اعتبر النائب البرلماني الفتحاوي، محمد دحلان، المتواجد حالياً في دولة الإمارات العربية دعوة رئيس وزراء حكومة حماس في غزة، إسماعيل هنية إلى توسيع رقعة المشاركة الفصائلية الفلسطينية في إدارة قطاع غزة، مؤشراً على تغيير في لغة تمسك حماس بجوهر «الانقلاب»، ودعوة لتحميل القوى الفلسطينية الأخرى أوزار أخطاء حماس وتحالفاتها، حسب أقوال دحلان التي وردت في بيان أصدره الأربعاء.. وأضاف دحلان في بيانه: «إن هذا التحول النظري في لغة الخطاب السياسي لحركة حماس لا يمكن تفسيره بمعزل عن متغيرات البيئة المحيطة، سواء ما اتصل منها بالبيئة الإقليمية أو المحلية، فعلى مدار السنة الماضية، تآكلت جميع أركان الدعم الرئيسية التي تستند إليها حركة حماس بدرجة أو بأخرى».. ورأى دحلان أن «هزيمة» الحركة الأم «جماعة الإخوان المسلمين» أفقدت حماس مصدر قوة كبير شكل لوقتٍ قريب ضامناً لسيطرتها على قطاع غزة، إضافة إلى ما تشهده النماذج الأخرى من حكم الإسلام السياسي من حالة تراجع.. وقال دحلان أيضاً: «إن التغيير اللفظي في الخطاب السياسي لحركة حماس لم يكن نتاج مراجعات وإعادة نظر في طروحاتها السابقة سواء ما اتصل منها بالمفاهيم والأفكار أو بالأساليب أو الاستراتيجيات، الحركة تعاني من أزمة داخلية وعزلة إقليمية متصاعدة. ودعا إسماعيل هنية، رئيس حكومة حماس بغزة في كلمة له خلال افتتاح البرنامج الوطني لمؤشرات الأداء للجمعيات الخيرية والهيئات الأهلية المنعقد بغزة، لتوسيع رقعة المشاركة الفصائلية الفلسطينية في إدارة قطاع غزة إلى حين تحقيق المصالحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية.. وقال هنية: «هذه دعوة نابعة من وعي وإدراك، نمد أيدينا لكل إخواننا».. وتابع: «نفتح أذرعنا لتوسيع المشاركة في الإدارة وتحمل المسؤوليات، ليس على قاعدة التحسب من أي أمر قادم، بل بنظرة الأمل للمستقبل».. وشدد هنية على أن «الوطن يتسع للجميع وليس حكراً على أحد، لا الحكومة ولا الفصائل ولا المنظمات وحدها، الوطن يتسع للجميع، وفلسطين التي يضحي من أجلها الفلسطينيون هي وطن لكل الفلسطينيين، وغزة التي حررها أهلها هي ملك لأهلها وأبنائها وملك لكل فلسطيني».. وزاد هنية: «نحن كنا وما زلنا نتطلع إلى حكومة وحدة وطنية ومصالحة وإنهاء لمسيرة الانقسام، ونعمل لأجل ذلك ومستعدون لتقديم الاستحقاق المطلوب». وقال هنية أيضاً: «نستمع إلى دعوات البعض للتمرد والتحرك على الوضع القائم في غزة وما إلى ذلك، أنا مع التمرد، ولكن تمرد ضد العدو ضد الاحتلال الصهيوني نحن كلنا شعب متمرد على المحتل، متمرد على الذل والهوان والحصار».. وأضاف هنية: «إن لغة التمرد على بعضنا البعض يجب ألا تستخدم فيما بيننا، لا تذهبوا إلى هذا الطريق، لا تذهبوا نحو هذا الاتجاه الخطر، هذا اتجاه له نتائج صعبة على وحدتنا، العاقل من يتعظ بنفسه وغيره». ولفت هنية إلى أن «القضايا الوطنية تعالج بالحوار، والعراك العنيف أو الدموي هو استثناء في الحياة الوطنية الداخلية، ودعا هنية مجدداً لإطلاق مشروع الحوار الوطني الشامل، وقال: «نعم تبدو القضية بين فتح وحماس، لكن القضية أوسع من حماس وفتح عند الحديث عن الصراع مع العدو الصهيوني».