أكد معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على استقرار الوضع في جميع البلدان العربية وخصوصًا لبنان، الذي كان -يحفظه الله- دائم التوجيه لي بتوجيهاته الشديدة التي كانت تصب كلها في مصلحة لبنان، أرضًا وانسانيةً وسيادةً، وذلك أثناء عملي الدبلوماسي في لبنان. وأشار خوجة في كلمته التي ألقاها مساء أمس في احتفائية اثنينية عبدالمقصود خوجة إلى أبرز الإنجازات والتحديات التي واجهته حيث قال، جئت للوزارة أمام تحد كبير بان اخوض هذه التجربة امام كل هذه المعطيات والتحديات وكان لا بد من نظرة جديدة لكل شيء يدور في هذا الفلك من مرئي ومسموع ومقروء وكان لا بد من رؤية جديدة ومن بناء بنية تحتية تنطلق منها وخارطة طريق صحيحة نستطيع أن نسير عليها ثقة ونظرة جديدة واقعية سواء في العمل الاعلامي او العمل الثقافي وبفضل من الله سبحانه وتعالى وتعاون زملائي في الوزارة تم الكثير من الانجازات المفصلية منها انتخابات الاندية الادبية ، ودخول المرأة لأول مرة مجالس ادارتها ناخبة ومنتخبة ، واطلاق قنوات القرآن الكريم والسنة النبوية والثقافية والاقتصادية وأجيال للأطفال ، والقنوات الرياضية المتعددة ، وتراخيص البث الاذاعي على قنوات FM ، وانشاء لائحة النشر الالكتروني حتى وصل عدد التراخيص الى اكثر من 700 صحيفة الكترونية، وتحويل الاذاعة والتلفزيون ووكالة الانباء السعودية الى هيئات مستقلة لها شخصية اعتبارية، وانشاء الهيئة العامة للاعلام المرئي والمسموع وغيرها وكان لا بد من رؤية جديدة واقعية لمعنى الحرية لتصبح مسؤولية يشارك فيها الجميع وكان لخادم الحرمين الشريفين نظرته الثاقبة ودعمه الكبير لكل انجاز تم. واثنى وزير الثقافة والإعلام على اثنينية خوجة بقوله شرفني المثقف الاديب عبدالمقصود خوجة بان اكون ضيفا للاثنينية واجلس في مقعد ما زال يحمل دفء عقول واحاسيس النخبة المنتقاة من الادباء والمفكرين في بلدنا هذا وفي العوالم الثلاث العربية والاسلامية والدولية على مدى ثلاثة عقود وتبوأت بذلك الاثنينية مكانا في الحراك الثقافي واصبحت هي الشاهد المشرق والنموذج الامثل للصالونات والمنتديات الثقافية في العالم العربي وكونت سياقها الفكري الرصين بجواراتها وشهاداتها ومداخلاتها وكتبها واصداراتها الجامعة لاعمال الرواد. ثم القى قصيدته الشهيرة (سبعون). واضاف خوجة منذ لحظة الميلاد وحياتي تنتظمها ثنائيات استمرت في جميع مراحل مسيرتي الطويلة ولدت ونشأت ودرست في مكة الى المرحلة الثانوية في نشأتي المكية تنفست منذ صغري ذلك العبق التاريخي الذي يكتنف مكة باحيائها المحيطة ببيت الله الحرام ويغمرها بجلالها وجمالها وتتماوج بين جبالها كما تشربت ثقافة علمائها وادبائها وشعرائها ومفكريها وفنانينها عن قرب وكان زوج شقيقتي الراحل الاديب الكبير عبدالعزيز الرفاعي هو الخيط الذي يربط بين الدرر الفكرية والادبية في مكةالمكرمة فعرفت وجلست واستمعت الى ادبائنا الراحلين. كما كان اخي الاكبر زياد له الفضل باحاطتي بالكثير من كتب الادب والتراث ومعه زملاء افاضل كانوا يشملوني بكثير من الود والرعاية. ودرست في كلية العلوم بجامعة الرياض آنذاك كان مدير الجامعة معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر وعميد كلية العلوم استاذنا الفاضل معالي الدكتور رضا عبيد وكان ايضا يعلمنا الكيمياء الفيزيائية والحرارية وقد تخرج من جامعة