القاهرة - الجزيرة - علي فراج، نهى سلطان: داهمت قوات من الجيش والشرطة في مصر منطقة كرداسة التابعة لمحافظة الجيزة لتطهيرها من العناصر الإرهابية المسلحة التي تمركزت فيها عقب فض اعتصامَي رابعة العدوية وميدان النهضة المؤيدَين للرئيس المعزول محمد مرسي. وقد دفعت الأجهزة الأمنية بعشرات المدرعات والمصفحات، ونشرت المئات من قواتها على جميع مداخل ومخارج المنطقة لمنع هروب المسلحين، خاصة أن هناك أنباء عن وجود عدد من قيادات الإخوان والجماعة الإسلامية والجهاديين مختبئين بالمنطقة. وتستهدف قوات الأمن تطهير كرداسة من الخارجين على القانون، وضبط المتهمين المطلوبين من قِبل النيابة العامة الصادر بحقهم قرارات بضبطهم، وإحضارهم على خلفية تورطهم في أحداث قسم شرطة كرداسة والتعدي على رجال الشرطة وسحلهم والتمثيل بجثثهم. وقد بدأت الحملة الأمنية المكثفة فجر أمس؛ إذ تمركز عدد كبير من قوات الأمن والعمليات الخاصة على مداخل ومخارج القرية وسط تبادل إطلاق النار من قبل العناصر الإرهابية. وشهدت المنطقة حالة من الكر والفر بين قوات الأمن والعناصر المسلحة وسط إطلاق الأعيرة النارية بشكل عشوائي من أعلى العمارات على قوات الأمن، فيما أشعل مجهولون النيران بمداخل القرية أمام قوات الأمن، وأعلنت الأجهزة الأمنية مقتل اللواء نبيل فراج مساعد مدير أمن الجيزة متأثراً بجراحه قبل وصوله المستشفى بعد إصابته بطلق ناري خلال عملية الاقتحام، فيما أكدت مصادر أمنية أنه تم القبض على عدد من المطلوبين للعدالة من قيادات وكوادر التيار الإسلامي المتهمين في قضايا قتل وعنف وتخريب في الفترة التي تلت عزل مرسي. من جانبه كشف اللواء هاني عبد اللطيف المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية تفاصيل خطة تطهير كرداسة من البؤر الإرهابية والعناصر الإجرامية التي كانت قد أعلنت سيطرتها على المنطقة. وأكد اللواء عبد اللطيف في تصريحات أمس أن قوات الأمن تواصل تقدمها بكرداسة، مؤكداً أن القوات لن تتراجع إلا بعد تطهيرها من البؤر الإرهابية والإجرامية كافة. وأوضح أن خطة اقتحام كرداسة اعتمدت على شقين أساسيين، الأول يتعلق بحصار كرداسة من الخارج ومن ناحية الظهير الصحراوي، وهو الشق الذي نفذته القوات المسلحة. وأضاف بأن الشق الثاني يتعلق بالمواجهة المباشرة مع العناصر الإرهابية والإجرامية، وهو الشق الذي تقوم به المجموعات القتالية التابعة للعمليات الخاصة. مشيراً إلى أن المواجهات أسفرت عن مقتل اللواء نبيل فراج مساعد مدير أمن الجيزة إثر إصابته بطلق ناري بالجانب الأيمن أثناء بداية عملية الاقتحام. وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية أن البؤر الإجرامية والإرهابية، ومن بينها دلجا وكرداسة، هي من ضمن أبرز سلبيات نظام الإخوان، التي تعمل وزارة الداخلية على تصفيتها حالياً لتحقيق الأمن والاستقرار في الشارع المصري. هذا، وقد أكد وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم أن مقتل مساعد مدير أمن الجيزة اللواء نبيل فراج خلال مشاركته أمس في العملية الأمنية الموسعة التي تشنها قوات الأمن بالاشتراك مع القوات المسلحة في كرداسة يزيد القوات عزيمة وإصراراً على ملاحقة وضبط العناصر الإرهابية والإجرامية كافة الموجودة بكرداسة، وتحقيق الأمن والاستقرار بالشارع المصري. ونعى وزير الداخلية اللواء نبيل فراج، وقال إن العملية تأتي تنفيذا لأوامر صادرة من النيابة العامة بضبط عدد من العناصر الإرهابية الهاربة والمتورطة في واقعة اقتحام مركز شرطة كرداسة، التي راح ضحيتها 11 ضابطاً وفرداً، وضبط ما بحوزتهم من أسلحة نارية وأسلحة ثقيلة. وأشار إبراهيم إلى أن قوات الأمن تواصل تقدمها بنجاح في أرجاء كرداسة كافة، ونجحت في إحكام قبضتها على مركز شرطة كرداسة والشارع السياحي وشارع جمال عبد الناصر، اللذين يعدان من الشوارع الرئيسية بكرداسة. وأشار وزير الداخلية إلى أن قوات الأمن نجحت في إلقاء القبض على عدد من العناصر الإجرامية وبحوزتهم كمية من الأسلحة النارية المتنوعة والقنابل اليدوية، مؤكدا أن قوات الأمن ستواصل العملية حتى تصفية البؤر الإجرامية والإرهابية كافة الموجودة بكرداسة. من جهته قال اللواء عبد الفتاح عثمان المتحدث باسم وزارة الداخلية المصرية إنه أصيب 4 ضباط و4 مجندين من القوة الأمنية المشاركة في مداهمة مدينة كرداسة بشظايا نتيجة إطلاق قنبلة يدوية عليهم من شخص يدعى حمدي عمرو، وقامت قوات الأمن بإطلاق النيران صوب المتهم وإصابته بطلق ناري بالقدم وإلقاء القبض عليه، وعثر بحوزته على بندقية آلية و3 خزائن و75 طلقة و7 قنابل يدوية. يأتي ذلك في وقت أمر فيه النائب العام المصري المستشار هشام بركات بفتح تحقيق عاجل مع المتهمين المضبوطين في الحملة الأمنية التي شنتها القوات المسلحة بالتعاون مع وزارة الداخلية على منطقة كرداسة التابعة لمحافظة الجيزة لضلوعهم في أعمال عنف وتخريب وإرهاب واستهداف للمنشآت العامة والشرطية. فيما أكد مصدر أمني مسؤول ارتفاع عدد المتهمين ممن تم القبض عليهم خلال الحملات الأمنية التي تشنها الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية بالتنسيق مع القوات المسلحة إلى 48 متهماً تم ضبطهم، من بينهم 3 من المتهمين الرئيسيين في اقتحام قسم كرداسة والاعتداء على القوات. وأوضح أن المتهمين الثلاثة هم (أحمد حمود عويس المتهم بقتل نائب مأمور القسم وعلاء بهلول المتهم بقتل معاون المباحث وسيد عبد الحي المخطط الرئيسي لعملية الاقتحام)، كما تم ضبط علي عبدالمنجي ويوسف عبدالرحمن الجندي. وأضاف المصدر بأنه تم ترحيل المتهمين والمشتبه فيهم المضبوطين إلى أحد المقار الأمنية بواسطة سيارات الترحيلات. وأكد المصدر أن قوات الأمن تواصل جهودها الحثيثة لإلقاء القبض على كل العناصر الإجرامية والإرهابية المطلوبة.