عزا رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية امس الأحد بطء خطوات الشروع في حوار وطني فلسطيني إلى رغبة الأطراف العربية المعنية في استكشاف الآليات والصيغ التي تضمن نجاح الحوار المنشود، مؤكداً أن حركة (حماس) "ستفاجئ الجميع عند إطلاق الحوار". وقال هنية خلال لقاء مع عدد من مراسلي الصحف المحلية والعربية في مدينة غزة "إن حركة الاتصال مع الأوروبيين اتسعت خلال الأشهر الأخيرة، وأن دولاً عديدة تواصلت مع الحكومة وحركة حماس". وكشف عن أنه وجه رسالة للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لمطالبته باضطلاع الاتحاد الأوروبي الذي تتولى فرنسا رئاسته في المرحلة المقبلة بدور أكبر على صعيد القضية الفلسطينية، مبيناً أنه تلقى ردودا شفوية على الرسالة، مضيفاً أن "المنطقة ستكون أفضل بدون إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش". واعتبر هنية "أن الأوروبيين اقتنعوا تمام الاقتناع بأن لا شيء إيجابياً يمكن أن يحصل دون حركة حماس، وأن لا استقرار في المنطقة دون استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه". وأفصح عن مبادئ وأسس للمصالحة الوطنية المنشودة، قامت حركة (حماس) بتوجيهها للأطراف المعنية، ممثلة في وحدة الضفة والقطاع، وحدة النظام السياسي، واحترام الخيار الديمقراطي وقواعد اللعبة الديمقراطية والالتزام بنتائجها، واحترام الشرعية الفلسطينية بكل مكوناتها، واحترام القانون الأساسي الفلسطيني والالتزام به، وإعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية ومهنية بعيدا عن التدخلات والمحاصصة الفصائلية، والالتزام باتفاق مكة 2007واتفاق القاهرة 2005ووثيقة الوفاق الوطني 2006، والتمسك بحق الشعب الفلسطيني في "مقاومة الاحتلال مادام الاحتلال قائماً"، وإعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير على قاعدة الانتخابات الحرة وبمشاركة كافة القوى والأطياف والشخصيات في الداخل والخارج. وشدد هنية على ضرورة الرعاية العربية لأي مصالحة فلسطينية، قائلا :" المملكة العربية السعودية بالتأكيد من الدول العربية المؤثرة والوازنة التي نتطلع أن يكون لها دور في المصالحة الفلسطينية". وفي سياق آخر، ألقى هنية باللائمة على (إسرائيل) في عدم التوصل إلى تهدئة في قطاع غزة، وقال "سياسة المماطلة الإسرائيلية وعدم الوضوح في التعامل مع مصر هما السبب لان الإسرائيليين يريدون تهدئة مقابل تهدئة ثم مرحلة اختبار ثم فتح للمعابر دون تحديد مواعيد، وأن يكون معبر رفح خارج مشروع التهدئة".