الشيخ نافع بن فضليه من أعيان بني علي من حرب ومن خاصة الملك عبدالعزيز معروف بالصدق وحميد الخصال. وكان للملك عبدالعزيز خاصة من المرافقين منهم نافع، ومطلق بن الجبعاء من الدوشان، وماجد بن خثيله من أعيان العصمة، وغصاب بن منديل الخالدي. ومن أخبار نافع أن الملك عبدالعزيز في حرب حائل لاحظ على الركاب هزالا فندب نافعاً إلى بريدة ليشتري إبلا سمينة قوية وأعطاه مبلغا من المال وخطابا لمدير مالية بريدة ليزوده بمال إن لم يكلف ما معه في شراء العدد المطلوب الذي حدده الملك. فاعتذر بأنه أمي لا يقرأ ولا يكتب ولا يحسب ويخشى من خطأ يضيع المال. فمنحه الملك عبدالعزيز الثقة رغم هذا، فذهب نافع إلى مهمته، ورأى بفضل الله ثم حسن نظره أن قيمة الإبل ستتضاعف عليه إذا علم السماسرة أنه مندوب للحكومة بخلاف ما لو كان المشتري من الأثرياء أهل المتاجرة في المواشي، فقصد إبراهيم بن جربوع وإخوانه وألفى عليهم وأسر إليهم مهمته وطلب منهم أن يشتروا له المطلوب وأعطاهم المال وطلبهم تقييد قيمة ما يشترونه ليضبط حسابه فإن لم يكف المبلغ فليشعروه ليسدد لهم. وطلب منهم أن يجعلوا رعاة لكل ما اشتروه وأن يشتروا له مطيّة لأنه أرسل مطيّته إلى أهله. فأحضر كل ما طلبه الملك عبدالعزيز ولم يحتج إلى مدد من مدير مالية بريدة، بل فضل نقود من المبلغ الذي معه مع المطيه التي اشتراها لنفسه ومع هذا كان ما اشتراه متميزاً لسمن الإبل وقوتها وأصالتها. فأعجبت الملك وقال له (أمي أمين خير من كاتب سروق) وتنازل له عن الباقي من المال. ومن أخبار نافع أن الملك حثا بيده حصوات على نافع. فقال نافع: الله لا يكثر جنسك. فاستغرب الحاضرون من رده، فقال الملك عبدالعزيز. أنتم لم تفهموا ماذا يقصد نافع، إنه لا يريد تصادم الملوك فإذا كثر جنسي كثر التصادم، وكان نافع -كعادة جلساء الملك عبدالعزيز المختصين به- إذا رافق الملك عبدالعزيز للحج طلب منه بيوتاً لسكنى جماعته ومعارفه، أما هو فيسكن مع الملك في قصره الخاص. ومثله مطلق بن الجبعاء من مطير من الدوشان. وقد لام نافعاً بعض أصحابه على هذا الطلب وكان في الرحلة ماجد بن خثيله من عتيبة وغصاب بن منديل. فقال نافع: البيت لازم ناخذه يا ابن شلهوب عوايدٍ نمشي عليها ثباتي يبي يجي للبيت مطران وحروب والكل ياتونه ربوعه بداتي هذا يجي طالب وهذاك مطلوب وهذا غريبٍ مالقا له مباتي من لا نفع في قدرته كل منيوب هذا حسابه من حساب الخواتي نبي نعز النفس عن كل عذروب لا بد ما تقصر علينا الحياتي فلما سمع مطلق بن الجبعاء قصيدته رد عليها بقوله: إن كان جاء للبيت مطران وحروب مشرعين الباب قدم الصلاتي عاداتنا نمشي على كل ماجوب قدم الممات ندور الطايلاتي وان جاء نهارٍ فيه طالب ومطلوب يجي لنا مواقفٍ بيناني ما نتقي الأرواح والاجل مكتوب دون المقافي ننطح المقبلاتي قول بغير شهود يصير عذروب وهرجٍ بلا برهان ماهو ثباتي وكان نافع بن فضليه في مقناص مع الملك عبدالعزيز فقال الملك لابن فضليه: خذ معك طير تقنص به. فقال نافع: لا أعرف مقناص الطيور. فقال الملك لطباخه نصار: خذه معك واتركه مع القدور والحملة. فقال نافع في هذه المناسبة هذه الأبيات: يا شيخ ياللي من صواريم سنجار عساك تبطي ما تطب القبوري عساك ما تعرض على واهج النار الله يجيرك من جميع العثوري تقول ودّه يا ولد يم نصار عقب الجنيبه صرت بين القدوري لانيب صقارٍ ولا أبوي صقّار ولاني من اللي ينقلون الطيوري حنا صقارتنا على جيش ومهار اللِّي مواقفنا تسد النحوري أنا رفيقك يوم نصف العرب بار ولاني من اللي بالمعزِّب يبوري فلما سمعها الملك قال له: صدقت في محضر كبير وأعطاه جائزة كبيرة. - سعود بن بدر المقاطي آدابنا الشعبية: منديل بن محمد الفهيد.