تواصل الأجهزة الأمنية بشرطة منطقة الرياض والجهات المساندة تواجدها بحي منفوحة وإغلاق بعض مداخل الحي ومخارجه، فيما يتم استقبال الإثيوبيين الذين يرغبون في تسليم أنفسهم للحملة التفتيشية لمخالفي نظام الإقامة والعمل. وقامت «الجزيرة» بجولة صحافية استمرت لثلاث ساعات بحي منفوحة، تعرض فيها محرر ومصور «الجزيرة» لألفاظ نابية ومحاولة الاعتداء من قبل مجموعة من الإثيوبيات المخالفات لنظام الإقامة والعمل، وطالبن الرجال من أبناء جلدتهن بعدم الإدلاء بتصاريح صحفية أثناء جولة «الجزيرة» بحي منفوحة شارع الفريان وبعد حادثة أعمال الشغب التي نفذتها مجموعة من العمالة الإثيوبية المخالفة لنظام الإقامة والعمل بعد انتهاء المهلة التصحيحية وانطلاق الحملة التفتيشية التي أعلن عنها مع بداية هذا العام. وقامت «الجزيرة» بجولة صحفية على حي منفوحة بعد التنسيق مع دوريات المهمات الأمنية بالإدارة العامة للمجاهدين، بعد أن لاحظنا وجود أعداد كثيرة المخالفين بحي منفوحة. ولحظة وصولنا للحي أكد عدد من رجال المجاهدين خطورة أخذ جولة صحيفة داخل حي منفوحة لوجود أعداد كبيرة من المخالفين والذين يمكن لهم الاعتداء على الإعلاميين، وتطابق حديثهم مع رجال الأمن الموجودين على مداخل منفوحة ومخارجها وخصوصاً شارع الفريان لوجود عدد من الباصات التي تنقل العمالة التي ترغب تسليم أنفسها لمراكز الإيواء، فيما تتمركز دوريات ورجال أمن من قوة المهمات والواجبات الخاصة ودوريات الأمن والمرور ودوريات من الضبط الإداري ودوريات المهمات الأمنية بالإدارة العامة للمجاهدين. وأغلق بعض المداخل لأهداف أمنية بهدف ضبط الحالة الأمنية والمحافظة على أرواح وممتلكات المواطنين والمقيمين ومنع تجدد عمليات الشغب التي افتعلتها العمالة الإثيوبية لمرتين ونتج عنها وفاة أربعة أشخاص من بينهم سعودي وإثيوبي وإصابة أكثر من 200 وتضرر قرابة 180 سيارة، وتعرض عدد من المواطنين والمقيمين لعمليات سلب مبالغ مالية. وحاولت «الجزيرة» إجراء لقاءات صحفية مع بعض المخالفين والمخالفات لكن النساء هن من شجع الرجال على عدم التصريح لنا. وبعد محاولات عدة نجحنا في التحدث مع المقيم عبدالله آدم الذي كشف أن له في المملكة ثلاثة أعوام ويقطن مع زوجته التي أنجب منها طفلاً بغرفة في منزل بحي منفوحة بإيجار سنوي قدره (2500) ريال، يسلمه لإثيوبي، ويعمل في شركة كبرى براتب شهري 2300 ريال، بمهن مختلفة (سباك وحداد ونجار وعامل) غالبيتها تعلمها عند الشركة بعد مخالطته بالعمالة الأخرى، فيما تعمل زوجته براتب شهري من (1800 الى 2000) ريال عدا شهر رمضان فتعمل مبلغ مالي (3000 الى 4000) ريال. وبين عبدالله آدم أن من بين الإثيوبيين والإثيوبيات المخالفات الموجودين الآن بمنفوحة وصلوا من خارج مدينة الرياض ومن الأحياء المجاورة والسبب لانتشار معلومات بينهم بوجود باصات نقل لمراكز الإيواء وكذلك صرف إعاشات لهم ومفارش وبطانيات قبل صعودهم الباصات. وفي ذات الإطار تحدث المقيم عبدالعزيز عبده والذي له سبع سنوات في منفوحة لم يغادرها يوماً واحداً، وكان يعيش طوال هذه الفترة الزمنية في أوضاع مستقرة للغاية وحوَّل أموالاً كبيرة فاستطاع بناء منزل وتأسيس مشروع مربح له ولأسرته في أثيوبيا، وقال: كنت عاقد العزم على الرحيل نهاية عام 2014م بعد إتمام مشروع لي آخر في إثيوبيا لكن شاءت الأقدار أن لا يكتمل ذلك بسبب الحملة. وأضاف: اضطررت لتسليم نفسي بعد أحداث الشغب وبعد مضي خمسة أيام في مركز الإيواء لم يتم ترحيلي كون سفارة بلدي لم تصدر وثائق سفر فاضطررت إلى الخروج والعودة لمنفوحة لمقابلة الأصدقاء والأقارب وحال انتهاء وثائقي سوف أغادر إلى بلدي وقلبي معلق بذكريات جميلة في منفوحة، متمنياً العودة قريباً والعمل نظامياً. أما عبدالعزيز حسين فلم يكمل حديثه ل»الجزيرة» بعد أن طلبت منه إحدى الإثيوبيات عدم الإدلاء بتصريح لوسائل الإعلام السعودية قائلة: عبدالعزيز لا تتحدث للإعلام السعودي نهائياً! الجدير بالذكر أن الأجهزة الأمنية تفرض طوقاً أمنياً بحي منفوحة وخصوصاً على طريق الفريان لمنع تجدد حالات الشغب، وكذلك تستقبل العمالة الذين يرغبون تسليم أنفسهم للحملة التفتيشية لمخالفي نظام الإقامة والعمل. «الجزيرة» تشكر دوريات المهمات الأمنية بالإدارة العامة للمجاهدين وعلى رأسهم مدير عام الإدارة العامة للمجاهدين مساعد بن صالح الحماد ومدير الدوريات عبدالله بن مهيلان ومدير دوريات المهمات الأمنية عبدالله الهمزاني ومساعديه محمد الهاجري وسلطان الشعلان على جهودهم الأمنية والمشاركة الفعالة مع الأجهزة الأمنية، وكذلك حماية وتذليل كل الصعاب تجاه محرر ومصور «الجزيرة» وتمكين «الجزيرة» من عمل جولة صحفية وإجراءات لقاءات بحي منفوحة.