احتفل الاتحاد السعودي لكرة القدم بوصول النسخة الأصلية لكأس العالم 2014م إلى المملكة برفقة وفد من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والشركة الراعية، وبشرنا رئيس الاتحاد أحمد عيد بأن اختيار المملكة ضمن برنامج الزيارة جاء (نظراً للمكانة المرموقة والعالمية التي تحتلها بين دول العالم على الصعيد الرياضي)(!!) علما بأن الكأس ستجوب (88) دولة قبل أن تصل إلى البرازيل في توقيت يتزامن مع انطلاقة المونديال (بطولة كأس العالم لكرة القدم). وجاء وصول الكأس على متن طائرة خاصة، استقبلها وفد رفيع المستوى برئاسة محمد النويصر نائب رئيس الاتحاد رئيس رابطة دوري المحترفين، وعدد من أبرز الأسماء في مجلس إدارة الاتحاد. والزيارة (دعائية) في الأساس، ينظمها الشريك والشركة الراعية للبطولة. هذه المرة الثالثة التي تصل فيها الكأس إلى الأراضي السعودية، والفارق بين هذه المرة والمرتين السابقتين كبيرٌ جدًّا، يتمثل في أن وصول الكأس في المرة الثالثة يأتي إلى بلد لا يشارك منتخبه في البطولة العالمية الكبرى ويغيب عنها في مناسبتين متتاليتين (2010م و2014م)، وأصبح هذا المنتخب خارج الحدث وحسابات البطولة بعد أن كان في قلب الحدث أربع مشاركات متتالية من عام 1994م إلى عام 2006م، وتحول جمهوره العريض إلى المدرج يتابع عن بُعد، وهو أمر سيئ جدًّا لهذا الجمهور المحب لمنتخبه والعاشق والمتابع جيداً لكرة القدم. والأسوأ من ذلك أن بوادر العودة إلى زمن كأس العالم، ذلك الزمن الجميل، لا تبدو قائمة أو قريبة؛ إذ إن مشاكل اللعبة التي أثرت في المنتخب ومسيرته وأدائه ووهجه وحضوره لا تزال مستمرة وقائمة، بل إنها تتزايد بشكل متغير، فما إن تُحل مشكلة في مكان أو يُصلح خلل في موقع، إلا وتحدث أخرى جديدة، أو تعود واحدة قديمة مؤثرة في أماكن ومواقع أخرى، وكأن الحلول تبدو بعيدة أو غير ممكنة، رغم تغيُّر دفة القيادة وتسليم مقود الإدارة وسنام غالبية لجانها لأشخاص (من داخل الكار) من أهل اللعبة، غير أن بعض الجزئيات المهمة التي تم التمسك بها والاستمرار عليها لا يزال لها الأثر البالغ في بقاء الحال على ما هو عليه في مفاصل مهمة في اللعبة، ومن ذلك -على سبيل المثال- التمسك بأسماء وعناصر من الزمن القديم وبقائها، تسيطر على أدوات مهمة في الاتحاد الجديد دون أن يكون لها أي تقدم أو حتى تظهر امتلاكها قدرة التغيير والتطوير. ولجنة الحكام مثال حي على ذلك، وهذا على سبيل المثال الذي لا يحتاج إلى طول شرح أو تفصيل. كلام مشفر . من الملاحظ أن على رأس وفد الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) الذي جاء بالكأس الذهبية إلى المملكة (الخبير) الأرجنتيني جابرييل كالديرون الذي سبق أن درب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم بين عامي (2004 و2005م)! . وقاد كالديرون الأخضر ذلك الوقت للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2006م، وكأن فيفا بهذا التصرف يسخر من المنتخب الذي أطاح بمدرب أهله من غير خسارة في تصفيات القارة إلى المونديال، عندما جمع 14 نقطة على حساب منتخبات قوية هي كوريا الجنوبية وأوزبكستان والكويت. . ولعل الفيفا أراد باختيار كالديرون رئيساً لبعثته تذكير جماهير الأخضر بأيام (عز المنتخب)، وقد أصبح هذا الجمهور العاشق الولهان المحب لكرة القدم لا يسافر من أجل منتخبه ليتابع البطولة العالمية من قلب الحدث، وإنما يتابعها من منازله أو من المدرجات (واللي في المدرج يتفرج)! . قال إن محمد الفائز رئيس نادي الاتحاد المستقيل (رجل محترم ومؤدب، دخل الوسط الرياضي بالغلط). ذلك يعني أن الوسط الرياضي (وسخ)، لا يدخله محترم ومؤدب.. ونسي أنه من هذا الوسط، وكل ما أبعد أو خرج منه عاد وسعى للعودة ولو بمحاربة مَنْ في ناديه لينفسح المجال لعودته(!!) . لا تزال كثير من الأخبار التي تُنشر عن نادي الاتحاد تستحق (الشفقة) على أصحابها، وهم يخسرون المزيد من (المصداقية) بأكاذيبهم عن النادي وحديثهم عن بعض شؤونه. من ذلك - مثلاً - ما نُشر عن شخص (كذوب)، ادعى أنه وكيل أعمال أحد لاعبي الفريق، وأُتيحت له المساحات للنيل من النادي الكبير، وعندما ظهر كذبه وفضحه (رئيس لجنة الاحتراف) وصادق على أنه مدَّعٍ لم يتراجعوا ولم يعتذروا؛ لأنهم ببساطة أدمنوا وأصبحوا (يتحرون) الكذب، وهناك أخرى على ذلك. . من أحدث الأمثلة ما نُشر عن اللاعب راشد الرهيب وادعاء أنه (مهدد) بالطرد من شقته وفصل الكهرباء عنها لعدم سداد الفواتير، ولا أعرف العلاقة بين فصل الكهرباء والطرد من المسكن، إلا إذا كانت شركة الكهرباء هي من يملك الشقة. . والغريب أن وكيل الأعمال (المدعي) ذكر في اليوم التالي أن الرهيب يسكن في فندق على حسابه؛ لأن إدارة النادي لم تدفع له بدل السكن. صحيح، الكذب حبله قصير!