من المؤسف حقاً أن يصل الحال ببعض شبابنا إلى مضايقة ومطاردة بعض الفتيات في أحد الأسواق، وبشكل جماعي، وعلى مرأى ومسمع من الجميع، في منظر مخجل، تناقلته بعض وسائل التواصل الاجتماعي، وسط استهجان الجميع لذلك السلوك الشاذ. والمؤسف حقًّا أن يتم ذلك دون وجل أو خوف من عواقب تلك المطاردة المخزية، التي تؤكد أن الانفلات ومخالفة الواقع أصبحا سمة لبعض الشباب المستهتر الذي أَمِن العقوبة فأساء الأدب؛ وذلك يدق ناقوس الخطر، وينذر بكارثة إذا لم نتحرك سريعاً لوأد ذلك التصرف المشين. كما أنه من المؤسف أن الكثير من سلوكيات بعض الشباب أصبحت محل نظر؛ فهناك - مع الأسف - من يتحرش بالمارة، خاصة النساء، سواء بلفظ أو سلوك مشين، والبعض الآخر اتخذ من طريق المارة مكاناً مفضلاً لممارسة سلوكياته المشينة، كممارسة بعض الألعاب الخطرة في نوع من استعراض القوة، مما يضيق على المارة، ويعرّض حياتهم للخطر، والبعض الآخر عمد إلى سد طريق المارة بإيقاف سيارته وبعض رفاقه، وجعلها تصدح بأصوات مزعجة من الموسيقى الصاخبة وسط تمايل البعض منهم، في حركات بلهاء تنبئ عن مدى الخواء الفكري لهؤلاء الشباب، كما عمد البعض الآخر إلى لبس بعض الملابس المنافية للذوق العام، والتسكع بها في مجموعات، وكأن هنالك استعراضاً أو عرضاً لبعض الأزياء الممنوعة.. هذا غيض من فيض من بعض ممارسات الشباب السلبية، ناهيك عن الظاهرة المزعجة أو القاتلة للشباب، وهي ظاهرة التفحيط التي أصبحت سبباً لفَقد الأمة كثيراً من شبابها، فالقتل أصبح حدثاً يومياً، ينتج من بعض الممارسات الخاطئة لقيادة السيارات، كالرعونة في القيادة أو السرعة أو قطع الإشارة أو التفحيط.. إلخ من الممارسات الخاطئة؛ ما جعل معدل القتل في شوارعنا ومن جراء تلك الحوادث - وحسب آخر إحصاء - 24 قتيلاً يومياً، أو بمعنى آخر قتيل كل ساعة، فضلاً عن الخسائر الاقتصادية المصاحبة لتلك الحوادث المميتة. ومن جراء ذلك أصبح البعض لا يحبذ الخروج إلى الشارع أو التسوق والتنزه خوفاً من بعض ممارسات الشباب السلبية التي لم تجد الرادع لتلك التصرفات الرعناء من قِبل بعض الشباب المستهتر. هذا ناهيك عن حوادث السرقة والابتزاز وتعاطي المخدرات التي أصبحت تشكّل الكثير من الخطر على شباب هذه الوطن؛ لذا فلا بد من أن نعترف بأن هناك مشكلة؛ تحتاج إلى إيجاد الحلول المناسبة لها؛ فالأمر جد خطير؛ لذا حتى لا تتفاقم تلك المشكلة، ويصبح من الصعوبةبمكان السيطرة عليها، فلا بد من التفكير في تكوين ما يسمى ب»شرطة الآداب» أو «الشرطة المجتمعية»، ونشرها في الأسواق وفي الطرقات وفي أماكن التجمعات البشرية؛ لتحد وتعالج من تلك الظواهر السلبية والممارسات الخاطئة لبعض الشباب - هداهم الله - فالحزم في مثل تلك المواقف هو الواجب لتطويق المشكلة ووأدها قبل استفحالها. وفّق الله الجميع لكل خير.