نفرت ندى إلى أرض الشام للجهاد؛ وقد أعلنت عن ذلك في حسابها بتويتر باسم «أخت جليبيب»؛ وكانت ردة الفعل قوية جدا على نفير الشبان الصغار من أمثال «معاذ الهاملي» البالغ من العمر سبعة عشر عاما؛ فكيف يمكن أن يكون رد الفعل على انخراط النساء في جحيم المعارك الدائرة في سوريا؟. لقد سبق «ندى» أخريات نفرن إلى أراضي الفتن والاضطرابات؛ فكانت تجاربهن غير جيدة، وتقلبت بهن الظروف والصعاب ولاقين من الإحن والمحن وأهوال القتال ما لاقين؛ مثل: أروى بغدادي التي نفرت إلى أرض اليمن، ووفاء اليحيى التي نفرت إلى أرض العراق وتزوجت أبا مصعب الزرقاوي ثم قتلا معا؛ وغيرهن ممن ساقتهن عواطفهن الدينية إلى النفير، ثم وجدن أنفسهن بين أتون نار ملتهبة لا يمكن أن يكون لهن دور فاعل ومؤثر فيها، وقد يقتل الزوج فتضطر إلى الزواج من مجاهد آخر ليكون محرماً لها، وهكذا؛ فهي في أرض مضطربة وغير مستقرة وكل يوم لها أحوالها ومستجداتها وتقلباتها. المرأة حين تنفر إلى أرض المعارك ستدع أبناءها عرضة للتشرد، وحتى لو كانت مع أخيها كما هي حالة ندى مع أخيها جليبيب أو زوجها أبي محمد الأزدي؛ فإن حياة كليهما معرضة للخطر أو الاعتقال في سجون الطاغية النصيري في أية مواجهة حربية؛ فأين ستذهب وإلى من تلجأ؟!. ولا يغيب عنا أيضا أمر بشاعة الاعتقال لو حدث، وكما أوردت هي في حسابها قصة المجاهدة التي اعتقلت بعد أن أصيبت مع أحد المجاهدين؛ ودعت لها الله أن يعينها على احتمال التعذيب في سجون بشار وعصابته المجرمة، وتمنت أن تكون نالت الشهادة على الوقوع في أسر العصابة النصيرية أو المجوسية المجرمة! والأمر المرعب نفسه قد يحدث لندى نفسها؛ فهي قد تقع أسيرة في يد العصابة المجرمة، وتعلم تمام العلم ماذا يمكن أن يحدث من تنكيل وتعذيب لم يشهد له التاريخ مثيلا في سجون طغاة العالم كله. على أن الاستشهاد لابد أن يقدم للقضية خدمة بأي وجه من الوجوه ولابد أن يقود إلى الإضرار بالعدو بأية طريقة يمكن أن تتم؛ فماذا يمكن أن تفعل المرأة في ساحات المعارك؟ هل يمكن أن تحمل الآر بي جي أو تقود دبابة أو تقتحم حاجزا أو تعتلي أسوارا أو تزيح أسلاكا شائكة أو تقبض على معتد أو تحجز أسرى أو تحمل مصابا أو تقود عربة مدرعة لتقتحم مبنى أو تهاجم ثكنة عسكرية؟! إن الإضافة التي يمكن أن تقدمها المرأة في ساحات المعارك لا تكاد تذكر؛ وقد وعدت قراءها في حسابها بتويتر بأنها ستقدم على تنفيذ عملية استشهادية، والسؤال هنا: هل ستتمكن من تنفيذ العملية بطريقة تضر بها العدو أم أن الغاية هي أن تموت فقط لتنال الشهادة - كما تعتقد - فحسب؟!. والقضية الأخطر أن «ندى» كما يبدو من تغريداتها متشبعة بفكر القاعدة وتعلن عن التبشير بسيادة هذا الفكر على بلادنا «جزيرة العرب» كما تسميها « وستجد في أرض الشام من يؤصل التكفير ويعمل به ويقطع بوحي من أحكامه رقاب من يختلف معهم في بعض التفاصيل ممن يقاتلون طاغوت الشام مثل «الجيش الحر» ستجد أشتاتا وجماعات فمن ستبايع؟ أأمير دولة الإسلام في أرض العراق وبلاد الشام أبا بكر البغدادي زعيم «داعش» أم أبا محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة؟ أم جماعة أحرار الشام الإسلامية؟ أم جماعة لواء التوحيد؟ أم جيش الإسلام؟! من ستبايع ندى؟!