«التويجري» ترفع الشكر للقيادة بمناسبة صدور الأمر الملكي بتشكيل مجلس هيئة حقوق الإنسان في دورته الخامسة    جمعية الكشافة تحقق "جائزة التميز" في خدمة ضيوف الرحمن لعام 2025    أمير القصيم يكرم أمين المنطقة وفريق عمل معرض سيتي سكيب 2024    «الداخلية» تحصل على جائزة أفضل جناح وتفاعل ومشاركة في «مؤتمر ومعرض الحج 1446»    4 جياد تتأهل للتنافس على جوائز مؤسسة الملك عبدالله الإنسانية من ميدان فروسية الدمام    توقيع عقد شراكة بين صحيفة الرأي بنجران و جمعية الخير لكبار السن    الهلال يسحق الفتح بتسعة أهداف تاريخية ويعزز صدارته    شاركت جامعة جدة بماراثون "اقرأ"    صفقات مليونية واتفاقيات شراكات بين كبرى شركات مؤتمر ومعرض الحج بجدة    مفوض الإفتاء بمنطقة جازان " اللحمة الوطنية جسرٌ متين نحو مستقبل مشرق"    «الغذاء والدواء» : منع استخدام المادة (E127) في الحلويات منذ 2019م    مصر تشدد على أهمية البدء في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى    ابن عم المغدور ل«عكاظ»: «زبن» تعرض لعدة طعنات قاتلة.. وترك خلفه 5 أبناء    جازان: القبض على مواطن لنقله 8 مخالفين لنظام الحدود    آل ثاني: أمير قطر سيزور سورية قريباً    انعقاد جلسات ندوة «مئوية كتاب ملوك العرب» بالتعاون بين «الدارة» ومؤسسة الريحاني    برعاية أمير جازان.. انطلاق حفل موسم "شتاء جازان 25" غدًا الجمعة    هل توافق حكومة نتنياهو على «صفقة غزة»؟    وزير الصناعة يطلق مبادرة «القيادات الشابة» في قطاع التعدين    متحدث أمن الدولة: السعودية لم تكن يوماً أداة لخدمة الأهداف الخارجية    "متمم" ينظّم محاضرة عن أهمية تحديد الأهداف المالية    شركة HONOR تُطلق Magic7 Pro في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.. المستقبل هُنا مع ميزات الذكاء الاصطناعي وأحدث الابتكارات في عالم الهواتف الذكية    طيبة للاستثمار" تتألق كراعٍ ذهبي لمؤتمر ومعرض الحج 2025    "جمعية "كبدك" تحقق المرتبة (13) في عدد المتطوعين الصحيين لعام 2024    كيف انتهت قصة حب بالذكاء الاصطناعي بين «براد بيت» و «مصممة فرنسية»؟!    السعودية: زراعة مضخة قلب اصطناعية دون شق الصدر باستخدام الروبوت    المتحف الدولي للسيرة النبوية يوقع اتفاقيات استراتيجية    خطة ليفربول لمنع انتقال محمد صلاح إلى الهلال    وزارة الداخلية توقّع مذكرة تعاون في المجال الإعلامي    وزير الخارجية السعودي يستعرض العلاقات الثنائية مع رئيس البرلمان ورئيس مجلس النواب في تايلند    رئيس مجلس الشورى يستقبل سفير جمهورية كازاخستان لدى المملكة    آل الشيخ : الإسلام دين راسخ لا تهزه محاولات التشويه والمملكة ستبقى صامدة ومخلصة في الدفاع عنه    وزير الزراعة في الإدارة السورية الجديدة يلتقي فريق مركز الملك سلمان للإغاثة    تمديد فترة التقديم لبرامج الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية    3,202 موقع جديد في سجل التراث العمراني    مدير الأمن العام: نعمل على سيناريوهات مخاطر متوقعة مع تحديات الحج    "المتاحف" تحتضن معرض العبقري "هوكوساي" للفن المعاصر    مدرب الفتح: الهلال الأقوى في تاريخ الرياضة السعودية    سعود بن بندر يطلع على جهود الأمر بالمعروف بالشرقية    إستراتيجية لتعزيز السياحة البيئية بمحمية الملك عبدالعزيز    مركزية المملكة    العدالة والعربي في قمة ملتهبة.. الزلفي يلاقي نيوم    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالفيحاء في جدة يجري استبدال مفصل ركبة بتقنية الروبوت الجراحي    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال11 لمساعدة الشعب السوري    تعزيز مكانة محمية الملك عبدالعزيز البيئية والسياحية    محمية الملك عبدالعزيز تطلق إستراتيجية لتعزيز مكانتها البيئية والسياحية    «البلاد» ترصد أسرع 20 هدفًا في تاريخ الدوري السعودي    أمير القصيم يؤكد على السلامة المرورية    مركز الملك سلمان يواصل إغاثته للشعب السوري    آل باعبدالله وآل باجميل يحتفلون بعقد قران عبدالرحمن    الشتاء.. نكهة خاصة    الذكاء الاصطناعي يتنبأ بمكونات الوجبة المثالية    إنطلاق فعاليات معرض مبادرتي "دن وأكسجين"    صلاح للأهلي    وللشامتين الحجر!    لا تنمية دون تصنيع!    السعودية ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتثمن الجهود المبذولة من قطر ومصر وأمريكا    هدنة مشروطة تحت الاختبار في غزة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رمضان بين زمان والآن.. حكايات مسافرة
