كشفت الثورة التصحيحية في الثلاثين من يونيو المنهج الإرهابي لجماعة الإخوان المسلمين في داخل مصر، فاعتمدوا أسلوب التخريب وحرق المؤسسات الأمنية والخاصة ورفع السلاح على قوى الأمن والتمثيل بأجسادهم ومثاله الوحشي تدمير مركز كنداسة الأمني وحرقه واغتيال العديد من رجال السلطة بدم بارد والتمثيل بأجسادهم وبينهم اثنان من الضباط برتبة لواء وعدد آخر من الضباط وضباط الصف، والقرضاوي سامحه الله يتهم قوات الأمن المصري وجيشه الشريف ظلماً بأنهم أكثر وحشية من (الجيش الإسرائيلي). التاريخ السياسي لهذه الجماعة يعتمد على الإرهاب وسلاحه الاغتيالات وإشعال الحرائق وبعد محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في ميدان المنشية بالإسكندرية واتهام جماعة الإخوان المسلمين بتدبير مؤامرة انقلابية في أكتوبر عام 1954م أودع معظم قيادات الجماعة في السجون المصرية وهرب الكثير منهم إلى بعض الدول العربية وتركيا وأوروبا وهناك تم تأسيس التنظيم العالمي للإخوان المسلمين وعرّابا هذا التنظيم الدولي الدكتور سعيد رمضان صهر الشيخ حسن البنا مؤسس الجماعة ويوسف ندا وانطلقا من سويسرا التي تلقيا دراستهما العليا فيها، وانشغل رمضان بالتنظيم السياسي والعلاقات الدولية وندا بالتمويل والإشراف على الاستثمارات المالية لأموال الجماعة في الخارج. وشمل التنظيم الجديد كل الجمعيات والأحزاب الإسلامية في أوروبا وتركيا وبعض الدول العربية فظهر الحزب الإسلامي في العراق وأمينه العام الشيخ محمد محمود الصواف (رحمه الله) وفي فلسطين حركة حماس والجهاد الإسلامي وفي شمال إفريقيا برزت أحزاب تحمل مسمى واحد بأهداف مشتركة تحت محتوى الحرية والعدالة وفي السودان برز حزب حسن الترابي كممثل للإخوان المسلمين وفي تركيا وألمانيا انضم حزب الرفاه الإسلامي برئاسة نجم الدين أربكان للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين العالمية وساهم بنك التقوى الذي أنشأه التنظيم الدولي في جزر (البهاما) وشركات ندا إنترناشونال لتمويل المؤسسات التابعة للإخوان في الخارج وسخرت أموال التنظيم الدولي لتمويل الجمعية الإسلامية في أمريكا (M.A.S) والتي تأسست عام 1993م ولها أكثر من ستين فرعاً منتشرة في معظم الولاياتالأمريكية. لا يختلف المصريون بأن جماعة الإخوان المسلمين قد اختطفت ثورة الشباب المصري في 25 يناير وهم الفصيل السياسي الوحيد الذي كان يحظى بالتنظيم السياسي الداخلي والخارجي وسيطر على مرافق الدولة من القمة حتى القاعدة وحاول باستعجال ظاهر أن يقلب النظام الاجتماعي السائد في مصر الشقيقة وخلال عام واحد حاول التبديل في السياسة الخارجية والعلاقات الاجتماعية والحركة الاقتصادية والمالية التي نابها الكساد والبطالة في معظم القطاعات السياحية والإنتاجية في أوجه الاقتصاد المصري وبدا ظاهراً لكل المواطنين الاتجاه السريع نحو تفكيك مؤسسات الدولة واتجاهها نحو الفوضى السياسية والإفلاس الاقتصادي، كل هذا برز خلال حكم الأخوان لعام واحد، ولا أدري ماذا سيحدث لشعب مصر الشقيق لو دام حكم الأخوان لخمسمائة عام كما كانوا مخططين له. وتغلبت إرادة شعب مصر العربي الموحد على الفساد والتسلط وانعدام الخبرة والكفاءة العلمية لإدارة الأخوان وتضامن الشعب بكامل اتجاهاته السياسية مع الجيش المصري الشريف بوحدة متراصة رافضة ومنتفضة على رئاسة الإخوان لحكم مصر، وأعيد قطار الدولة لسكة التصحيح بإعلان خطة خارطة الطريق للإصلاح، وتم تشكيل حكومة تكنوقراط من شخصيات وطنية تتمتع بالخبرة العملية والمكانة الأكاديمية العالمية لإجراء (عملية جراحية) لإنقاذ مصر وشعبها الوفي الأصيل. وبرز التضامن العربي بأعلى وأسمى صوره بالكلمة المباركة لصقر العروبة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود والتي حظيت بالشكر والتقدير والامتنان من جيش وشعب مصر الشقيقة. وهو الموقف الداعم المؤيد لشعب مصر والذي تتبناه المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود (أسكنه الله جنات النعيم) حتى العهد الزاهر للملك العربي المسلم عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وأبقاه ذخراً للأمتين العربية والإسلامية. عضو هيئة الصحفيين السعوديين - الهيئة التأسيسية للحوار التركي العربي