لون مسارٌ وللفكر مدارٌ وهذه الكلمات أهيم بها بين هذا وذاك لترى النور كسيرة كهل أبقى في كلِّ خطوة أثرًا عصيًّا على أشباح السوافي أن تمحوه.. للأقدار وقفات وللأقدام خطوات.. فمن يسّير من؟ حين نتأمَّل نيقن أننا هناك خلف الأفق البعيد وحين نفكر نعلم أننا هنا بين دهاليز واقعنا.. وإذا كنّا لا هذا ولا ذاك فمؤكد أننا من الأحياء الأموات.! ل هل صدقت حين قلت أن الانتظار شكلٌ من أشكال الاعتقال.. وأن الحرية شكلٌ من أشكال الحياة ربما. الغريب في أسطورة حورية البحر التي اتفقت على وجودها أغلب الحضارات القديمة أنهّم تعاملوا معها بشكل مباشر أو غير مباشر، السؤال هنا إذا كانت بعض الأساطير خزعبلات فأين الحقيقي منها؟ قالوا لي في الصغر: إن العبقرية شعرة بين العقل والجنون وأقول لهم في الكبر: إن الإبداع هو عبقرية العقل وثورة الجنون هل كل ما سبق ضرب من الجنون لا وجود للعقل دون جنونه ولا وجود لهذا الجنون دون عقلانيته. تشكيل.. في صميم اللوحة متاهة فلسفية في أبعادها تتعانق الألوان كخصلات شعر أنثى يراقصها الهواء على شاطئ أمواجه أشبه بخطوط نوتة موسيقية سقطت من سماء ماطرة نحيا نحن بها يعزفنا حين يعزف الريح عازفها.. نتراقص مع فلسفة تلك اللوحة.. هي الحياة لوحة.. نَغَمَ من ثَغْرِ القدر..!! بين أنامل الفنان نبتت لوحة كأنها فتاة في اكتمال القمر تروي لنا حكايات قرطبة كيف كانت ترتشف الفلسفة مع قهوة الصباح وتحتسي الحكمة مع غروب الشمس. إن من يتأمَّل اللوحة يجد أن ما من فكرة لونية أو فلسفية إلا وتكون انعكاسًا تامًا للحياة بصورتها الجماليَّة أو المأساوية أو فلسفة معتقد أو مبدأ أو عرف. من المؤكد الثقافة التشكيلية لدى الأدباء ضحلة! والثقافة الأدبيَّة لدى التشكيليين فقيرة، وبالتالي تكون القراءة السردية للمنجز التشكيلي بالمشهد الثقافي نادرة فأصبحت اللوحة بعيدة عن الثقافة كنص أدبي ولا بُدّ من استعادتها باعتبارها ممارسة أدبيَّة بحتة. الاهتمام بالفنون كافة لدى الأنظمة أو شعوبها هو مقياس حقيقي لهشاشة هذه الحضارة أو تلك وهو معيار علمي لمعرفة قوة هذا الكيان من ضعفه. ظهور جيل جديد من الفنانين والطَّرح الحُرِّ فضحت الأنظمة وأظهرت سطحيتها وعجزها بعدم فهم فن ما بعد الحداثة..!