اجتماع أعضاء اللجنة الفدرالية المفتوحة الذي دام ليومين لبحث قرار أسعار الفائدة وبرنامج شراء سندات الخزينة، لم يطلق الأسواق نحو مستويات قياسية جديدة، رغم أن التوقعات قد أشارت إلى قرارات اللجنة مع البقاء على برنامج شراء السندات عند ما قيمته 85 مليار دولار شهرياً، بسبب الحاجة إلى مزيد من المعطيات على استمرارية مسيرات تعافي أكبر اقتصاد في العالم، قبيل الخوض في تقليصها. وجاءت نتيجة الاجتماع تماماً مثل ما كانت تشير التوقعات، وأيضاً أبقت أسعار الفائدة الرئيسية دون تغيير عند مستوياتها التاريخية المتدنية الحالية بين 0.00 - 0.25%. الأسواق لم تتحرك هذه المرة في ارتفاعات قوية مع القرارات، ولكن كان هناك تقريباً استباقٌ للقرار بصعود كبير في الجلسات السابقة، وكانت فرصة للتراجع من هذه المستويات. مؤشر الداو جونز الأميركي، بعدما وصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 15.737 نقطة، وبعيداً عن الرقم السابق الذي كان عند 15.722 نقطة، تحرك لحظة صدور الخبر بشكل لامسَ مناطق 15.700 نقطة، ثم عاد وتداول تحت مستويات 15.600 نقطة. وكان «الداو» دخل في موجة صاعدة منذ 3 أسابيع من مستويات 14.717 نقطة، أي بأكثر من 1000 نقطة عندما وصل إلى مستواه القياسي. المؤشر منذ 6 أشهر يتحرك عرضياً بحدود 1000 نقطة، ونرى 4 قمم متتالية في تلك الفترة.. أما مؤشر ستاندر آند بورز 500 فقد وصل إلى مستوى قياسي جديد، حين سجل خلال التداول 1778 نقطة بعد موجة صاعدة من مناطق 1650 نقطة وفي الأشهر العشر الأخيرة، فقط شهرين أغلقت التعاملات باللون الأحمر في شهري أغسطس ويونيو، وحقق مكاسب بأكثر من 20% منذ بداية العام. أما مؤشر الناسداك المجمع، وعلى الرغم من كسره مستويات 2240 نقطة، والتي سجلها في عام 2007 قبل الأزمة العالمية، فهو في أعلى مستوى له منذ 13 عاماً، مسجلاً في أكتوبر 3400 نقطة، وبعيداً بأكثر من 1400 نقطة عن الرقم القياسي الذي سجله قبل انفجار فقاعة الإنترنت عندما وصل ال 4816 نقطة في مارس 2000، وقبل أن ينهار المؤشر في سنتين ونصف السنة ويصل إلى مستويات قريبة من 850 نقطة. وفي أوروبا، فقط مؤشر الداكس الألماني يحذو حذو مؤشري ستاندر آند بورز 500، والداو جونز، فهو أيضاً سجل قبل اجتماع الفيدرالي أعلى مستوى له على الإطلاق عند مستويات 9070 نقطة. أما مؤشر كاك 40 الفرنسي فرغم وصوله إلى مستويات أعلى من 4260 نقطة، فهو ما زال بعيداً جداً عن تلك التي سجلها قبل اندلاع الأزمة العالمية، عندما كان يتداول عند 6100 نقطة. مؤشر فوتسي البريطاني كسر خسائر الأزمة العالمية، ولكنه ما زال بعيداً عن الرقم القياسي والذي سجله في آخر شهر من عام 1999، والذي كان عند 6951 نقطة، وكاد أن يحطمه في شهر مايو الماضي عندما وصل إلى 6876 نقطة.