تابعت العديد من الصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمعرض بدون اسم عربي بل اتخذ اسم باللغة الإنجليزية هو (STITCHED]UN]) ووصف بأنه معرض فن معاصر! فقررت زيارته بنفسي، فتوجهت لموقع المعرض في قاعة نايلا وهو فكرة وتنظيم الجهة الراعية، وهي شركة ملابس رجالية تروج لمنتجاتها من خلال عرض فني لأعمال مشتقة أو مرتبطة باللبس المحلي للرجل السعودي من ثوب وشماغ وغترة.. الخ. وقبل أن أبدأ في سرد (السلبيات) العديدة التي (صدمتني) وأنا في المعرض، لا بد أن أبدي إعجابي بالمهارة التسويقية ومهارة التصميم وحرفية العرض، بغض النظر عن من خلفها سواء أكانت إدارة القاعة أو الجهة المنظمة للمعرض، فهو جهد راق بداية من آلية توزيع الأعمال إلى المطبوعات، وما سبقه وواكبه من ترويج إعلاني جيد عبر مواقع التواصل الاجتماع. أما مكامن الضعف في العرض وفي الأعمال فهي عديدة، أكثرها إزعاجا بالنسبة لي هو الاعتماد فقط على اللغة الإنجليزية في المعرض من عنوان إلى مطبوعات، بل وحتى في البطاقات التعريفية للفنانين وأعمالهم! لدرجة تشك في أنك تحضر معرضا في قاعة في لندن أو نيويورك! لا في مدينة الرياض وتعرض أعمال فنانين من السعودية! تنتهي من هذه الصدمة لتتفاجأ بالأعمال، والتي وإن نفذت بإتقان لو اعتبرناها جزءا من تصميم (فترينة) عرض أو إعلان تسويقي، لكن البعض منها مجرد (تجارب) لشباب أو مصممين انجرفوا مع تزايد الاهتمام بالفنون البصرية وتزايد الطلب مع ضعف العرض على العمل الفني السعودي! معظم الأعمال حملت أفكار جيدة ومثيرة وتنم عن إحساس هؤلاء الشباب بقضايا محلية وإن ربطوها إعلانيا بمجال الجهة الراعية، لكن الأفكار لا تعيش إذا لم تظهر في قالب مناسب، ولا تثبت ما لم تقف على أرض صلبة من المهارات والقدرات والتدريب والممارسة في المجال الفني، ولا يمكن أن نعتد على مفهوم الفكرة فقط في العمل الفني الذي قد ينجح معك مرة أو اثنتين لكنه لن يجعل منك (فنان) بمعنى الكلمة! يجب أن نفرق أيضا بين (الفنان) وبين المصمم الذي يجيد برامج التصميم وحرفة (الوسائط) التقنية! ومع ذلك لا يمكن أن أنكر وجود بعض المحاولات والأعمال الجيدة، لعل أبرزها (صور) مروة المقيط التي أعطت لكل صورة اسم ذكر سائد في مجتمعنا، وربطتها بعنصر من عناصر الملابس الرجالية، وإن تداخل مفهوم الإعلان مع العمل الفني لدي وأنا أشاهد العمل، فهو أشبه بإعلان في غاية الذكاء والإبداع من أن يكون (عمل فني معاصر). أما فيديو نورة كريم، فهو بسيط وفكرته بسيطة ولكنه (خفيف دم) إن صح لي التعبير! ولكن عملها هذا وعمل زملائها دانيا الصالح وأيمن زيداني نماذج تحتاج أن نرى المزيد منها كي نحكم على تجربتهم الفنية ككل. أخيرا أرجو أن تكون إدارة القاعة قد وضعت في الحسبان أن هذا المعرض لا يعد معرضا لأعمال فنية معاصرة، وإنما معرض ترويجي لمنتج استخدم فيه التقنيات التصميمية في عرض يشبه عروض الفن المعاصر! وهذا أقرب تعريف بالنسبة لي لما شاهدته هناك! [email protected] twitter @Maha_alSenan **** Maha Alsenan Ph,D - أكاديمية وفنانة تشكيلية