تلقيت ببالغ الأسى نبأ وفاة العميد متقاعد عبدالعزيز بن إبراهيم الخلف- رحمه الله- وهو يتلقي العلاج في أمريكا بعد عدة شهور قضاها هناك يكابد المعاناة ويتحمل الوصفات، و قد أنهك جسده العلاج، وأضعفه الدواء،, كان الفقيد- رحمه الله- يعمل في قطاع المرور متنقلا في عدة مواقع بدأها في مرور القصيم، ثم عمل في عنيزة مديراً لشعبة المرور لبضع سنوات، ثم كلف مديرا لمرور منطقة القصيم إلى أن تقاعد برتبة عميد بعد سنوات من الجد والعطاء، وقد عرف عنه انضباطيته في العمل، وإخلاصه في الأداء، واجتهاده في كل ما من شأنه إصلاح حال المجتمع من غائلة المخالفين في حركة المرور وكان غفر الله له حريصا كل الحرص على أن يكون القيادي الناجح الذي يسهم في القضاء على كل المخالفات في الطرقات والشوارع وقد نجح في ذلك إلى حد كبير وترك بصمات واضحة في ميدان العمل المروري، وبعد أن ترجل عن ميدان المرور متقاعدا تاركا فراغا كبيرا في نظر زملائه وعارفيه، اتجه للعمل التطوعي من خلال المجلس البلدي بمحافظة عنيزة رئيسا للمجلس لمدة سنتين سخر فيها كل جهده ووقته وراحته خدمة لبلده ومحافظته واجتهد مع زملائه في المجلس لتقديم خطوات فاعلة ودور مؤثر حتى إن مجالس عدد من مناطق ومحافظات المملكة استفادوا من تجربة المجلس البلدي في عنيزة، ولكن المرض لم يمهله ليكمل المشوار فقد قدم استقالته عن المجلس البلدي وتفرغ للعلاج حيث غادر عنيزة إلى أمريكا قبيل منتصف ذي القعدة عام 1434ه ثم عاد في أواخر ذي الحجة من العام نفسه وأمضى أسبوعا واحدا شارك في جلسة المجلس البلدي في عنيزة المعادة لترشيح رئيس ونائب للرئيس وهي التي تعد الأخيرة في مشواره العملي، وقد ألح عليه زملاء المجلس بالاستمرار معهم لكنه اعتذر لظروفه الصحية الصعبة، ثم غادر مرة ثانية إلي أمريكا وبقي هناك حتى غادر الدنيا وودع الحياة، هذه سطور مضيئة من سيرة الفقيد كما عرفته من خلال تعاملي معه وكانت علاقتي به لا تتجاوز علاقة الصحفي المتابع لمسئول له ثقله ووزنه، رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وألهم أبناءه وأسرته وذويه وعارفيه ومحبيه الصبر والسلوان، و(إنا لله وإنا إليه راجعون).