تأتي انطلاقة دوري عبداللطيف جميل نهاية هذا الأسبوع في توقيت يتزامن مع البداية الفعلية للجان الجديدة ولمجلس اتحاد الكرة بعد فوزه بالانتخابات إذا أخذنا بالاعتبار أنه تولى مهامه منتصف الموسم الفائت ما يعني أن الأعذار والتبريرات التي سمعناها في ذلك الوقت واقتنعنا بها الى حد ما ستكون غير مقبولة هذا الموسم بعد أن أخذ الاتحاد ولجانه الوقت الكافي وتوفرت لهم الظروف المناسبة للعمل في أجواء أكثر ارتياحاً واستقراراً وفهما للواقع وما هو مفترض أن يكون.. ما حدث الموسم الماضي من تجاوزات وخروقات وأخطاء فادحة من بعض اللجان وأيضاً ضغوط وتدخلات في عمل اتحاد الكرة لدرجة وصفه بأنه غير مستقل ولا يمارس صلاحياته على الوجه المطلوب، هذه مجتمعة لا نريدها أن تتكرر هذا الموسم، نريد لجنة حكام لا تكابر ولا تخاف ولا تجامل أحدًا فتختار الحكم المناسب. للمباراة المناسبة، ولجنة احتراف لا تخضع للاجتهادات الشخصية وإنما تطبق اللوائح والأنظمة بحذافيرها على الجميع، ولجنة انضباط لا تكيل بمكيالين في قراراتها ولا تصدر عقوباتها بمزاجية وازدواجية تغض الطرف عن جهات وتضرب بيد من حديد جهات أخرى، ولجنة مسابقات تعمل بروزنامة دقيقة ومنضبطة في برمجة المباريات ويكون لها موقف في تحديد وتسمية وتقليص عدد البطولات المحلية، نريد اتحاداً يتعامل مع الأندية بعيدًا الأسماء والألوان والنفوذ ويؤدي مهامه الإدارية والمالية والفنية باتجاه نفسه وأمانته ولجانه وأعضائه وجمعيته العمومية والأندية والمنتخبات باحترافية ويتخلص من التخبط والفوضوية في قراراته واجتماعاته وتصريحاته. من حق المتابع والمشجع والمواطن أن يطالب بكرة سعودية راقية متطورة تحقق طموحاته وتليق باسم الوطن ومكانته وسمعته وقيمته الإقليمية والدولية، تختلف عن تلك التي شوهت صورته وأساءت تقديره، لقد طال صبره وانتظاره ومل الكلام وزخم الأقوال دون أن يرى شيئاً، فهل ينجح اتحاد الكرة في تحقيق هذه المطالب او بالأصح هل يفي رئيسه الاستاذ أحمد عيد بالوعود التي قطعها على نفسه ويعيد للكرة السعودية وهجها وحضورها وإنجازاتها؟ وللأندية والإعلام نصيب على صعيد الأندية ووسائل الإعلام، فلا أظن أن أحد فاهم ومنصف ومطلع يمكن أن يتجاهل الأخطاء التي ارتكبتها الأندية بحق نفسها وجماهيرها والكرة السعودية بوجه عام، في الموسم الكروي الأخير كان هنالك في كثير من الأندية لغة تآمرية وتعليقات حادة ومؤذية، وممارسات وتصرفات أضرت بالأندية قبل أن تكون شريكة في تدهور وتراجع الكرة السعودية، فقد اخفقت في طريقة انفاقها وأسلوب إدارتها واختياراتها للمدربين واللاعبين، وباستثناء الفتح ونوعاً ما الاتحاد فإن بقية الأندية صرفت مئات الملايين دون أن تحقق ما يوازي شيئاً ولو يسيرًا من كمية ما أنفقته، افتقدت لتنظيم خططها وبرامجها وتدابيرها وللفكر الإداري والإلمام الفني فظهرت بمستويات فنية متدنية ونتائج متواضعة، وستستمر هكذا ما لم تستعجل ترتيب أوراقها وإدارة شئونها والابتعاد عن القرارات الفردية العاطفية. أما فيما يتعلق بالإعلام فالجميع أبدى تذمره من الدور السلبي الذي سيطر على وسائل إعلام عديدة وبالذات التلفزيونية منها، فهي لم تستطع تقديم وإنتاج مواد وبرامج ذات قيمة رياضية ثقافية وتوعوية مفيدة وملبية لحاجة ورغبة المشاهد، فلجأت الى البرامج الصاخبة المعتمدة على الإثارة الفارغة، والجدل الانطباعي الفاقد للمعلومة والتخصص، فلم نشاهد في معظم القنوات برامج حوارية بقدر ما كانت حلبات تصفية حسابات وصراع شخصي وشتم جارح ومهين ومؤذي بكلمات نابية تسيء للذوق العام ولمعنى وقيمة ورسالة الإعلام. لأنني من المنتسبين والمحسوبين على الإعلام الرياضي فإنني أتطلع لتغيير واقعنا الإعلامي المؤلم، وهي مسئولية أخلاقية وإنسانية ووطنية فضلاً عن كونها مسئولية أدبية ومهنية تقع على عاتق الزملاء القياديين في مختلف الوسائل الإعلامية، أتمنى أن يكونوا بمستوى مناصبهم الحساسة وألا يسمحوا باستقطاب واستضافة او بمزاولة هذه المهنة إلا لمن يستحقها ولديه من الدراية والخبرة والتأهيل ما يجعله موثوقاً به وقادراً على أن يكون إضافة للمطبوعة او القناة او أية وسيلة إعلامية، لا أن يتحول الى معول هدم وإيذاء للمتلقي وإحراج وتشويه للوسيلة التي ينتمي إليها. من الآخر - بإحرازه لأول بطولة سوبر سعودية رغم الصعوبات والمعوقات التي واجهته من قبل اتحاد الكرة بنقله للمبارة الى مكة ومن الحكم العمري بأخطائه المريبة جدد فريق الفتح تفوقه وأثبت أن تألقه في الدوري لم يكن إنجازاً طارئاً، وإنما نتاج طبيعي ومستحق لبذل وجهد وتخطيط إدارته الفذة ومدربه الظاهرة.. - بالمناسبة مطلوب من لجنة الحكام أن تحاسب نفسها قبل الحكم العمري، فما صدر منه في المباراة أعطى للجماهير والأندية السعودية مؤشرًا واضحاً وصريحاً ومخيفاً بأن التحكيم السعودي في طريقه للمزيد من الكوارث.. - إذا أردتم معرفة أسرار وأسباب ضعف لياقة وتزايد إصابات اللاعبين المحترفين السعوديين فاسألوا السفر والسهر والتدخين والمعسل فعندها الخبر اليقين.. [email protected]