استباقاً للالتزامات التي يعشْنها في شهر رمضان من عبادة وطبخ ومتابعة أطفال ومشاهدة برامج تلفزيونية وزيارات عائلية، عمدت كثير من ربات المنازل إلى استغلال الأيام الأخيرة من شهر شعبان الماضي، لتحضير أصناف غذائية وأطباق رمضانية، ومن ثم تغليفها وتجميدها في الثلاجة حتى يحين موعد «قطافها»، بطهيها أو قليها على وجه السرعة، حين يقترب وقت الإفطار. وقالت سهام محمد: «أجهز كبتي البرغل والبطاطا، والسنبوسة بمختلف أنواعها، وألف ورق العنب، وأحشو الكوسة، وصحيح أنني لست موظفة، بيد أنني زوجة وأم لخمسة من الأبناء الذكور، وليست لدي عاملة منزلية أو ابنة تعينني، ما يضطرني إلى بذل جهد مضاعف قبل الشهر الفضيل»، في حين تؤكد هدى خلف أنها تعد كل ما يمكنها إعداده قبل رمضان، تحسباً لمفاجآت زوجها الذي يفاجئها أحياناً وقت الإفطار بإحضار ضيوف، وأضافت: «أحرص على شراء مؤنة الشهر منذ دخول شهر رجب، ومن ثم أحملها إلى بيت أهلي، إذ نتعاون أنا وشقيقاتي وأمي في تجهيز الأطباق التي يمكن حفظها، وتنقية الهريس وتنظيف وطحن الليمون الأسود». وقالت هناء محمد: «أنا عروس، وهذا الشهر الفضيل هو الأول الذي يمر علي بعد زواجي، ولأنني اتفقت مع زوجي على أن نذهب للإفطار مع أسرته، أحتاج إلى أن أحمل معي يومياً طبقاً خفيفاً، ما دفعني لتجهيز بعض ما يمكنني تجهيزه»، موضحة أنها قامت بفرم كمية من البصل وتجميدها، وكذلك طحن الطماطم، وتقطيع الخضار وقلي بعضه لأطباق مثل «المصقعة»، وبشر الجبن، إضافة إلى سلق كمية من المكرونة وتعبئتها في أكياس وتجميدها، بينما ذكرت زينب حسن أنها لا تكتفي عادة ب«تجهيز بعض الأطباق والمخللات، وإنما تلجأ قبل رمضان إلى شراء كمية من كبة البرغل وورق العنب المجمد من النساء اللاتي يعملن في الطهي. من جانبها، أوضحت اختصاصية التغذية سهير حمدان أن غالبية الأغذية التي يتم تفريغ الهواء من الأكياس التي تحفظها، قبل تجميدها لا تفقد أكثر من 5 في المئة من قيمتها الغذائية، شريطة ألا تزيد مدة تجميدها على الشهر أو الستة أسابيع، خصوصاً تلك الأغذية المطهية لأن التجميد الذي يتم في المنزل، لا يحوي مواد تعمل على حفظ الغذاء فترة طويلة تصل إلى ثمانية أشهر في بعض الأحيان»، لافتة إلى أن الغذاء المجمد لا يفقد من قيمته الغذائية بقدر ما يفقد من مذاقه وكونه طازجاً.