برمنجهام في انجلترا وكان يرعاني مدة دراستي ونصحني ان اواصل دراستي للدكتوراة بعد التخرج في جامعة برمنجهام في انجلترا في نفس القسم. وكما ذكرت بعد عام ونصف نقل الي الاخ عبدالرحمن منصوري وكيل وزارة الخارجية آنذاك رحمه الله رغبة الملك فهد رحمه الله بتوصية من سمو الامير سعود الفيصل بان اكون سفيرا لخادم الحرمين الشريفين في تركيا وهذه هي المحطة الرابعة في حياتي تلك السنوات التي اضافت لي تجارب اغنتني حتى انني استطيع ان اقول ان عملي سفيرا غير مسار حياتي وطوف بي في دروب الحياة شرقا وغربا. كانت عتبتي الاولى الى دنيا الدبلوماسية (تركيا) الى حيث قباب الجوامع تعلو شامخة ابية داعية بلسان عربي مبين: (الله اكبر) تركيا في ذلك الوقت كانت مسرحا كبيرا ومهما للاحداث ففي تلك الفترة جرت احداث حرب الخليج الاولى بين العراق وايران. ثم قادتني دروب العمل الدبلوماسي الى الارض القصية (روسيا) حيث الجليد والصقيع ولكنني حملت في سويداء القلب نفحة من وطني بثت الدفء في اوصالي وكنت اول سفير سعودي في روسيا من 91م-96م. ثم حملت قلبي ووطني معي الى اقصى هذا الوطن العربي الكبير الذي نشأت ونشأ الجيل الذي انتمي اليه ونحن نردد (بلاد العرب اوطاني) فاحس بتلك الرعشة التي تنطلق من الفؤاد وانا اطل من نافذة مكتبي في (الرباط) على شموخ (المغرب) واقرأ في وجوه اخوتنا المغاربة كم يحبونك يا وطني. ثم عاد بي الشوق مشرقيا حين القيت مرساتي على شواطئ لبنان فرأيت هناك الجمال والبهاء حقيقة لا تخطئها العين وكانت فترة عملي الدبلوماسي في لبنان معتركا للتجربة الدبلوماسية، كما كنت في كل عاصمة اعمل فيها افتح مدرسة ولكل مدرسة قصة كما كان لي في كل عاصمة منتدى ثقافي اسبوعي يجتمع فيه معظم الادباء والمثقفين والفنانين في ذلك البلد. حين عدت الى بلادي لاعمل في موقعي الجديد الذي شرفت فيه بثقة المليك المفدى. عندما صدر الامر الملكي الكريم تعين وزيرا للثقافة والاعلام عام 1430ه وجئت للوزارة هذه المرة بعد هذا الغياب عدت الى اهلي وتغيرت الوزارة واصبحت حاملة ثنائية الثقافة والاعلام وتطورت وسائل الاعلام وتقنياته وتغيرت الكثير من المفاهيم وتطورت تقنية الاتصالات جميعها بسرعة. ولنا ان نراقب ذلك التطور التقني الذي ما انفك يفاجئنا بالجديد من تلك الوسائل. وكان لا بد من رؤية جديدة واقعية لمعنى الحرية لتصبح مسؤولية يشارك فيها الجميع كان لخادم الحرمين الشريفين نظرته الثاقبة ودعمه الكبير لكل انجاز تم. من جهة أخرى قال عبدالمقصود خوجة: خمس سنوات، كانت الارتباطات المسبقة حيلته، والشواغل المتصلة مطيته، والاعتذارات الدبلوماسية مهنته، كيميائي يجيد مزج العناصر المتناقضة، شاعري يحترف تلوين المشاعر،جمع بين الكيمياء والوفاء، والسياسة والكياسة، أكاديمي امتهن المودة، يفيض تواضعه علما،ً وتوازنه حلماً، عرفته الأوساط الثقافية هادئ الطبع، وسطي المنهج في سعة أفق وسند فكر، وتنوع معرفة، معالي الأخ الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجه وزير الثقافة والإعلام.. فمرحباً به بين محبيه وعارفي قيمته وقامته. واضاف عبدالمقصود : معالي ضيفنا الكريم استثنائي .. في خطوة هي الأولى من نوعها لوزير سعودي، اقتحم الفضاء الإسفيري الأثير إلى نفسه، انتزع مساحةً جريئة مكنته من التمدد بحرية في مواقع التواصل الاجتماعي، (الفيس بوك والتويتر )، واحته المفضلة، وموئله