محمد بن إبراهيم فايع
نشر في الجزيرة يوم 28 - 07 - 2013

لو سأل أحدنا أحداً عن رمضان زمان أو الآن، لقال: رمضان زمان وأتبع إجابته بتنهيدة طويلة تعبّر عن مدى الشوق والحنين إليه، فلماذا دائما نتذكر الماضي بشيء من اللهفة والشوق، ونحن للماضي بكل تفاصيله ورحم الله بشار بن برد يوم قال:
وقد يذكر المشتاق بعض زمانه
فيبكي ولا يبكي لفقد حبيب
وما أكثر ما هزنا الشوق لرائحة وطعم رمضان الأمس؟ أعتقد - إجابة على هذا التساؤل - أن تعقد الحياة والتحوّلات التي طرأت على حياة الناس، والمستجدات والمتغيرات التي تتمازج بين متغيّرات إيجابية وسلبية، شكّلت صورة جديدة لحياة الإنسان، ضاع في خضمها، وانساق مجبرا في معتركها، حتى لم يعد يقوى على الانفكاك عنها، وقد امتلأت بأخبار حروب ودمار وتحولات، وغزو أفكار وأخلاقيات، وولادة مخترعات، حتى لكأنه في مباراة في حياته وهو يلهث خلف عيشه، فمرة يتمكن منها فيغلبها، ومرة تطحنه دون رحمة بنوائب مثقلة، ولهذا كان لحياة الماضي طعم خاص، والسر «البساطة في كل شيء» فقد كانت الحياة تخلو من تلك التعقيدات التي نشهدها، ولأنّا نعيش مناسبة كريمة وهي حلول شهر رمضان الذي نسأل الله في علاه، أن يعيننا على صيامه وقيامه وقد جاوز النصف من عمره، فأشير - لا تشاؤما - أنه كان لرمضان الأمس نكهة خاصة، لا تشبهها نكهة رمضان اليوم، بالرغم ماتوفر للناس من أشكال الرفاهية، وألوان البذخ من طعام وشراب، وملذات الحياة التي لا تعد ولا تحصى، والتي لم تعد تشعر الصائم بمشقة الصوم الذي عاناه جيل الأمس، فقد كانت البساطة هي العنوان الأكبر في حياة الناس آنذاك؛ إذ إنها تعدل في الراحة والسعادة، وعدم الشعور بالقلق كل مظاهر الترف اليوم، ودعوني أصطحبكم في رحلة سريعة، لشكل من أشكال حياة الناس مع رمضان، قرأتها وسمعتها من كبار السن المعمرين، لقد كانت فرحة رمضان تسبقه في قلوب الناس آنذاك، وفي حياتهم بالاستعداد له رجالاونساء «فالبيوت تصهر وتخضب» أي بمعنى اليوم أنها تجدد أو ترمّم، والمساجد تنظف وتهيأ للصلوات وتجهز، والأسرتجهز له متطلباته، حتى إذا ما جاءت بشائر «المناديب» وهم رسل ولي الأمر إلى كل منطقة، ليخبروا الناس بدخول هلال رمضان بعد ثبوت رؤيته، حتى يتبادلوا التهاني والتبريكات بينهم، والفرح يعمهم، كان هذا قبل وسائل الإعلام، يوم تتحرى رؤية هلال رمضان عن طريق بعض الرجال الذين اشتهروا بحدة البصر، وقوة النظر في بعض المناطق، وقد حققت منطقة نجد شهرة لملاءمة تضاريسها في تحقيق رؤية الهلال، وبالأخص منطقة «حوطة سدير» ولاشتهار بعض رجالاتها بحدة النظر، حتى أصبح يمكن استطلاع هلال الشهرعن طريق «التلسكوبات» أما مايخص حياة الناس فلم يكن هناك تغيرات تحيط حياتهم إذ كان التاجر يذهب لمتجره، والمزارع يقضي يومه في مزرعته، والموظف يذهب لعمله، ولم يكن لرمضان أيأثر في تغيير برامجهم اليومية؛ عدا ما يعيشه الناس من روحانية العبادة، حين تتعطر نهاراتهم بقراءة القرآن الكريم والذكر، ولياليهم بالصلوات والزيارات بين الأهل والأقارب، والسمر بين الأقارب والأصدقاء قبل أن يستحوذ عليهم الفضاء بما عج به من قنوات فضائية عزلتهم إليها، وما أصبح في رمضان اليوم الذي استبدلت فيه الزيارات بوسائل الاتصال، وانشغال الكثير بتحضير مختلف الأطعمة والمشارب، حتى لكأنه شهر أكل وشرب، واستحواذ البرامج التلفزيونية التي تحضّر لشهر رمضان على أوقاتهم، وتجمعهم، فتأثرّ حجم التواصل والتقارب بين الناس، تلك إلماحة عجلى على حياة الناس بين رمضانين، وفطرة الإنسان، وحنينه أبداً للماضي مهما بلغت به جماليات الحاضر، فالذكريات زاد الأيام كما قال مولير، ولا تلمني أخي القارئ فهذا يوسف فاخوري يقول «أعطني الماضي وتذكاراته.. وخذ الحاضر والمستقبلا».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.