«واجهنا قوة لا يقدر عليها إلا رب العالمين»، بهذه الجملة وصف لاعب فريق الشباب المخضرم عمر الغامدي حال مباراة فريقه الشباب مع فريق النصر التي انتهت بثلاثية للأخير بعد أن لعب التحكيم دورًا مهمًا في انتشال فريق النصر بعد أن كان خاسرًا بثنائية من فريق الشباب الذي كان ناقصًا منذ الشوط الأول بسبب طرد مدافعه الكوري كواك الذي أكَّد خبراء التحكيم أن طرده غير صحيح بما أنّه كان لا يستحقّ الكرت الأصفر الأول، ولكن فريق الشباب لم يتأثر بهذا الطرد، فقد أثبت مقولة «النقص يولد القوة»، حيث حضر الليث الأبيض خلال الشوط الثاني وقدم مباراة كبيرة وتعد من أفضل المباريات التي لعبها خلال هذا الموسم، فقد سجَّل هدفين وأبدع لاعبوه في المستطيل الأخضر ولم يشعر المتابع أن فريق الشباب كان ناقصًا إلى أن جاءت الهبة التحكيمية من «أفضل الحكام السعوديين»، حيث احتسب ركلة جزاء لفريق النصر كانت من وحي الخيال، حيث مثّل فيها لاعب الفريق النصراوي عبده عطيف، بينما جاء الهدف الثاني لفريق النصر من تسلَّل واضح وضوح الشمس، ومن لم يره فالأكيد أنّه سيرى «لمسة اليد» التي بسببها جاء هدف التعادل! ولكن لا الحكم «مرعي عواجي» ولا المساعد شاهدا التسلَّل ولا لمسة اليد! إذن ومن خلال المعطيات السابقة نستطيع أن نلخص المباراة في أن فريق الشباب كان الأحق بالفوز وكان الأجدر من فريق النصر، وكان يستحقُّ الثلاث نقاط ولكن قرارات حكم اللقاء جيرت النتيجة لمن لا يستحقُّها! والمصيبة بل الكارثة أن تلك الأخطاء التحكيمية كانت من «أفضل حكم في المواسم الأخيرة»، وهذا ماجعل في حلوق المتابعين غصة، وتساءلوا إن كان هذا حال ومستوى أفضل حكامنا فماذا عسى أن نقول عن البقية؟! وبالرغم من أنّني وعلى المستوى الشخصي متأكَّد بأن هذا المستوى ليس مستوى مرعي عواجي فهذا الحكم كان في نهاية الموسم الماضي نجمًا لا يضاهيه أيّ نجم خاصة على مستوى التحكيم المحلي، ولكن الضغوط التي مورست ضده وضد كل الحكام من قبل النصراويين آتت ثمارها، ولذلك طالب الجميع بأن يفتح المجال للأندية باستقطاب الحكام الأجانب ولا يتم اقتصارها على ثلاث مباريات للمضيف فقط، وإن لم يكن هذا الحل مناسبًا فما يتمناه المتابع الذي يريد مسابقة نظيفة وخالية من الشوائب هو استقطاب الاتحاد السعودي لكرة القدم لحكام أجانب في المباريات الكبيرة حتَّى وإن رفضت بعض الأطراف المستفيدة من وجود الحكام السعوديين الذين يعانون من الضغوط الكبيرة التي نشاهد بعضها داخل المستطيل الأخضر مثلما يفعل سمو رئيس النصر الذي سبق ونبهنا وحذّرنا من وجوده ودخوله أرض الميدان ونقاشه الحاد مع الحكام السعوديين! بينما لا يجرؤ سموه على نقاش الحكام الأجانب لأن الأخير لن يلتفت له! وفي المقابل كان جعفر الصليح معلّق المباراة يهيم عشقًا في نادي النصر ويتغنى به مع كل لقطة، وهذا ما لم نعهده من الصليح الذي يعد من أفضل المعلقين في القناة الرياضيَّة وتعتمد عليه القناة في جلّ المباريات الكبيرة، ولكنه وللأسف الشديد اخفق أيما اخفاق، فقد نزع ثوب التعقل وارتدى ثوب التعصب، وهذا لم يكن مقبولاً ممن نتوسم فيه الخير والبعد عن التعصب. الصليح الذي كال من المديح ما طاب ولذ لفريق النصر كاد أن ينهي المباراة قبل وقتها، فمع تسجيل فريق النصر للهدف الثالث كان يقول «هدف جمعان الدوسري هو الختام!»، مما جعل البعض يتساءل هل هذه أمنيَّة أم توقع شخصي! الصليح لم يكتف بهذه العبارة، فبعد أن انتهت المباراة جاء بما لم يأت به الأوائل حيث قال: «قد لا يملك النصر إعلامًا، ولكن الإعلام يبحث عنه في كلِّ مكان»..! وبدوري أسأل جعفر الصليح: هل هو يعيش بيننا ويقرأ صحفنا ويتابع برامجنا أم أنّه قال هذه الكلمة التي قيلت قبل أكثر من ثلاثين سنة ولا زال صداها يتردَّد إلى الآن ويرددها كل من لا يفقه في الإعلام شيئًا! بقي أن نقول: نحن لا نريد منكم إلا الحياد التام والموضوعية التي تكونون بها في القمة لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء، ونطلب منكم أن ترحموا عقولنا، أما الوضع الحالي فهو لا يليق بالمتلقي الذي يعيش الأحداث ويقرأها ويستمع بها ويشاهدها، ولا يمكن أن ينخدع وهو يعيش في زمن قنوات التواصل الاجتماعيّ وحرية الإعلام.