إن ذكرى ملحمة التأسيس الثالثة والثمانين لهذا الكيان العظيم المملكة العربية السعودية هي ذكرى عزيزة على قلوبنا جميعاً كسعوديين لما تحمله من معاني سامية وأعمال بطولية مشرفة لذلك البطل العظيم والمؤسس الأول المغفور له بإذن الله تعالى جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - طيب الله ثراه- عندما خاض مع إخوانه المخلصين من رجاله الأبطال المعركة تلو الأخرى في سبيل استرداد ملك أبائه وأجداده وهو ما تحقق له بفضل وتوفيق من الله ثم ببسالة وشجاعة هذا القائد العظيم في ظل ما كان يتمتع به يرحمه الله من حكمة وحنكة سياسية ورؤى ثاقبة.. هذا الملك العادل والراعي الأمين للأمة الذي استطاع بتوفيق من الله من جمع الصفوف وتوحيد الكلمة تحت راية التوحيد الخالدة. فمنذ ذلك اليوم التاريخي المشهود له بالانتصارات والاعمال البطولية لهذا القائد العظيم وبلادنا ولله الحمد تعيش بأمن ورخاء وبحبوحة من العيش الكريم بعدما كانت الأوضاع غير مستقرة والحروب والنزاعات القبلية تعج بها من كل حدب وصوب وما تلك المراحل وأعنى بها مراحل التأسيس لهذا الكيان التي مرت بها البلاد في طور التوحيد والرقي والنماء إلا أكبر شاهد على السياسة الحكيمة المتزنة التي خطها وانتهجها الملك المؤسس - طيب الله ثراه- ومن ثم سار على نهجه المبارك أبناؤه الأوفياء الحكماء من بعده. إلى أن تقلد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أمد الله في عمره وأسبغ على مقامة الكريم لباس الصحة والعافية هذا القائد العظيم والسياسي المحنك الذي نهض ببلادنا حتى أصبحت تقف اليوم في مصاف دول العالم المتقدم في ظل بحبوحة العيش الكريم ونعمة الأمن الوارفة اللتين ينعم بهما المواطن السعودي والمقيم بيننا. فالمملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز شهدت نقلة عظيمة في شتى مناحي الحياة من خلال تلك الخطى المباركة والرؤى الثاقبة لهذا الملك العادل الأمين. فكم هناك من انجاز في الصناعة والزراعة والصحة والتعليم بشقيه العالي والعام والمواصلات وتقنية المعلومات والطرق السريعة وسكك الحديد والمدن الطبية والمستشفيات ومراكز البحوث ومراكز الرعاية الصحية المنتشرة في شتى مدن وقرى وهجر بلادنا والمدن الاقتصادية ومثلها الصناعية، ولعل آخرها مدينة وعد الشمال للصناعات التعدينية ومركز الملك عبدالله المالي والجامعات المنتشرة في كافة مدن ومحافظات المملكة والمدن الرياضية، كما أن المملكة العربية السعودية وقد شرفها الله باحتضان الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة لتفتخر اليوم بتلك الانجازات العظيمة التي أمر ووجه بها أيده الله في المدينتين المقدستين، وفي مقدمتها التوسعتين العظيمتين اللتين شهدهما الحرم المكي والمسجد النبوي واللتين يعدان أكبر توسعتين في التاريخ، وذلك حرصاً منه وفقه الله على توفير أفضل الخدمات والمرافق لضيوف الرحمن ليتسنى لهم تأدية مناسكهم بيسر وطمأنينة هذا إلى جانب ما قام به أيده الله من مبادرات خيره وجهود مباركة ذات العلاقة بالحوار الوطني وحوار الأديان والتضامن الإسلامي. ناهيك عن الأعمال الإنسانية العظيمة لهذا الملك العادل عبدالله بن عبدالعزيز وفقه الله والتي شملت القاصي والداني إلى جانب اهتمامه حفظه الله بقضايا الأمتين العربية والإسلامية، وفي مقدمتها قضية فلسطين هذه القضية التي حظيت باهتمام بالغ ودعم متواصل من قادة هذه البلاد منذ عهد المؤسس الأول -طيب الله ثراه- وحتى يومنا هذا في ظل القائد العظيم والراعي الأمين للأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أولاها جل الرعاية والاهتمام من خلال المساندة الفعلية التي تنطلق من هذه البلاد المباركة للأشقاء في فلسطين ومن خلال الدعم والمؤازرة التي تجدها قضية العرب الاولى من قادة هذه البلاد الأوفياء من خلال المحافل والمؤتمرات الإقليمية والدولية والتي لم تكن أن تتأتي لولا فضل الله ثم الحنكة السياسية التي خطها وأرادها الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله في تيسير امور البلاد ورعاية العباد ونسأل الباري عز وجل أن يديم على بلادنا وقادتها واهلها نعمة الأمن والرخاء في ظل قيادته الحكيمة وسمو ولي عهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء والمستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين. [email protected]