فاصلة : {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} - قرآن كريم - كثيرة هي الأسباب التي تجعلنا لا نتغيّر، مع أننا نردّد أننا نود أن نتغيّر إلى الأفضل، من تلك الأسباب أننا لا نفكر في تغيير أنفسنا بل ندور في فلك الآخرين، ويصب اهتمامنا في التركيز عليهم. ومن هنا فنحن نقع تحت عمليتين نفسية دفاعية تعيقنا عن تغيير أنفسنا للأفضل وهما التبرير والإسقاط. أما التبرير فنحن دوماً نوجد تبريرات لعدم إحداثنا التغيير في حياتنا، فنردّد ليس لدينا القدرة أو أن التغيير لا يناسب طموحاتنا، أو أن آليات التغيير صعبة في تنفيذها، بينما الإسقاط هو ما نسقط به عدم تحقيق التغيير على الآخرين، فنردّد أنّ البيئة لا تساعدنا على التغيير، والمسئوليات التي منوطة بنا لا تجعل لدينا وقتاً للتغير، والآخرون لا يمنحوننا الفرصة، المهم أننا خارج إطار المسئولية. عدم تحملنا للمسئولية يجعلنا نقف في خانة سلبية تجاه إحداث التغيير الإيجابي في أنفسنا وبالتالي حياتنا، وهذا ما يجعل حدوث التغيير صعباً أو مستحيلاً. كيف يمكن لنا أن نتغيّر ونحن لسنا مقتنعين أنّ التغيير الحقيقي للخارج ينبع من تغييرنا لأنفسنا. حينها سندور في حلقة مفرغة ولن نتغيّر وبالتالي لن يتغيّر ما حولنا لذا فمن يشتكي من عدم تغيّر بيئته أو من حوله، عليه أن يتأمّل في نفسه ونيتّه في التغيير. [email protected]