شخصية متعددة المواهب والملكات بدأ في ثنائية مع د. محمد عبده يماني في منتصف السبعينيات في وزارة الإعلام وقد استطاعا أن يقدما هذه المرحلة خير تقديم، عمل في السلك الدبلوماسي، وكان عمله سفيراً في روسيا محطة في غاية الأهمية وكان اختياره موفقاً ثم اختير وزيراً، وقد اشفقت عليه بعد سنين من الانقطاع عن الإعلام، وإن ظل شاعراً ولكنه فاجأنا بهذا الإنتاج من خلال القنوات السعودية الجديدة التي قدمها للساحة وتمنى أن ينال المسرح والسينما شيئاً من الاهتمام، وقال: أنت في مهمة صعبة أعانك الله عليها. الدكتورة لمياء باعشن قالت عن الوزير إنه عفوي وبسيط ويبني جسوراً مع الآخرين والبحث عن الشمعة المضيئة في نفوسه، وإنه يسامح المخطئ لعلّ الله أن يسامحنا.. كما يرى أن مرتادي التويتر والفيس بوك هم مستشاروه كما يتساوى لديه الإشادات والانتقادات فكلاهما يقودانه إلى التحفيز على العمل، وكيف وقف بجانبها حينما اشتكت له حال الوضع الثقافي، وكيف ظهر عبر دواوينه بعفوية وعبَّر عن قضيته بوضوح ويتطرق إلى شتى المواضيع الإنسانية، وكيف كان صديقاً قديماً للثقافة قبل أن يكون وزيراً لها.