بدأ الهلال ومنذ فترة ليست بالقصيرة باستبدال ملامحه، وتغيير قسمات وجهه، والارتضاء لنفسه بالتنحي عن مكانته التي جعلته يختال دوناً عن غيره بلقب (الزعيم). فمثل هذا اللقب لم يأتِ اعتباطاً أو تم منحه من قبل مانشيت صحفي في لحظة انتصار عابر أو احتفاءً ببطولة. الزعامة يا سادة هي بناء قوي الأساسات وفلسفة خاصة ترتكز على إرث من التفرّد في العمل لا يُنكَر من خلاله فضل وجهود من بذل وأعطى، ولكنه في نفس الوقت لا يُجيِّر له فضل الزعامة. قلتها سابقاً (رمزية الهلال التي يتفرّد بها هي اسم الهلال نفسه، ولا تتلخص في الأفراد نهائياً رغم كثرة الرموز الذين مرّوا إلى تاريخه). اختلف شكل الهلال باختلاف أهداف أبنائه. فأصبحوا بلا شعور معاول هدم بعد أن كانوا سنده وعضده. فأصبحنا نسمع أصداء دعوات الفشل بعد أن كانت تصدر من المنافسين (وهي حق تنافسي طبيعي)، تأتي من الداخل. إما لإسقاط إدارة معينة أو لإسقاط مدرب أو لإسقاط لاعب أو حتى انتصاراً لرأي فني أو قناعة إدارية. ضاقت قاعدة أعضاء الشرف المؤثّرين، فضاق نفس الهلال. فابتعادهم طواعية عن المشهد الأزرق لاعتراضهم على سياسات الإدارة الحالية، أو إبعادهم مرغمين لكي لا يقتطعوا جزءاً من وهج ولذة بقعة ضوء الشهرة، أفضى لنفس النتيجة ألا وهي (وهن مفاصل الهلال). لم يعد الهلال ذلك البعبع التعاقدي الكبير الذي يستطيع خطف من يريد لتدعيم صفوفه. ولم يعد الهلال يعتمد على مخرجاته من الفئات السنية ليزيد من عدد قطع الجواهر في منظومته البطولية. لم يعد الهلال ذلك الفريق الذي يستطيع عشاقه المراهنة على فوزه، أو المراهنة على غضبه بعد كل تعثر. لم يعد الهلال ملكاً لجمهوره، بل لعبة بأيدي بعض العابثين (صغرت مناصبهم أو كبرت) يفضحون من يريدون، ويقربون من يريدون بلا حسيب أو رقيب وإن كانت تلك العبثيات تضرب الكيان في مقتل. الهلال ماضٍ في التنحي عن عرش الزعامة طواعية، فقد ضلّ أبناؤه تلك الدروب المؤدية لذلك العرش. نسوا رمزيته. نسوا كينونته. نسوا أن مصيرهم الأزلي أن يكونوا متفردين عن غيرهم، أن يكونوا الثابتين ومنافسيهم هم المتحركين. نسوا أن أهم خصال الزعامة هي ردة الفعل ما بعد الأزمات بالقول والفعل وليست بأمنيات لا تتعدى حدود التمني. لا يطالب الهلاليون بالكثير، فكل ما يطلبونه أن يعود هلالهم كما كان، فليس كل تغيير إيجابي خصوصاً وأنت تتربع على عرش الزعامة. بقايا... - الحمل على سامي الجابر أكبر بكثير مما يستطيع تحمّله وهو ما زال في خطواته الأولى تدريبياً، فبدلاً من التصيّد لزلاّته والتغنّي إعلامياً أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي بكلمة (قايل لكم)، يجب على المحسوبين على الهلال الوقوف معه. ليس حباً في سامي، بل حرصاً على الهلال. - تخلي إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد عن العديد من مهامها وتحميلها مدرب الفريق هو تنصّل من المسؤوليات بحجة الاحترافية. - ما يقوم به بعض نجوم الهلال وعلى رأسهم (ابن الهلال) نواف العابد من تكاسل وتخاذل ولا مبالاة يجب أن يواجه بحزم وصرامة بلا تأخير أو تأجيل، فاللا مبالاة مرض فتَّاك سريع الانتشار يجب استئصاله فوراً. - لأنهم اعتادوا تسوّل الفرح على موائد المنتصرين، والشماتة بالمنتصرين، فتراهم عندما ينتصرون يكيلون الشتائم لغيرهم ولا يجيدون التغنّي بانتصاراتهم أو الاستمتاع بأفراحهم. (فقر) مدقع في لغة الفرح. - الاتحاد يجدّد عقد أسامة المولد وهو يغرق في الديون، ثم يذهبون للرئيس العام ليطلبوا منه (الفزعة). إنهم يحتقرون العميد. خاتمة... إذا لم تعلم أين تذهب, فكل الطرق تفي بالغرض. (حكمة)