العذب، يلتقي فيه محبيه ومعجبيه تفاعلاً وتواصلاً في كل ما من شأنه تعزيز العلاقات الفكرية، والثقافية، والتحاورية، مشرعاً بوابته الالكترونية يتحاور ، يناور ، يستمع، بأريحية غير مستغربة، مبدياً تقديراً كبيراً لكل راغب في التواصل معه باختلاف مشاربهم، وألوان طيفهم، وأعمارهم، وفئاتهم. وتحدث رئيس نادي جده الادبي السابق عبدالفتاح ابو مدين بقوله معالي الدكتور عبدالعزيز بن محيى الدين خوجة وزير الثقافة والاعلام ضيف اثنينية الليلة يحفل به محبوه لانهم يحترمونه فهو رجل من افضل الرجال واكرمهم عرفته منذ كان وكيلا لوزارة الاعلام في عهد الدكتور محمد عبده يماني رطب الله ثراه. واستأذن معاليه في لفت نظر غير خاف عليه لحال الأندية الأدبية والثقافية وجمعيات الثقافة والفنون وجعلهما المحدود ومعاليه أدرى بذلك! فلماذا تكون الثقافة ارخص سلعة!؟ ارجو ان ينقل معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة صوتنا الى خادم الحرمين الشريفين والى سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الامير سلمان بن عبدالعزيز ان يفضلوا بدعم انديتنا الثقافية والادبية بما ينهض بها ماديا بما يليق بالمعرفة الحقة! وكذلك جمعيات الثقافة والفنون لان الاندية الادبية والثقافية وجمعيات الثقافة والفنون تعانيان من الشح المادي في وطن افاء الله عليه بالغنى فافاض. وتحدث معالي الدكتور رضا عبيد وقال ما سمعناه عن ضيف الاثنينية انه قد جمع الكثير من هذه الاطياف وهو العالم المتخصص في الكيمياء وهو الشاعر والسفير والوزير والسياسي عرفت الدكتور خوجة بعد انهاء دراسته الثانوية بمكة وقدم للرياض للالتحاق بجامعة الملك سعود واقول ما تسمعونه من المزايا عن خوجة هي فيه منذ بداية حياته فكان يتمتع بكاريزما استقطاب الاصدقاء ويتمتع بخصال حميدة وخدمته هذه الخصال في تحقيق نجاحات كبيرة. وتحدث الدكتور عبدالله مناع بقوله: معالي الدكتور خوجة الذي نحتفل به الليلة شخصية متعددة المواهب والملكات فهو الشاعر والكيميائي والمثقف والاعلامي والسفير جملة من المواهب. وخوجة بدأ في ثنائية مع الدكتور محمد عبده يماني في منتصف السبعينيات حيث كان وكيلا للوزارة مع الدكتور يماني وكان مجيئهما نوع من التخفيف والاحتواء التي سبقتها. عمل خوجه في السلك الدبلوماسي وكانت محطات في منتهى الصعوبة وخصوصا محطته في روسيا جاءت بعد سنوات من القطيعة مع روسيا وهي محطة مهمة واختيار موفق في وضع رجل حليم وحكيم في سفارة السعودية في روسيا والدكتور خوجة بعد هذه السفارات تم اختياره سفير للثقافة والاعلام واشفقت عليه من هذا الهم وطالب مناع من خوجة الاهتمام بالمسرح والسينما فهما غائبان. وفي سؤال حول ميزانية الشؤون الثقافية أكد معالي الوزير انه بعد انشاء هيئة الإذاعة والتلفزيون وهيئة الأعلام المرئي أن المجال الثقافي سوف يحظى بدعم كبير وتستطيع الوزارة تخصيص جزء كبير من ميزانيتها للجوانب الثقافية. وفي سؤال عن تكريم الادباء الراحلين وتخليد ذكراهم من الدكتورة رد معالي الوزير ان الاديب حسن القرشي وجداننا وقلوبنا وذكرتنا كما هو غيره من الادباء والراحلين وقال هذه مسؤولية مشتركة من الجميع وواجب وطني في تخليد ذكرى الادباء. واشاد معاليه بخطوات الاثنينية في طباعة الكثير من الكتب من الادباء الراحلين. وقد عرض الفنان خالد خضر قرابة العشرون لوحة فوتوغرافية عن مكةالمكرمة.