«حي الأندلس في محافظة بقيق تحت قبضة المفحطين»، هذه العبارة رددها أهالي الحي كثيرا وهم يشتكون من الشباب المتهورين الذين يمارسون هواية التفحيط معرضين أنفسهم ومن حولهم للخطر، ومتسببين في إزعاج السكان وتعطيل الحركة المرورية في بعض الطرقات والتسبب في حوادث مرورية مؤلمة. أكدوا أن هذا التهور المجنون يتطور مع هؤلاء الشباب الذين يسيرون بسرعة جنونية في الشارع، ليتحول حي الأندلس إلى ساحات استعراض وأمكنة لممارسة هواية التفحيط في أماكن لها حساسيتها المرورية خصوصا في شارع أبو بكر الصديق وشارع خالد بن الوليد. «عكاظ» التقت عددا من الأهالي الذين عبروا عن مخاوفهم على أبنائهم خصوصا أن التفحيط يتم قرب منازلهم. وقال أنور مطلق الدعيج إننا نعاني بشكل يومي من مجموعة الشباب الطائشين الذين لايراعون سكان الحي خاصة الأطفال وكبار السن أو سلامة الناس، مشيرا إلى أن التفحيط يتم في المحيط السكني، مطالبا أولياء الأمور بمتابعة أبنائهم وحثهم على الاستخدام النافع للسيارة واستغلالها في ما هو مفيد. من جانبه قال ذياب المري، إن استرسال هؤلاء الشباب في ركوبهم المخاطر وتسببهم بتعريض أولادنا للخطر، خصوصا أنهم يمارسون هوايتهم الخطرة أمام منزلنا، جعلنا نرفع معاناتنا إلى الجهات المعنية، وطالبنا بوضع مطبات اصطناعية أمام المنازل في حي الأندلس للحد من تهور المفحطين، ولكننا لم نلمس أي شيء من هذا على أرض الواقع. وأضاف، إن ما هو أخطر أن الأمر تعدى التفحيط بين الأحياء السكنية، إلى رش المفحطين كميات كبيرة من الديزل في عرض الطريق ما يعرض المارين للخطر، داعيا الجهات المعنية إلى العمل سريعا على منع محطات الوقود من بيع الديزل لهؤلاء المستهترين بأرواحهم وبأرواح الناس. وختم بالقول «كل ما أطالب به هو أن يكون هناك دور مهم للمدارس في إرشاد الطلاب إلى الطريق الصحيح وحثهم على الابتعاد عن هذه الظاهرة». أما حسين الحارثي فقال إن هؤلاء العابثين مصرون على التفحيط وسط المحافظة وبين المنازل خصوصا في فترة المساء، الأمر الذي يعرض السكان وخصوصا الأطفال للخطر، إضافة إلى الإزعاج غير الطبيعي الذي يسببونه لهم، داعيا هؤلاء إلى أن يراعوا شعور الأخرين. من جانبه رأى محمد الحايك أن الشباب لا يعلمون أنهم بتلك الحركات الطائشة يسيرون في مدارك الخطر والهلاك، فكم من شاب قاده طيشه ورعونة تصرفاته إلى مثل هذه النهاية المؤسفة، وكم من شاب فقد حياته جراء هذه التصرفات وكم من شاب فقد أعضاءه وأصيب بشلل كامل بسبب التفحيط. وأضاف «للأسف أصبح الوضع الآن أخطر من قبل حيث أصبحت تطلق الألقاب على المفحطين المشهورين بل إن بعضهم انتشرت شهرته على مستوى كبير ليحصل على ما يريد من خلال المعجبين، بل إن بعض المفحطين قد صورت لهم أشرطة فيديو خاصة لمشاهدتهم». وتابع أن كثيرا من أولئك المفحطين يقومون بتلك الأفعال في الشوارع العامة والقريبة من الأحياء السكنية، معتبرا أن ما يحدث في المحافظة وبالتحديد في شارع أبو بكر الصديق أمر لا يمكن السكوت عليه، موجها نداء عاجلا إلى الجهات المعنية بضرورة وضع القرارات الصارمة لملاحقة كل من تسول له نفسه التفحيط ويشكل خطرا على الناس. متابعة مستمرة أوضح مصدر مسؤول في مرور المنطقة الشرقية أن هناك متابعة مستمرة وقوية لرصد أي حالة تفحيط في المنطقة أو أي أماكن تعرف أنها أماكن وساحات تفحيط، مشيرا إلى أن هناك دوريات مرور سري ترصد مثل هذه المخالفات.