لاشك أنّ هناك فرقاً كبيراً بين النجومية والشاعرية، فلمعة القصدير لا تعني أنه دخل في منافسة مع الألماس ، والمتتبع لما حدث في السنوات القليلة الماضية من تكريس لأسماء استطاعت بفضل مفرزة الزور أو الجهل الإعلامية، أن تتصدر واجهة الشعر بعضا ًمن الوقت، ثم ما لبثت أن توارت تماماً عن الأنظار وكأنها شهاب لمع لثوان معدودة واحترق ولم يعد يذكره أحد لكثرة الشهب المحترقة في سماء الشعر. وقناعة الناس بفلان كشاعر وإبقاءه في الذاكرة ليس شيئاً سهلاً، وقد يغتر من ليس لديه من الفطنة ما يكفي لفهم الفرق بين انبهار الناس وقناعاتهم، فالانبهار شيء جائز الحدوث لفترة محدودة وللقارئ الكريم أن لا يكلف نفسه عناء الغوص في ذاكرته كثيراً، فالأمس القريب كان يضج بعدد من الأسماء التي لم يَعُد لها أي ذكر سوى أنها مرت كمرور بعض الصرعات ك (الكدش وطيحني). أما الشعراء الحقيقيون فبالقليل من الأضواء يحققون أهم ما يحرص عليه الشاعر، وهو البقاء في ذهن ووجدان المتلقي ربما لقرون، كما حدث مع كثير من الأسماء التي خلدها تاريخ الشعر فصيحه وعاميّه. [email protected] تويتر alimufadhi