على امتداد السنوات القليلة الماضية، راقبنا بانزعاج متفاقم الشرخ المتزايد بين المجموعات العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات، ونظيراتها المتخصصة بالأعمال. ويشكو العاملون في مجال تكنولوجيا المعلومات أنه على الرغم من تغطية التكنولوجيا المتزايدة لكل زوايا الأعمال وخباياها، ما من مكان فعلي لها، ولا أحد يفهم مدى صعوبة العمل في هذا المجال، بالنظر إلى القيود التي يواجهونها. أما الطرف الآخر، فيتذمّر من كون قسم تكنولوجيا المعلومات لا يفهم الأعمال، ويبطّئ وتيرة الابتكار، ويطلق دوماً وعوداً مبالغة ويوفّر أقل مما وعد به. وفي سياق هذا الشجار كله، تضيع النقطة الأبرز - وهي أنّ الفشل في استغلال تكنولوجيات المعلومات بالكامل يسدي خدمة سيئة جداً للشركات. إلى ذلك، تسجّل زيادة هائلة في وتيرة التغيّرات التكنولوجية، ترافقها مطالبة بفعل المزيد بالبيانات، على أن يستمر ذلك في المستقبل المنظور. وفي حين نفتقر إلى أي حلّ بسيط ومضمون لهذه المشكلة الصعبة، سنقدّم لكم ثلاث خطوات قد توفّر المساعدة: + كفّوا عن ارتكاب الخطأ ذاته مراراً وتكراراً. ومن المعلوم أنّ الناس لا يحظون بالفرصة المناسبة لتوفير نتائج، وأنّ أحداً لم يعلّمهم الإجراءات والتطبيقات الجديدة التي من المتوقع أن يستعملوها، فيلومون قسم تكنولوجيا المعلومات لأنه يفرض عليهم ما لا يحبّونه. أو أيضاً، تلوم شركات الأعمال المتخصصة قسم تكنولوجيا المعلومات قائلة إنّ «الأنظمة المتوفّرة تلتزم الصمت»، في حين أن المشكلة الأساسية هي أن الأقسام لا تحبّذ التعاون على العمل. وقد حان الوقت لوضع حدّ لهذا الواقع، ومن الضروري أن يقر الطرفان بأخطاء الماضي، وأن يتّخذا قراراً بعدم تكرارها، وأن يتحلّيا بالشجاعة الضرورية للتعبير عن آرائهما. + أرصدوا الآراء المشتركة حول المسائل المطروحة على المدى المتوسط، ومن المعلوم أنّ المؤسسات تطوّر شعوراً بالثقة عندما تعرف ما عليها توقّعه من بعضها البعض. ويقضي اقتراحنا بأن تعمل الشركة في هذا الاتجاه بالتعاون مع قسم تكنولوجيا المعلومات، من خلال الإقدام على بعض المقايضات في خطّي الطليعة والوسط، بهدف التوصل إلى حل وسط. + من الضروري أن تسأل الشركات: كيف نتوقع أن يساعدنا قسم تكنولوجيا المعلومات على التنافس؟ ويهمّ أن تستثمر الشركات في هذه الأجزاء من قسم تكنولوجيا المعلومات على المدى الطويل. ويهمّ أيضاً ألاّ يكون الاستثمار الأساسي مرتبطاً بأي نوع محدّد من التكنولوجيا، بل أكثر ببناء القدرات المؤسسية. وفي حين أن قلّة من التكنولوجيات تتصف بطابع استراتيجي = بما أنها ستكون بائدة فعلاً بعد ثلاث أو خمس سنوات من الآن – من الضروري اعتبار تطوير القدرة على متابعة التطوّرات التكنولوجيّة في هذه المجالات من المسائل الإستراتيجية.