التعليق موهبة قبل أن يكون صوتاً جميلاً, والمعلّقون الحقيقيون هم من يرسمون لهم خطاً معيناً يكون طريقه الحياد مع الجميع, لا تفضيل لفريق على فريق ولا للاعب على آخر, والناجح من المعلّقين هو من يكسب العقلاء في صفه, ولا يكترث للمتعصبين الذين يحاولون أن ينطق بما في أنفسهم, وهذا مع الأسف ماحدث مع المعلّق محمد غازي صدقة الذي لم يكن يملك أدوات المعلق الناجح لا صوتاً ولا معلومات مفيدة, وكل ما يملكه كمعلّق هو «واسطة» جاءت به إلى قنوات art ومن ثم القنوات الرياضية السعودية التي صبرت عليه ولكنه لم يكن وفق الطموحات. محمد غازي صدقة الذي سبق ونبّه وأنذر وأوقف وأعيد ب»واسطة» لم يتعلّم من أخطائه الجسيمة والتي كان آخرها تحريضه لجماهير فريق الاتحاد على ارتكاب الشغب ضد رئيس ناديها, والمصيبة هنا أن محمد غازي صدقة في مباراة الأهلي والتعاون حينما شاهد الشغب الجماهيري الأهلاوي في المدرجات طالب المخرج بأن ينتقل بالصورة للملعب, بينما في مباراة الاتحاد والنصر طالب المخرج بنقل الصورة للمنصة حتى يستمتع ويشاهد ضرب الجماهير الاتحادية لرئيس ناديها! هذا هو التناقض بعينه, والتناقض هنا ليس له سبب إلا الميول والتحريض أو الجهل المقيت! إن الغالبية من الجمهور الرياضي السعودي لا يهتم كثيراً بميول المعلّق فهذا حق من حقوقه ولكن لا بد أن يكون في كابينة التعليق منصفاً عادلاً لكل الأطراف, ولكن ما سمعناه من محمد صدقة لا يمت للعدل والإنصاف بصلة, فهو ردد كثيراً لقب «الملكي» والمقصود هنا ليس الهلال، بل المقصود فريق محمد صدقة المفضّل, والجميع يعلم بأن هذا اللقب عليه كلام كثير رغم أن الغالبية يجزمون بأن هذا اللقب حق من حقوق فريق الهلال يفترض أن لا ينازعه عليه أحد, ولكن محمد غازي أراد اللعب بالنار فوضع جمهور الهلال أمام عينيه وذلك لأسباب كثيرة لعل أهمها أن هذا المعلق لم يكن مقبولاً لدى الكثير من الهلاليين حتى وهو يعلّق على مباريات فريقهم وعبر قناتهم (art الزعيم), ولعل هذا السبب هو ما جعل محمد غازي صدقة يهدي الألقاب لكل الفرق ويسخر من بعض الفرق التي حرم من التعليق على مبارياتها. بقي أن نشكر القنوات الرياضية على إراحة المتابع الرياضي من بعض الأصوات النشاز والتي لا تملك من مقومات التعليق ما يمكنها من الإضافة, وفي المقابل نشكر الرياضية على التعاقد مع المعلق الرياضي يزيد مواقي الذي قام بالتعليق على مباراة الهلال والنصر وكان حضوره جيداً جداً, حيث استمتع الجميع بصوت جميل وبتعليق متزن ومتوازن.