مباراتان فقط تفصلان المدرب الأرجنتيني غابرييل كالديرون عن تحقيق إنجاز جديد لكرة القدم البحرينية وبالتحديد المنتخب الأول الذي بات أقرب من أي وقت آخر من التتويج بذهب كأس الخليج لأول مرة في تاريخه إذ نجح كالديرون في قيادة (الأحمر) نحو الدور نصف النهائي من "خليجي 21" بعد أن حل في وصافة المجموعة الأولى، وبالرغم من أن بداية المنتخب البحريني في "خليجي 21" كانت متعثرة بعد التعادل مع عمان والخسارة من الإمارات إلا أن كالديرون نجح في مهمته وصعد بالبحرينيين إلى الدور نصف النهائي. رفع كأس العالم لاعباً مع منتخبه.. وتحوّل إلى التعليق بعد الاعتزال غابرييل كالديرون الذي ولد في مدينة رواسون الأرجنتينية في السابع من شهر فبراير عام 1960م بدأ حياته الرياضية لاعباً وارتدى فانيلة المنتخب الأرجنتيني وحقق معه عام 1979م كأس العالم للشباب كما شارك في نهائيات كأس العالم مرتين (1982-1990م)، وبعد اعتزاله تحول إلى كابينة التعليق معلقاً على مباريات كرة القدم، قبل أن يدخل عالم التدريب، كما عمل محاضراً في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). وبدأ كالديرون مسيرته التدريبية مع كان الفرنسي قبل أن ينتقل إلى تدريب لوزان السويسري، وفي عام 2004م تعاقد الاتحاد السعودي لكرة القدم مع كالديرون لتدريب المنتخب الأول في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2006م ونجح الأرجنتيني في مهمته إذ أوصل الأخضر السعودي إلى مونديال ألمانيا دون أن يتلقى أي خسارة، وفي غمرة أفراح السعوديين أصدر اتحاد القدم قراراً محيراً حتى اللحظة بإقالة كالديرون من منصبه. كالديرون فضل البقاء في منطقة الخليج ورفض مغادرتها إذ وقع عقوداً تدريبية عدة مع منتخبات وأندية خليجية، ففي عام 2007م وقع مع الاتحاد العماني عقد تدريب المنتخب الأول ولأنه فشل في تحقيق طموحات العمانيين تمت إقالته بعد عام من إشرافه على الأحمر البحريني وبالتحديد بعد الخروج المبكر من كأس آسيا 2007م. عاد كالديرون مجدداً إلى السعودية وقاد فريق الاتحاد فنياً إذ حقق معه الدوري السعودي كما أوصله إلى نهائي دوري أبطال آسيا 2009م لكنه خسر النهائي من بوهانج الكوري الجنوبي، وبعد خسارة دورية ثقيلة من الهلال 5-صفر أنهت إدارة الاتحاد ارتباطها بكالديرون الذي عاد من جديد للملاعب السعودية في ديسمبر 2010م لكن هذه المرة عبر بوابة الهلال الذي توج معه بلقب الدوري السعودي وبكأس ولي العهد، هاتان البطولتان لم تشفعا لكالديرون بالبقاء على رأس الهرم التدريبي في الهلال إذ أقالته الإدارة الهلالية من منصبة بعد خروجه من دوري أبطال آسيا 2010م على يد الاتحاد وتلقيه خسارة موجعة من الاتحاد في كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال. في نوفمبر 2011م كان الدوري الإماراتي هو محطة كالديرون الجديدة إذ وقع عقداً لتدريب فريق بني ياس لمدة موسم واحد، ولأن الفترة التي درب فيها بني ياس لم تقنع مسيري الفريق لم يتم التجديد معه خصوصاً بعد الخسارة الآسيوية الثقيلة من الهلال صفر-7، وهو ما أتاح الفرصة للبحرينيين لمفاوضته إذ نجحوا في كسب وده قبل انطلاقة "خليجي 21" بشهرين. كالديرون يتسلح في هذه البطولة بخبرته العريضة في منطقة الخليج إذ يعتبر أكثر المدربين المتواجدين في البطولة خبرة ومعرفة بأحوال المنتخبات واللاعبين المشاركين، ويعتبر ذلك من العوامل التي ستزيد حظوظ المنتخب البحريني في التتويج بالذهب خصوصاً وأن البطولة في ضيافتهم وبين جماهيرهم، ويبقى السؤال هل سينجح كالديرون في مهمته مع البحرينيين ويحقق لهم اللقب الخليجي الأول أم تكون البطولة نهاية علاقته بهم؟.