في العديد من البلدان العربية من الطبيعي أن تُسأل الفتاة «هل أنتِ مخطوبة»؟! وقد تجيب وهي سعيدة لأنّ السؤال بمثابة الشهادة بأنها تصلح زوجة وأنّ «العين عليها»!. في مجتمعنا يُطرح مثل هذا السؤال «عادة» في مناسبات الزواج ونحوها من التجمعات النسائية، أو حتى في الجامعات والمدارس، وعلى ذكر الجامعات شدّني خبر وجود «شجرة الأمنيات» في إحدى الجامعات بالرياض، حيث يقال إنها كانت سبباً في زواج 3 طالبات؟!. القصة التي يتم تداولها تقول إنّ 3 طالبات كتبن أمنياتهن على شجرة الزينة داخل كلِّيتهنّ، ومن ثم تزوجنّ «الوحدة تلو الأخرى» بعد أن سُئلت إحداهنّ في الجامعة هل أنت مخطوبة؟!. الأمر تطوّر لتصبح هذه الشجرة مقصداً لطالبات وموظفات من كليات أخرى، يُعلِّقن أمانيهنّ، كما توضح الصور المتداولة عبر تويتر؟!. سننتقل لنوع آخر من الخطبة، حيث فاجأ المذيع المصري «محمود سعد» الجميع بتغزُّله بمراسلة برنامجه «آخر النهار» في نهاية تغطيتها المباشرة عندما سألها أمام المشاهدين وعلى الهواء «داليا هو انتي مخطوبة يا داليا»؟!. صمتت داليا المسكينة (7 ثوانٍ) وهي في ميدان طلعت حرب على الهواء، ثم قالت بخجل (لا) يا أستاذ محمود ! فردّ عليها «طب الحمد لله الواحد يفكر، بس آخ لو ما بلغش أرذل العمر، جيتي متأخرة يا داليا»، رغم خفة الدم فيما حدث، إلاّ أنّ هذه النسخة تكاد تكون «واحدة» في معظم البرامج العربية بعد الهواء «للأسف الشديد»؟!. حيث إنّ جلوس بعض الإعلاميين على كراسي برامجهم لفترة طويلة «دون تغيير « أو تطوير للمحتوى والصراخ اليومي، وتنقُّلهم بهذا الضجيج من قناة إلى أخرى، مع عدم سماح لآخرين بمقاسمتهم «الشهرة»، ربما يُصيبهم بالخرف في «أرذل العمر»، والنماذج في عالمنا العربي عديدة؟!. من أسرار أحد هذه البرامج أنّ فريق الإعداد كان يجب أن يختار بين «ضيفتين»، وعندما احتاروا في التمايز بينهما لأهميتهما للموضوع، رجعوا لكبيرهم الذي أفتاهم ببساطة « البقاء للأجمل على الشاشة» ودقي يا مزيكا !. من يدري قد تتطوّر برامجنا غداً ليتم إضافة فقرة «زواج على الهواء»، وعلى طريقة سؤال الضيفة قبل نهاية الحلقة «هل أنتِ مخطوبة يا دكتورة»؟!. وعلى دروب الخير نلتقي.